سفر

شبح "تيتان" يأخذ مغامرة أميركية إلى القضاء

نشر

.

Alaa Osman

ربما تظن أن أحدا لن يقدم على محاولة زيارة حطام التايتنك بعد كارثة يونيو الماضي، عندما انفجرت الغواصة تيتان.. إلا أن ساحة القضاء الأميركية تشهد الآن صراعا قضائيا حول رحلة لحطام السفينة تستعد للانطلاق للأعماق في مايو ٢٠٢٤، وقبل شهر واحد من الذكرى الأولى للحادث المأساوي.

في الـ ١٨ من يونيو الماضي هبطت الغواصة تيتان تحت سطح الماء، فيما كان من المفترض أن يكون رحلة ترفيهية إلى عمق الأطلسي، بالتحديد لمشاهدة ما تبقى من حطام السفينة تايتنيك التي غابت عن الأنظار منذ أوائل القرن العشرين وابتلعتها مياه المحيط بغير رجعة.

اليوم، باتت قصة الرحلة السياحية مأساة يعرفها الجميع، فالغواصة التي هبطت للأعماق، لم تتمكن من إكمال رحلتها وانفجرت، بينما ظل العالم الخارجي في السطح يحاول على مدار ساعات وساعات البحث عنها وإنقاذ ركابها.

تخطط شركة RMS Titanic المالكة لحطام السفينة لإطلاق رحلة جديدة مايو المقبل. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

حالياّ، تخطط شركة RMS Titanic المالكة لحطام السفينة لإطلاق رحلة جديدة للأعماق في مايو من العام المقبل، بغرض استرجاع بعض القطع الأثرية من الأعماق.

غير أن حكومة الولايات المتحدة، تعارض الرحلة رسميا أمام القضاء، وتدفع باعتبار موقع الحطام بمثابة مقبرة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

في هذا التقرير، نشرح لكم كل ما تودون معرفته عن الرحلة الاستكشافية الجديدة لحطام السفينة المنكوبة:

من يقوم بالرحلة الجديدة؟

هذه المرة لا تتبع رحلة الاستكشاف شركة تهتم بالجولات السياحية وإنما شركة RMS Titanic التي تمتلك حقوق إنقاذ السفينة الغارقة بموجب قرار من محكمة فدرالية منذ العام ١٩٩٤، موقعها الإلكتروني، ومن ثم تمتلك تلك الشركة حطام السفينة القابع في أعماق المحيط، ولها الحقوق الحصرية في استعادة أي قطع أثرية من موقع الحطام.

أطلقت الشركة ثمان رحلات استكشافية للحطام. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

وبفضل هذا التاريخ الطويل من الاستحواذ، تمتلك الشركة مكتبة من المقتنيات التي استُعيدت من رحلات استكشافية سابقة إلى الحطام، حيث نظمت الشركة ثمان جولات استكشافية في محيط الحطام على مدار العقود القليلة الماضية، آخرها في صيف العام ٢٠١٠.

من بين طاقم عمل الشركة يبرز اسم بول هنري نارغوليه، الذي توفي قبل أشهر في حادث انفجار الغواصة تيتان.

لماذا تعارض الولايات المتحدة الرحلة؟

المعارضة القضائية التي توجهها الولايات المتحدة في سبيل تعطيل رحلة الاستكشاف الجديدة، غير مرتبطة بحادث تيتان، وإنما بحق الشركة المالكة للحطام ذاتها في تغيير أو تعديل حالته، مستندة في ذلك إلى قانون فيدرالي واتفاقية مع المملكة المتحدة يعامل حطام السفينه بموجبه كنصب أو مقبرة.

تخشى الحكومة الأميركية أيضا من أن تغيير موقع الحطام أو العبث فيه قد يؤدي إلى حدوث اضطراب في الرفات البشرية التي ربما ما تزال عالقة داخل الحطام منذ ما يزيد عن ١٠٠ عام كاملة.

وقال محامو الحكومة الأميركية في الوثائق المطروحة أمام المحكمة أن الشركة المالكة للحطام ليست في إمكانها تجاهل القانون الفيدرالي، لكنها تنوي فعل ذلك بشكل معلن.

تجدد الصراع القضائي بين الشركة المالكة للحطام وحكومة الولايات المتحدة. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

هل هذا الخلاف جديد في أروقة المحاكم؟

في واقع الأمر تعارض أميركا أنشطة RMS Titanic منذ مدة، حتى أن الشركة والحكومة الأميركية دخلا في صراع قضائي سابق، في العام ٢٠٢٠، إذ كانت الشركة قد أعلنت عن القيام برحلة الاستكشاف الجديدة فيما عارضت الولايات المتحدة.

في العام ذاته وقع حدثين ساهما في تأجيل المواجهة، فمن جهة حصلت الشركة على إذن من المحكمة بإكمال رحلتها باعتبار القطع التي تود الشركة استعادتها مهمة ثقافيا وتاريخيا، من الجهة الأخرى عارضت الحكومة الأميركية البعثة بينما جاءت جائحة كورونا لتعرقل كل الخطط بلا استثناء وتدفع الشركة لتأجيل الرحلة الاستكشافية لأجل غير مُسمى.

كيف تدافع الشركة عن موقفها؟

رسميا، لم تقدم شركة RMS Titanic أي رد رسمي بعد أمام المحكمة، إلا أنها كررت في بيان لوكالة أسوشيتد برس ما تضمنه موقفها القانوني في قضايا سابقة بهذا الصدد، إذ كانت قد طعنت سابقا في دستورية محاولة التدخل من قبل الحكومة الأميركية باعتبارها محاولة لانتهاك حقوقها في إأنقاذ السفينة القابعة في المياه الدولية.

تدفع الشركة بأنها تحفظ إرث تيتانيك للأجيال الجديدة. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)

وذكرت الشركة بأنها منذ استحواذها على حقوق إنقاذ السفينة في تسعينيات القرن الماضي، استعادت آلاف القطع من موقع الحطام وحافظت عليها ومن ثم مكنت ملايين الناس من رؤيتها، وقالت في البيان :"سوف تكمل الشركة عملها، وسوف تحفظ بكل احترام ذكرى التيتانيك وركابها وطاقمها من أجل الأجيال القادمة".

ولكن.. ما الذي تريده الشركة من الحطام الآن؟

في تلك الرحلة الاستكشافية، تستهدف الشركة بشكل مبدئي تصوير الحطام بالكامل، من الداخل والخارج، إلا أنها لا تنوي قطع أو فصل أي قطع من الحطام بغرض الدلوف إلى الداخل، بل سوف تعتمد على فجوات في الهيكل موجودة بالفعل أحدثها تدهور في حالة الحطام، وتكفي لإدخال مركبات يتم التحكم فيها عن بعد لتصوير الحطام الداخلي.

بالإضافة إلى ذلك تنوي الشركة استعادة بعض القطع الأثرية القائمة بذاتها من الحطام، ذلك في حال لم تكن مثبتة فيه، بعض تلك القطع من المفترض أن تُستخرج من ما يُعرف بـ "غرفة ماركوني" وهي الغرفة التي تضم جهاز الراديو الخاص بالسفينة بالإضافة إلى جهاز التلغراف، وهو الجهاز ذاته الذي استُخدم في بث رسالة الإغاثة عندما اصطدمت السفينة بالجبل الجليدي في العام ١٩١٢.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة