بلينكس في مطار بيروت.. مسافرون أمام الشاشات وحالة هلع

"منذ الأحد ونحن ننتظر في المطار ريثما يحدد موعد جديد لرحلتنا إلى مصر"، هذا ما قاله حسين الفرشوخ، الذي انتظر أكثر من 24 ساعة مع عائلته المؤلفة من 5 أشخاص، في مطار بيروت الدولي.

كان من المفترض أن تقلع طائرته التابعة لخطوط مصر للطيران، عند الساعة الخامسة من بعد ظهر الأحد، 28 يوليو، ولكن بعد الاضطرابات الأمنية والتخوف من ضربة إسرائيلية، نبهت شركة الطيران المصرية ركابها في بيروت أنها ستؤجل رحلاتها.

لم يتمكن حسين من معرفة الموعد المقبل للسفر، في حين يخشى العودة إلى المنزل خوفا من تحديد موعد قريب، خاصة أن منزله يبعد نحو ساعة عن المطار.

أما مرام، والتي كانت مضطرة إلى السفر لإحدى الدول الأوروبية عبر طياران "Eurowings"، بعد انتهاء إجازتها، وجدت نفسها عالقة في لبنان لساعات، وربما أيام.

وحاولت مرام التواصل مع شركة الطيران مرات عدة، وكان الجواب أنه فور إعطائهم الضوء الأخضر لاستئناف الرحلات، سيبلغونها عبر البريد الإلكتروني.

وفيما يتعلق بالطيران المحلي، عادت رحلات شركة طيران الشرق الأوسط إلى طبيعتها بعد تأجيلها نحو 12 ساعة، كما تكفلت الشركة بتغطية تكلفة تذاكر السفر، كما فعلت الشركات الأخرى، لمن تأجلت رحلاتهم.

إلا أن المعاناة لا تتوقف عند هذا الحد، إذ ذكر مراسل وكالة فرانس برس، أن هناك تكدس لحقائب المسافرين في ساحات الانتظار، كما وقع خلل فني تسبب في توقف التكييف الذي جعل الوضع أكثر صعوبة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وبسبب الزحام الشديد في المطار، لم يعد هناك مقاعد فارغة للمسافرين، الأمر الذي دعا الكثير من الأسر والعائلات لتوزيع أنفسهم في أماكن متفرقة في قاعات المطار بحثا عن مقعد شاغر يمنحهم بعض الراحة في يوم شاق.

في ظل الفوضى التي تسيطر على بوابة المغادرة، أكد مصر أمني في الطيران المدني لبلينكس أن حالة الارتباك والزحام إثر تأجيل بعض الرحلات طبيعية جدا.

وأضاف: "نتواصل مع شركات الطيران الأوروبية من أجل تسيير الرحلات وطمأنتهم أن الوضع الأمني مستتب"، مشيرا إلى أن الاتصالات مستمرة وهم بانتظار الرد الإيجابي.

وعن السبب الرئيسي الذي دفع ببعض الشركات إلى تأجيل الرحلات من مطار بيروت، قال المصدر إن الأخبار والشائعات التي انتشرت في اليومين الأخيرين أدت إلى حذر بعض الشركات، والتريث إلى حين استقرار الوضع.

كما شدد على أنه لا ضرورة للمسافرين، أن يهلعوا، لأن الرحلات ستعود إلى طبيعتها خلال ساعات.

بينما يسعى عدد من المسافرين مغادرة لبنان بأي شكل، يشهد طابق الوافدين إلى لبنان في مطار بيروت حركة طبيعية جدا، وتوحي الزحمة بأن الطائرات تصل إلى لبنان بشكل اعتيادي.

وقال مصدر في إدارة مطار بيروت لبلينكس إن حركة الوصول إلى المطار لم تتأثر كثيرا، مضيفا أن هذه الحركة تحديدا عادت إلى طبيعتها منذ ظهر الإثنين.

ورغم الاكتظاظ عند بوابة الوصول لاستقبال المغتربين، فإن بعض الرحلات تأجلت أيضا، وفقا لشاشات الوصول والمغادرة، من دون تحديد موعد جديد.

بينما يؤكد الطيران المدني أن حركة الطيران في طريقها للعودة إلى طبيعتها، تنظر شركات الطيران للأمر بحذر، إذ أعلنت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية التي تضم يورو وينغز، وسويز، على سبيل المثال، إلغاء رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية، حتى يوم 5 أغسطس المقبل، بسبب "التطورات الحالية في الشرق الأوسط، وفقا لوكالة فرانس برس.

وترسل المجموعة الألمانية عبر شركاتها الثلاث رحلات منتظمة إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري في بيروت، لكن تلك الرحلات توقفت تماما في الوقت الراهن.

كما علقت شركتا طيران فرنسا و"ترانسافيا" رحلاتهما إلى بيروت يومي الإثنين والثلاثاء، بسبب "الوضع الأمني في البلاد"، وفقا لمتحدث باسم مجموعة طيران فرنسا.

وقررت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 30 يوليو الجاري، وهو نفس قرار شركة الطيران التركية "صن إكسبرس".

وتخشى شركات الطيران تكبد خسائر فادحة في حالة التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله، إذ قصف الطيران الإسرائيلي مطار بيروت عام 2006.

بعض السفارات أيضا تحاول اتخاذ إجراءات احتياطية بمحاولة حث رعاياها على مغادرة لبنان، حيث وجهت السفارة الأميركية في بيروت، رسالة عاجلة إلى مواطنيها، بمغادرة البلاد في "أسرع وقت".

وقال بيان سفارة الولايات المتحدة إنه نظرا للتوتر المتزايد في المنطقة، تقوم بعض شركات الطيران بتعديل جدول رحلاتها في لبنان، وبناء على ذلك يجب سرعة المغادرة.

وذكرت وكالة "إنسا" الإيطالية، أن وزير الخارجية، أنطونيو تاياني، طلب من المواطنيين الإيطاليين في لبنان، سرعة مغادرة البلاد، ونصح بعدم السفر إلى بيروت في الوقت الحالي.

وحثت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها على توخي "الحذر الشديد"، وتجنب السفر إلى لبنان حاليا، وهو الأمر نفسه الذي طلبته وزارة الخارجية الدنماركية من مواطنيها.

ومع مرور الوقت تزداد عدد الدول التي تحذر من السفر إلى لبنان أو الحث على مغادرتها، لتنضم دول مثل النرويج والسويد وفرنسا وبلجيكا وهولندا، إلى قائمة طويلة قابلة للتمدد.

وخلال زيارته لموقع الضربة في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل سترد بقوة.

وأشار إلى أن إسرائيل لن تترك هذه الضربة تمر من دون رد فعل، متوعدا بالرد القوي، في وقت اتهمت خلاله إسرائيل حزب الله بتنفيذ الهجوم، بينما نفى حزب الله صلته بالضربة.

وحملت وزارة الخارجية السورية إسرائيل مسؤولية القصف الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا جميعهم من الأطفال والمراهقين الذين كانوا يلعبون كرة القدم قبل سقوط الصاروخ فوق رؤوسهم.

وتجاهلت إسرائيل الاتهامات الموجهة إليها، وقررت أن ترد على حزب الله معتبرة أن الجماعة اللبنانية هي من قصفت مجدل شمس.