بالتزامن مع الترحيل.. مسرح بريطاني يستقبل "إبداع اللاجئين"

من بين هؤلاء اللاجئين إسماعيل محمد، 20 عاماً، الذي كان شاباً خجولاً، لا يجرؤ على التحدث بصوت عالٍ أمام زملائه في الجامعة، لكنه بات اليوم يقدّم عروضاً على مسارح في جميع أنحاء المملكة.

وصل محمد إلى الأراضي البريطانية عندما كان في 16 من عمره، بعد أن قام بالرحلة بمفرده من شرق أفريقيا.

يحكي إسماعيل محمد: "لا أحد يستطيع أن يروي قصتك بالجودة التي ترويها بنفسك، ولا يتحدث أحد عن تجاربك كما تفعل".

تروي مسرحية Tender، وهي أحدث إنتاجات الفرقة، قصة مجموعة من الأصدقاء اللاجئين الذين يعيشون في لندن، والصعوبات المالية التي يواجهونها، والتضامن الذي يجمعهم للتغلب على المحن.

واستوحت هذه المسرحية القصص الشخصية للممثلين، وهم أنفسهم لاجئون أو طالبو لجوء، والقصص التي رووها عن رحلتهم ووصولهم إلى المملكة المتحدة.

يلاحظ لاجئ إثيوبي شاب يدعى أبيل، أن لظهوره أمام الآخرين وإسماع صوته يأتي بـ"مفعول علاجي".

تأمل المديرة الفنية المشاركة للفرقة كيت دافّي سيدي أن تساعد مسرحيتُهم على مكافحة بعض الأحكام المسبقة السائدة في المملكة المتحدة، حيث شهدت سياسة مكافحة الهجرة تشدداً متزايداً في السنوات الأخيرة.

وكانت تعمل سيدي سابقا كأخصائية اجتماعية للاجئين.

ترى سيدي أن هؤلاء الشباب "إما يُنظر إليهم على أنهم مجرمون، أو ضحايا لا يتمتعون بأية إرادة".

شاركت سيدي في تأسيس مسرح فوسفوروس عام 2015 مع والدتها الكاتبة المسرحية دون هاريسون. ومن الواضح أن التدريبات، بعد مرور 8 سنوات، لم تعد تجري في نفس الأجواء على الإطلاق.

بعد إقرار القانون الخاص برواندا، نددت الأمم المتحدة بالقوانين البريطانية التي "قوّضت فرص الانتفاع من الحماية بين اللاجئين في بريطانيا منذ 2022"، وفق البيان المشترك.

يعتبر إسماعيل محمد أن الأشخاص الذين يأتون إلى المملكة المتحدة "ليس من أجل عيش حياة رخاء، ولكن ببساطة من أجل أن يكونوا آمنين"، واصفاً ذلك بأنه "محزن جدا".

بينما يقول اللاجئ الإثيوبي أبيل إن المسرح "يستطيع على الأقل مساعدة الناس على إدراك هذا الواقع، ويسمح للمشاهدين باكتشاف ما عاشه اللاجئون خلال رحلتهم".

وسيتم قريباً عرض مسرحية Tender، وهو العمل الخامس للفرقة، في كل من:

• لندن
• ديربي
• مانشستر

وفي كل مكان ذهبت إليه الفرقة في السنوات الأخيرة، كانت تلقى استقبالا إيجابيا.

وتؤكد كيت دافي سيدي: "حتى لو نساهم في تحقيق تقدّم في ملفاتهم أو إجراءاتهم القانونية، فإننا نوفّر مساحات يمكن أن نعرض من خلالها قصص الهجرة القسرية، والأمل في مستقبل أفضل وتمثيل أكثر إيجابية للمهاجرين واللاجئين".