سفر
.
صحيح أن العديد من الأسر قد خفضت نفقاتها، وتضررت أفقرها بشدة من ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة، إلا أن الاستهلاك صمد بشكل أفضل مما توقعه الكثيرون "في العديد من الاقتصادات، لم يستنفد المستهلكون بعد مخزون المدخرات الفائضة التي راكموها أثناء الوباء"، قال صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع بينما رفع من توقعاته للنمو العالمي، وحركة السفر مستمرّة حتى مع ارتفاع أسعار التذاكر ودرجات الحرارة العالمية العالية.
عزم كثر على السفر رغم ارتفاع أسعار التذاكر مما دفع بأرباح شركات الطيران إلى ارتفاعات جديدة، وفق ما ورد في تقرير فايننشال تايمز التي أوردت أنه "مع إعلانها عن أرباح قياسية الجمعة، قالت شركة IAG المالكة للخطوط الجوية البريطانية إن الرحلات عبر المحيط الأطلسي وإلى وجهات ترفيهية كانت تحظى بشعبية خاصة حيث يعطي العملاء الأولوية للعطلات، بينما قالت شركةAir France-KLM إن المصطافين الذين ينفقون الكثير من المال يملؤون مقصورات درجة رجال الأعمال".
عزم كثر على السفر رغم ارتفاع أسعار التذاكر مما دفع بأرباح شركات الطيران إلى ارتفاعات جديدة
الحجوزات القوية التي تم الإبلاغ عنها مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية جديدة وتحذير الأمين العام للأمم المتحدة من "الغليان العالمي" تحدت الارتفاع الحاد في أسعار تذاكر الطيران، التي زادت بنحو 30٪ في أوروبا هذا العام.
في الولايات المتحدة، أعلنت شركة يونايتد عن زيادة بنسبة 42٪ في الإيرادات من الرحلات الجوية إلى أوروبا في الربع الأخير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما سجلت شركة دلتا زيادة بنسبة 65٪ في مبيعات الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي، وفق تقرير فايننشال تايمز.
الرئيس التنفيذي لماستركارد، مايكل ميباتش، قال هذا الأسبوع أن الإنفاق عبر الحدود من قبل مستخدمي بطاقاتها قد وصل إلى 154٪ من مستويات عام 2019.
الأمر لم يقتصر على الجو فحسب، بل أن رويال كاريبيان، من أكبر خطوط الرحلات البحرية في العالم، لفتت الخميس إلى الطلب "القوي بشكل استثنائي" على الرحلات البحرية و"التغيير التدريجي" في الحجوزات والأسعار.
أسعار تذاكر الطيران، التي زادت بنحو 30٪ في أوروبا هذا العام
تعرض عشرات الملايين من الأميركيين لضربة مزدوجة بتضافر عاملي زيادة درجات الحرارة والرطوبة العالية، الجمعة، في وقت استقرت فيه موجة شديدة الحرارة فوق الغرب الأوسط والساحل الشرقي، ومن المتوقع أن تستمرّ مطلع الأسبوع المقبل.
وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية إن أكثر من 175 مليون شخص في الولايات المتحدة أصبحوا مشمولين بتحذيرات شديدة وإرشادات صارمة تحذرهم من الحرارة حتى بعد ظهر غد السبت على الأقل، حيث ارتفعت قراءات مؤشر الحرارة في منتصف النهار في العديد من المواقع فوق 38 درجة مئوية.
وافتتحت بعض من أكبر المدن في البلاد، بما في ذلك شيكاغو ونيويورك وفيلادلفيا، مراكز تبريد في المكتبات العامة والمراكز المجتمعية ليلجأ إليها من لا يملكون سبيلا للهروب من درجات الحرارة المرتفعة، وفق رويترز. وأعلنت مدينة بوسطن حالة الطوارئ بسبب ارتفاع درجات الحرارة وجاء في بيان على موقعها على الإنترنت أن "الحرارة الشديدة يمكن أن تكون خطيرة على الصحة، بل وقد تكون قاتلة". وأضاف البيان أن فرقا تابعة للمدينة ستوفر المياه على الطرق.
أعلنت شركة يونايتد عن زيادة بنسبة 42٪ في الإيرادات من الرحلات الجوية إلى أوروبا في الربع الأخير
ويحث المسؤولون وخبراء الأرصاد في الولايات المتحدة المواطنين على عدم التعرض للحرارة لأنها قد تسبب أمراضا، خاصة لمن يعملون أو يشاركون في الأنشطة التي تتم في أماكن مفتوحة، ومن يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر، والأطفال ومن يعانون من أمراض مزمنة. وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية "اشربوا الكثير من السوائل، وامكثوا في غرفة مكيفة، وابتعدوا عن أشعة الشمس، واطمئنوا على الأقارب والجيران".
وفي فيلادلفيا، التي يمكن أن تصل درجات الحرارة فيها إلى 42 درجة مئوية، مدد المسؤولون ساعات فتح حمامات السباحة العامة وغيرها من مرافق وخدمات رش المياه لساعات يومي الجمعة والسبت.
وفي مدينة نيويورك، حيث يتوقع وصول الحرارة إلى 39 درجة مئوية، نشر المسؤولون مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يحثون فيه أصحاب الحيوانات الأليفة على التأكد من رطوبة أجسادها.
وأعلن مشغلو الشبكات الكهربائية في جميع أنحاء البلاد توجيهات تتعلق بالطقس الحار هذا الأسبوع وطلبوا من شركات الطاقة تأجيل أعمال الصيانة غير الضرورية. وعلى الرغم من الحرارة الشديدة، لم يتخذ أي من مشغلي الشبكات الأميركية إجراءات صارمة.
ويقول الخبراء إن تواتر موجات الطقس المتطرف هو عرض من أعراض تغير المناخ العالمي، مع توقع استمرار موجات الحر في معظم أنحاء العالم حتى أغسطس. وكان الشهر الماضي هو أشد شهر يونيو سخونة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في الولايات المتحدة.
تتجه المنطقة الشمالية في المحيط الأطلسي لتحطيم المستوى القياسي لأعلى درجات حرارة فيها على الإطلاق، قبل أسابيع من ذروة الحرارة المعتادة في الصيف، بحسب توقعات لمرصد كوبرنيكوس الأوروبي ومنظمة "مركاتور إنترناشونال أوشن" غير الحكومية حصلت عليها وكالة فرانس برس الجمعة.
وقال ناطق باسم "كوبرنيكوس" لوكالة فرانس برس "بالنظر إلى درجة حرارة سطح شمال الأطلسي في الوقت الحالي (منذ أسابيع)، لم يعد هناك أدنى شك في أن المستوى القياسي المسجل في أوائل سبتمبر 2022 سيتم تحطيمه هذا الصيف"، مضيفا "في هذه المرحلة، إنها مسألة أيام فقط".
كما أنّ منطقة الأطلسي الشمالية التي تسجل مستويات قياسية في الحرارة الموسمية منذ مارس، في وضع يفاجئ العلماء، أصبحت نقطة مراقبة مهمة بدلالاتها لارتفاع درجة حرارة محيطات الكوكب تحت تأثير الاحترار المناخي الحراري الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة.
ويعود أحدث قياس أجري عبر مرصد كوبرنيكوس، وهو غير نهائي، إلى 26 يوليو، وقد بلغ 24,7 درجة مئوية، في حرارة "أدنى من المستوى القياسي المسجل في سبتمبر 2022"، البالغ 24,81 درجة مئوية بحسب قاعدة بيانات ERA5 الخاصة بالمرصد والتي بدأت سجلاتها في عام 1979.
منطقة الأطلسي الشمالية تسجل مستويات قياسية في الحرارة الموسمية منذ مارس
ولكن "قد يُحطّم هذا المستوى القياسي عند تحديث البيانات خلال عطلة نهاية الأسبوع أو أوائل الأسبوع المقبل"، وفق المرصد الأوروبي. ويُتوقع أن يستمر المنحى التصاعدي، لأنه "في الدورة الموسمية، تُسجَّل ذروة درجات الحرارة في شمال الأطلسي عموماً في نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر"، وفق ما أوضحت كارينا فون شكمان من مركز الأبحاث الأوروبي "مركاتور إنترناشونال أوشن".
وحذّرت عالمة المحيطات من أن "هذا الوضع بالغ الخطورة، إذ شهدنا موجات حرّ بحرية من قبل، لكنّها في هذه الحالة شديدة الثبات وتتوزع على مساحة كبيرة" من شمال المحيط الأطلسي. وذكّرت بأنّ المحيطات امتصت 90% من فائض الحرارة لنظام الأرض الناجم عن النشاط البشري خلال العصر الصناعي. و"هذا التراكم للطاقة قد تضاعف خلال العقدين الماضيين"، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات.
على المستوى العالمي، يحطّم متوسط درجة حرارة المحيطات الأرقام القياسية الموسمية منذ بداية أبريل. ويراقب متخصصون إمكان تسجيل مستويات قياسية إضافية باستخدام نظام قياس آخر، نُشر على موقع كلايمت ريانالايزر باستخدام بيانات عامة من وكالة مراقبة المحيطات والغلاف الجوي الأميركية.
بالنسبة لهذه الأداة، فإن المتوسطات اليومية في الأيام الأخيرة (24.9 درجة مئوية) هي عند المستوى القياسي المسجل في أوائل سبتمبر 2022. ولكن بحسب متحدث باسم هيئة NOAA اتصلت به وكالة فرانس برس، فإن قاعدة البيانات هذه "ليست الأفضل لتحديد هذه الأنواع من المستويات القياسية".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة