بوينغ تثير الرعب.. مئات الطائرات تحلق بأعطالها

صدر قرار إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية في أعقاب حادث وقع الجمعة، بعيد إقلاع رحلة تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" من مطار بورتلاند الدولي قرابة الـ5 عصراً، الواحدة بتوقيت غرينتش، متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا.

وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نافذة مقتلعة في طائرة تدلّت من سقفها أقنعة الأكسجين.

أشار موقع "فلايت أوير" المتخصص إلى أن الطائرة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، كانت على ارتفاع 5 آلاف متر.

وبعد أن استدارت، عادت الطائرة وهبطت بسلام بعد نحو 20 دقيقة، ولم يتسبب الحادث إلا في عدد قليل من الإصابات الطفيفة.

أوضح أحد الركاب، ويدعى كايل رينكر لمحطة "سي إن إن" الأميركية، أن النافذة انتُزعت بعد الإقلاع مباشرة.

وقال: "كان الأمر مفاجئاً فعلاً. ما كادت الطائرة ترتفع حتى انخلع لوح النافذة ولم ألحظ ذلك إلا عندما تدلّت أقنعة الأكسجين".

وروَت راكبة أخرى، تدعى في نغوين لصحيفة "نيويورك تايمز"، أنها استيقظت بفعل ضجيج قوي في أثناء الرحلة.

وقالت: "فتحت عيني وأول شيء رأيته هو قناع الأكسجين الذي كان أمامي مباشرة، ونظرت إلى اليسار، ورأيت أن النافذة الجانبية اختفت". وأضافت: "أول ما تبادر إلى ذهني هو أنني سأموت".

أعلنت شركة "ألاسكا إيرلاينز" الأميركية توقيف جميع أسطولها من هذا الطراز والمكون من 65 طائرة، قبل قرار إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.

وكتبت شركة "بوينغ" الأميركية لصناعة الطائرات على شبكة "إكس"، أنها تعمل على جمع المزيد من المعلومات، وأن فريقاً فنياً منها في تصرّف المحققين.

والسبت، أعلنت شركة "ألاسكا إيرلاينز" على موقع "إكس" الانتهاء من فحص "أكثر من ربع" أسطولها من طراز "بوينغ 737 ماكس 9" منذ الحادث، مؤكدة أنها لم تجد حتى الآن أي "عنصر يثير القلق".

وأعلنت الهيئة الوطنية لسلامة النقل أنها أرسلت فريقا إلى بورتلاند للتحقيق في أسباب هذا العطل.

وكانت الطائرة نالت الاعتماد في أكتوبر، وفقاً لسجلات إدارة الطيران الفيدرالية المتاحة على الإنترنت.

وتم تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، بحسب بيانات حصلت عليها وكالة فرانس برس من شركة بوينغ.

تمتلك شركة "يونايتد إيرلاينز" و"ألاسكا إيرلاينز" أكبر أسطول من هذا الطراز في العالم. كما تستخدمها الخطوط الجوية الأيسلندية والخطوط الجوية التركية.

وقال المتحدث باسم الخطوط الجوية التركية يحيى أوستن، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، إن الشركة سحبت جميع طائراتها الـ5 من طراز "بوينغ 737 ماكس 9" من الخدمة من أجل الفحص، بعد حادثة يوم الجمعة.

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الهيئة العامة للطيران المدني في البلاد قولها، الأحد، إن شركات الطيران الوطنية ليس لديها أي من الطائرات المتأثرة بالخلل الفني الذي تعرضت له الطائرة الأميركية من طراز بوينغ 737 ماكس 9.

ويأتي هذا الحادث فيما شهدت شركة الطيران العملاقة في السنوات الأخيرة أعطالاً فنية بعد تحطّم طائرتين من طراز 737 ماكس.

وأدى هذان الحادثان اللذان تسببا في مصرع 346 شخصا في أكتوبر 2018 ومارس 2019، إلى بقاء الطائرة 737 ماكس على الأرض لمدة 20 شهرا، قبل السماح لها من جديد بالتحليق.

ولم تسمح إدارة الطيران الفيدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران.

يوجد طرازان من "ماكس 737"، حيث تختلف ماكس 8 وماكس 9 بصورة رئيسية في الحجم. وهي طائرة ذات محركين وممر واحد تستخدم بصورة كبيرة في الرحلات الداخلية في أميركا.

قبل أكثر من عقد من الزمان، فكرت شركة بوينغ في تصميم وبناء طائرة جديدة تماما لتحل محل طائرة 737.

لكن خوفا من خسارة المبيعات لصالح منافستها الأوروبية إيرباص، التي كانت تقوم بتسويق نسخة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من طائرتها ذات الحجم المماثل من طراز A320، قررت شركة بوينغ أن تأخذ مسارا أقصر من خلال تعديل طائرة 737 وتصنيع نسخة ماكس.

أدت الأسئلة المتعلقة بالمكونات الواردة من الموردين إلى تأخير عمليات التسليم في بعض الأحيان.

في العام الماضي، طلبت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية من الطيارين الحد من استخدام نظام مكافحة الجليد على طائرات ماكس في الظروف الجافة بسبب القلق من ارتفاع درجة حرارة المداخل حول المحركات وانفصالها.

وفي ديسمبر، طلبت شركة بوينغ من شركات الطيران فحص الطائرات بحثًا عن احتمال وجود مسمار مفكك في نظام التحكم في الدفة.

طلبت شركة بوينغ من شركات الطيران، في ديسمبر، فحص طائراتها من طراز 737 ماكس، بحثا عن خطأ فني يتعلق بمزلاج، حسبما أكدت شركة تصنيع الطائرات وإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.

وذكرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية أنها "ستراقب من كثب" عمليات التفتيش. وقالت إن بوينغ أصدرت توجيهاتها لشركات الطيران بعد اكتشاف خطأ بمزلاج في أثناء أعمال صيانة دورية.

الطائرة التي تعرضت لحادث يوم الجمعة حديثة الصنع، فقد بدأت نقل الركاب في نوفمبر، وقامت بـ145 رحلة فقط، وفقًا لخدمة تتبع الرحلات الجوية Flightradar24.

في الآونة الأخيرة، اضطرت شركة بوينغ إلى تأخير عمليات التسليم بسبب مشكلات في هيكل طائرة 737 ماكس، خاصة في قسمها الخلفي.

وفي نهاية ديسمبر، سلمت بوينغ أكثر من 1370 نسخة من طائرات 737 ماكس، وتسلمت طلبات لشراء 4 آلاف نسخة.

وأوقفت بكين تسلم شركات صينية طائرات 737 ماكس منذ حادثتي التحطم.