كيف تأثر "موسم رأس السنة" في مصر بالحرب؟

تعبّر نسب الإشغال الفندقية في المناطق السياحية المختلفة بمصر عن مدى تأثر الموسم بتداعيات الحرب على غزة، حيث دفعت بعض الجنسيات لإلغاء حجوزات سابقة للحرب في عطلات رأس السنة، فيما أبقت جنسيات أخرى على حجوزاتها.

"الحجوزات اللي اتلغت أغلبها من الأميركان"، يقول سامح سعد، الخبير السياحي والمستشار الأسبق لوزير السياحة.

يوضح الخبير لبلينكس أن باقي الجنسيات سواء الألمان والإيطاليين، وكذلك الروس والإنكليز، أبقوا على حجوزاتهم السابقة على الحرب، مرجعاً إلغاء الأميركان لحجوزاتهم للتحذيرات الرسمية التي أطلقتها الإدارة الأميركية لرعاياها من السفر إلى منطقة الشرق الأوسط.

نسبة الإشغال الفندقي في مناطق السياحة الثقافية مثل القاهرة سجلّت نسبة 90%، الأقصر وأسوان منخفضة من نسبة 120% قبل الحرب على غزّة، وهي نسبة انخفاض كبيرة، إلا أنها تبقى جيدة مقارنة بالمواسم الثلاثة السابقة التي تأثرت بتداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، بحسب غرفة المنشآت الفندقية المصرية.

في الوقت نفسه، سجلت السياحة الشاطئية في مناطق شرم الشيخ والغردقة، معدلات إشغال أقل من مناطق السياحة الثقافية والتاريخية.

تراوحت نسب الإشغال بين 70 إلى 80 % وفقاً لسامح سعد، والذي أرجع الانخفاض إلى طبيعة احتفالات رأس السنة والتي لا يميل السائحون فيها للمناطق الشاطئية.

اقتراب المناطق السياحية في جنوب سيناء من مسرح أحداث الحرب في غزّة، جعل الحركة السياحية بها في موسم رأس السنة هي الأدنى منذ سنوات.

وسجلت نسب الإشغال الفندقي في مدن طابا ونويبع معدلات لم تتجاوز 40%، بحسب عضو في غرفة المنشآت الفندقية فضل عدم ذكر اسمه.

المصدر أوضح لبلينكس، أن المعدلات لم تكن في أفضل مستوى لها خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب الأحداث الدولية ومن بينها الأزمة المالية العالمية، وكذلك الحرب الروسية- الأوكرانية.

يضيف: "لذا فالمقارنة بين معدلات الإشغال خلال الموسم الحالي والمواسم السابقة لن يكون عادلاً للقطاع السياحي المصري الذي مرّ بأزمات متتالية"، وفق تعبيره.

بدأت الجهات الإدارية المختلفة في تلقي طلبات الفنادق لإصدار تصاريح لإقامة حفلات رأس السنة.

وفيما اعتذر بعض الفنانين عن المشاركة في الحفلات تضامناً مع الشعب الفلسطيني، أعلن البعض الآخر المشاركة في الاحتفالات مع تخصيص جزء من إيرادات الحفلات لدعم الشعب الفلسطيني، مثل الفنان تامر حسني ومحمد منير، وفرقة مسار إجباري ومغني الراب عفروتو.

كما استقدمت بعض الفنادق المصرية مطربين عرب لإحياء احتفالات رأس السنة، مثل الفنان وائل جسار، وراغب علامة ومايا دياب، ولم تقتصر حفلات رأس السنة على الفنادق، بل قد تمتد لدار الأوبرا المصرية وبرج القاهرة.