أريحا.. مدينة آلاف السنين تبحث عن سياح

تحت أشعة شمس حارقة، كان بضع عشرات من الزوّار يتجوّلون في موقع تل السلطان في أريحا القديمة حيث اكتشف علماء الآثار أدلة على حياة يعود تاريخها إلى قرابة عشرة آلاف عام.

قد لا يتنبّه المارة خارج المدينة لهذا الموقع الواقع على أطراف مدينة أريحا، لكن يمكن لزائره أن يشاهد آثارا تعود الى حقبة ما قبل التاريخ، وفق ما ذكرت اليونسكو لدى اختيار الموقع.

يقول رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر لوكالة فرانس برس "للمرة الأولى، شعرت أن هناك عدالة في العالم."

ويضيف من مقرّ البلدية التي عُلّقت على جدرانها لوحات تراثية للمدينة، "نأمل أن يكون لهذا تأثير إيجابي على عدد السياح."

يتلاصق في المنطقة دير قرنطل بجبل التجربة، حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح قاوم الشيطان مدة ٤٠ يومًا بالصوم، بينما تنتشر مواقع أخرى مذكورة في الكتاب المقدس في المحيط.

على الرغم من الكنوز الثقافية، لا يزال عدد زوار أريحا حاليًا منخفضًا نسبيًا.

في النصف الأول من هذا العام، بلغ عدد نزلاء الفنادق في منطقة اريحا ٣٢ الفا و٥٣٥ وفق الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.

بينما زار ٢٢١ الفا و٣٧٧ سائحا مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة التي يؤمن المسيحيون بأنها مسقط رأس المسيح.

تقول سائحة صينية خارج تل السلطان إنها لم تكن لديها أي فكرة عن الموقع القديم. وتضيف أنها زارت المطعم المجاور فقط كجزء من جولة بالحافلة.

بعد الضجة التي رافقت إعلان اليونسكو، لم تظهر سوى بضع لافتات في تل السلطان تشرح الأهمية التاريخية للتلّ.

تشير مادي أوتو، وهي طالبة أميركية تقوم بجولة تعليمية، الى أن الموقع يحتاج إلى دعاية أكبر ومزيد من المعلومات لجعله في متناول الجميع.

يدرك المسؤول عن تطوير المواقع الأثرية في أريحا محمد منصور نقاط الضعف التي تواجه السياحة في موقع أريحا القديمة، لكنه يستدرك ويقول "سنبني متحفا جديدا بمدخل جديد وممشى للزوار وأيضا لحماية الموقع وسنضع بعض الملاجئ في بعض المناطق" بفضل تمويل إيطالي.

ويتحدث عن طبقات الحضارة الـ ٢٩ الموجودة في تل السلطان حيث كان الناس منذ آلاف السنين قادرين على بناء درجات أعلى البرج، وخلق حياة مجتمعية ونظام لمعتقداتهم.

ويقول إن زوّار أريحا يأتون من كافة أنحاء العالم، على اختلاف جنسياتهم وأديانهم، واصفا إياهم بالرائعين.

يطمح رئيس البلدية إلى تحسين تجربة الزائر من خلال إضاءة المواقع الأثرية، ليكون في الإمكان فتحها ليلاً، فضلاً عن تشجيع السياح على استكشاف المزيد من المناطق في وادي الأردن.

ويقول سدر الذي يريد تطوير جولات النخيل المحيطة بالمدينة ومسارات المشي عبر الوديان، "يوم واحد للسياحة لا يكفي."

ويضيف "يمكن للسياح السفر إلى نهر الأردن أو البحر الميت أو اكتشاف المأكولات المحلية.