أرباح مليارية لـ"السوشيال ميديا".. كم يدفع المراهق من عقله؟

يقول الباحثون إن النتائج تُظهر الحاجة إلى التنظيم الحكومي لوسائل التواصل الاجتماعي لأنّ الشركات التي تجني المال من الأطفال الذين يستخدمون منصاتها فشلت في التنظيم الذاتي بشكل هادف، وفق أسوشيتد برس.

يشير الباحثون إلى أن وجود مثل هذا التنظيم، بالإضافة إلى زيادة الشفافية من جانب شركات التكنولوجيا، يمكن أن يساعد في تخفيف الأضرار التي تلحق بالصحة النفسية للشباب، ويحد من الممارسات الإعلانية الضارة المحتملة التي تستهدف الأطفال والمراهقين.

للتوصل إلى رقم الإيرادات، أحصى الباحثون عدد المستخدمين الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاما على فيسبوك، وانستغرام، وسنابشات، وتيكتوك، وإكس، ويوتيوب، في عام 2022.

واستخدموا في ذلك البيانات السكانية من التعداد السكاني الأميركي وبيانات مسحية من "كومون سينس ميديا"، ومركز بيو للأبحاث.

ثمّ استخدموا بيانات من شركة الأبحاث "إنسايدر انتيليجنس"، وتطبيق كيوستوديو، وهو تطبيق للرقابة الأبوية، لتقدير إيرادات الإعلانات لكلّ منصة في الولايات المتحدة في عام 2022، والوقت الذي يقضيه الأطفال يوميا على كلّ منصة.

بعد ذلك، قال الباحثون إنهم قاموا ببناء نموذج محاكاة باستخدام البيانات لتقدير إيرادات الإعلانات التي كسبتها المنصات من القاصرين في الولايات المتحدة.

ركّز باحثون ومشرعون منذ فترة طويلة على الآثّار السلبية الناجمة عن منصات التواصل الاجتماعي، والتي يمكن لخوارزمياتها المصممة بشكل شخصي أن تدفع الأطفال نحو الاستخدام المفرط لتطبيقات التواصل الاجتماعي.

هذا العام، قدم مشرعون في ولايات مثل نيويورك، ويوتا، أو مرروا تشريعات من شأنها الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الأطفال، مشيرين إلى الأضرار التي تلحق بالصحة النفسية للشباب ومخاوف أخرى، وفق أسوشيتد برس.

وتواجه شركة ميتا، التي تمتلك إنستغرام، وفيسبوك، دعوى قضائية أيضا من قبل عشرات الولايات بزعم مساهمتها في أزمة الصحة النفسية.

وجد أحدث استطلاع أجراه مركز بيو حول المراهقين والتكنولوجيا، والذي استطلع آراء ألف و453 طفلا عبر الإنترنت، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، نفس القدر تقريبا من استخدام الإنترنت كما كان الحال في العام الماضي، ٢٠٢٢، ولكن أكثر بكثير مما كان عليه عندما تم إجراء الاستطلاع في 2014-2015.

يقول ما يقرب من 50٪ من المراهقين إنهم يستخدمون الإنترنت "بشكل مستمر تقريبا"، وهو ما يتساوى مع ما قالوا في العام الماضي، ولكنه تقريبًا ضعف نسبة 24٪ الذين قالوا ذلك في استطلاع 2014-2015.

ما يقرب من 9 من كل 10 يستخدمون يوتيوب، مما يجعله قناة التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية للمراهقين، ويستخدمه 71٪ منهم مرة واحدة يوميا أو أكثر.

يستخدم معظم المراهقين تيك توك 63% وسنابشات 60%، وإنستغرام 59%، لكن استخدام فيسبوك 33% وإكس 20% آخذ في الانخفاض، حسب ما نقلت أكسيوس.

أظهر استطلاع منفصل أجرته مؤسسة غالوب هذا العام أن المراهقين يقضون ما متوسطه 4.8 ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي يوميا.

وجدت غالوب أن 51% من المراهقين الأميركيين يقضون ما لا يقل عن ٤ ساعات يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان المراهقون والفتيات الأكبر سنًا هم الأكثر استخداما لها.

أصدر الجراح العام الأميركي فيفيك مورثي تحذيرا هذا العام بشأن التهديدات التي تشكلها وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال، والتي تتراوح من اضطرابات النوم إلى الأفكار الانتحارية، حسب أكسيوس.

وفي الوقت نفسه، يقول العديد من المراهقين أن هذه المنصات تعمل على تحسين حياتهم، وتسليتهم، وتجعلهم يشعرون بالوحدة أقل.

كان المراهقون في الأسر التي تكسب أقل من 30 ألف دولار سنويا أكثر عرضة للقول إنهم يستخدمون فيسبوك وتيك توك مقارنة بالمراهقين في الأسر ذات الدخل الأعلى.

فقراءة الكتب ومشاهدة التلفاز بدأت تبدو وكأنها تسلية غريبة، وفق أكسيوس.