مدينة الرومانسية تحارب تغيير المناخ

في الأصل وضعت البندقية ضمن المرشحين للإدراج على قائمة المواقع المعرضة للخطر، بسبب التأثير السلبي الذي تتعرض له من قبل السياحة المفرطة وما ألحقته السفن الكبيرة وناقلات النفط من أضرار، بالإضافة إلى أثر تغيير المناخ الذي يؤدي لارتفاع المد والجزر بشكل متكرر، حسب موقع إيه بي سي نيوز.

كانت المدينة وبحيرتها قد أُدرجا على قائمة مواقع التراث العالمي في العام ١٩٨٧، إلا أن المخاوف المتعلقة ببقاء المدينة باتت أكثر جدية، ففي أسوأ السيناريوهات يعتقد أن المدينة سوف تختفي بحلول العام ٢١٠٠ مع ارتفاع منسوب الماء بمقدار ١٨٠سنتيمترا، في حال زادت درجات الحرارة لمستوى ٤ درجات مئوية عن معدلات ما قبل الثورة الصناعية، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.

في العام ٢٠١٩ شهدت المدينة بثا تجريبيا للكارثة، حيث اجتاحها فيضان هو الثاني أسوأ ما شهدته المدينة منذ بدء تسجيل معدلات المد والجزر، وبلغت زيادة ارتفاع منسوب المياه ١٨٧ سنتيمترا، وتعطلت المدينة لأيام سرت المياه في أحيائها وطرقاتها، فضلا عن قنوات المياه الأيقونية التي يقصدها السياح.

أما أسوأ فيضان شهدته المدينة على الإطلاق فكان في العام ١٩٦٦ وبلغ ارتفاع المياه فيه ١٩٤ سنتيمترا، لكن المدينة باتت تواجه حوادث الفيضان تلك بوتيرة أسرع، فوفقا لقناة فرانس ٢٤ الفرنسية، وقعت ٥ من أسوأ حوادث الفيضان بالمدينة خلال الـ ٢٠ عاما الماضية فقط.

في اجتماع المنظمة الذي عُقد الخميس الماضي، تلقت السلطات في المدينة إشادات فيما تبذل من جهود من أجل الحفاظ على البندقية، وبالتحديد مشروع تجريبي جديد متعلق بأزمة السياحة المفرطة، ووفقا للمُخطط تُصبح البندقية أول مدينة تفرض رسوم دخول في العالم.

تقدر تلك الرسوم بحوالي ٥.٣٠ دولار أميركي لليوم الواحد وطوال الـ٣٠ يوما التي تشهد خلالها المدينة ازدحاما كبيرا.

اعتمدت المدينة على نظام آخر لمحاولة حمايتها من الفيضان، يعتمد بناء حواجز تحت الماء نُفذ بتكلفة ٦ مليارات يورو (٦.٣٩ مليارات دولار).

يعرف النظام باسم Mose ويتشكل من حواجز غير مرئية تحت سطح الماء، بمجرد تفعيلها ترتفع لتحجز المياه المتدفقة وتمنعها من دخول المدينة، وتشير السلطات إلى أن النظام الذي طُبق بعد فيضان ٢٠١٩، قادر على حماية المدينة من مياه يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار.

إلا أن المشروع يتعرض لانتقادات، إذ وضع تصميمه في الأصل عام ١٩٨٤، ومن ثم يعتبره البعض تطبيقا قديما غير متسق مع التطورات التي حلت بملف المناخ.