عراقيتان تكسران هيمنة "الرجال" في البصرة

جوان جميل من أصول كردية، افتتحت مؤخراً مقهى مختلطا في محافظة البصرة، متحديةً كل الصعوبات في المحافظة ذات الطابع العشائري.

المقهى يقع في منطقة بريهة وسط المدينة، افتتحته جوان بعد تلقي المساعدة والدعم من اختها وشخص قريب لهما كما قالت لبلينكس.

المشروع الصغير والبسيط يتميّز بمواصفات خاصة، حيث توفر فيه جوان لزبائنها الصحف اليومية بدلاً من تكنولوجيا الهواتف النقالة، ويقتصر الزبائن على الطلاب الذين يأتون للدراسة في المقهى، ولا يسمح للتدخين داخله، كما تقول.

فكرة جوان أُعجب بها الكثير، خاصةً وأن المقهى مصمم بالطراز القديم، وأغلب الزبائن أحبوا فكرته الغريبة حيث يوجد في أحد جدران المقهى رفوف فيها فناجين ذات أشكال مختلفة، يختار الزبون منها أي فنجان كي يشرب الشاي أو القهوة.

تقول جوان إن المقهى صمم بالطراز القديم، وهذا التراث العراقي شبه اندثر، حيث أغلب المقاهي والمطاعم التي تفتح حديثاً، تصمم بالأسلوب العصري.

على بعد 5 كيلومترات من مقهى جوان، نجد أم يوسف التي اختارت فرصتها أيضاً بفتح محل لغسل الملابس، "لوندري".

تقول أم يوسف لبلينكس إنها صحيح قد اختارت مهنة مقتصرة على الرجال، إلا أنها امتهنتها بجدارة، وهي مصدر رزقها الوحيد لتنشئة أطفالها.

وتقول إنها فقدت زوجها، أحد ضحايا تنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات، والعمل بجهد ليس عيباً، وإنها تعلم أنها "مصلحة غير مألوفة" لعمل النساء فيها بمدينة البصرة، لكن الموضوع تتطلب "بعض الجرأة".

وبين جوان وأم يوسف للمواطن البصري رأي آخر.

العراقي أحمد رياض المعارض لعمل المرأة، يقول "البصرة يسودها الطابع العشائري وهذه المهن مخصصة للرجال، فأنا لا أشجع عمل المرأة بهذا المجال".

أما إحسان محمد، فأكد على وجود الحرية والديمقراطية في العراق.

وقال "من حق المرأة أن تفتح أي مشروع، سواء كان مقهى أو مطعم أو أي مشروع آخر، ولا تقتصر هذه المشاريع على الرجال فقط".