سر قطار كيم جونغ أون.. قلعة عائلية مصفحة

باستثناء زيارة الرئيس الكوري الشمالي الراحل كيم إيل سونغ إلى باندونغ، إندونيسيا، بالطائرة في عام 1965، استخدم مؤسس كوريا الشمالية وابنه - والد جونغ أون- كيم جونغ إيل القطارات دائما عند زيارة الدول الأجنبية.

وفي حالة كيم الحفيد لم يكن الاستثناء سوى في القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في سنغافورة في يونيو 2018 والقمة بين كوريا الشمالية والصين في داليان وبكين في 2018 حيث استخدم الطائرة بحسب صحيفة هانكيوريه الكورية الجنوبية.

يرجع ذلك إلى أن القطار أكثر أمانا مقارنة بالطائرات، التي تكون مواقعها مكشوفة بنسبة 100% أثناء الرحلة، وهو ربما يكون الدافع لاستخدام كيم جونغ أون القطار في رحلته إلى فيتنام للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير ٢٠١٩ والتي استغرقت ٦٠ ساعة بالقطار.

وفي عام 2001، استغرق الأب كيم جونغ إل ما لا يقل عن 24 يوما للقيام برحلة ذهابا وإيابا من بيونغ يانغ إلى موسكو، في ماراثون بلغ حوالى 20 ألف كيلومتر، وبحسب الرواية الرسمية الكورية الشمالية فإن الوالد كان على متن القطار حين توفي بنوبة قلبية عام 2011، خلال "زيارة ميدانية" إلى إحدى المقاطعات.

وما يدل على أهميتها الرمزية فإن القطارات التي استخدمها كيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل معروضة في قصر كومسوسان التذكاري في بيونغ يانغ، حيث دفن الزعيمان السابقان بحسب فرانس برس.

بحسب صحيفة كيونغ هيانغ شين مون الكورية الجنوبية فإن القطارات لا يمكن أن تصل سرعتها إلا لحوالي 60 كيلومتر في الساعة بسبب سوء حالة المسار في كوريا الشمالية، كما أن تغيير عجلات القطار في منتصف الطريق يستغرق وقتًا بسبب الاختلافات في مسارات السكك الحديدية بين كوريا الشمالية وروسيا.

بحسب الصحيفة فإنه من المعروف أن القطار الخاص الذي يركبه كيم مزود بمواد مضادة للرصاص وقذائف الهاون ومجهز بأحدث الأجهزة مثل الهواتف التي تعمل عبر الأقمار الصناعية، إضافة إلى مغادرة القطار الخاص بكيم في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر ما يجعل عملية التتبع صعبة.

وتشير وزارة التوحيد الكورية الجنوبية إلى أن هذا القطار "مجهز بأسلحة هجومية ومروحية يمكن استخدامها في حالة الطوارئ".

علاوة على ذلك فإن القطار يسبقه قاطرة تجريبية تسبقه بحوالي ٧ دقائق تكون مهمتها الرئيسية إزالة العوائق والمواد الخطرة، إذا وجدت، بحسب هانكيوريه.

في أكتوبر ٢٠٢٢ أظهر التليفزيون الكوري الشمالي المركزي لقطات من القطار الخاص بكيم جونغ أون وقد ظهر بأكمام قصيرة ويدخن السجائر في وثائقي يحمل اسم "آباء الشعب" بحسب ما نقلت قناة إس بي إس الإخبارية الكورية الجنوبية.

وقد شهد مسؤول روسي دعي على متن القطار في عهد كيم جونغ إل، على الرفاهية في القطار حيث يتم تقديم الكركند والنبيذ الفرنسي.

وفي عام ٢٠١٩ ظهر كيم في وسائل إعلام كوريا الشمالية جالسا في مقصورة داخل القطار أمام سونغ تاو، رئيس قسم الاتصال الخارجي للحزب الشيوعي الصيني حينها.

لدى رئاسة كوريا الشمالية طائرة رسمية من طراز "شاماي-1". سميت على اسم الطائر الرمزي لكوريا الشمالية، وهي طائرة قديمة من طراز إليوشن-62، سوفياتية الصنع والتي لم تعد توفر بالضرورة كل ضمانات السلامة بحسب ما يقول أخصائيون لفرانس برس.

من أجل عقد قمة 2018 في سنغافورة، حلقت الطائرة الرئاسية "شاماي-1" من بيونغ يانغ الى سنغافورة لكن ذلك كان للتمويه لأن كيم جونغ اون لم يكن على متنها، فقد سافر الزعيم الكوري الشمالي على متن طائرة لشركة "طيران الصين" كان يفترض أن تكون رحلة تجارية عادية قبل ان تغير وجهتها.

فقد أقلعت طائرة البوينغ 747 من بيونغ يانغ وهي تحمل رقم الرحلة CA122 وهي رحلة منتظمة إلى بكين، لكن أثناء الرحلة غيرت مسارها ورقم تسجيلها لكي تتوجه الى سنغافورة بحسب بيانات موقع فلايت رادار24 ( Flightradar24)