كيف تحوّل "فتى اللوفر" إلى ظاهرة على الإنترنت بـ"قبعة فيدورا"؟
تحوّل فتى فرنسي مراهق من مجرد زائر عابر لمتحف اللوفر إلى ظاهرة عالمية، بعد انتشار صورة له التقطتها وكالة أسوشيتدبرس خلال يوم سرقة مجوهرات التاج الفرنسي، لتثير ملايين المشاهدات والتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي حول هويته.
بيدرو إلياس غارثون ديلفو، البالغ من العمر 15 عاماً، ويعيش مع والديه وجده في مدينة رامبوييه غرب باريس، قال إنه فوجئ بردود الفعل العالمية على الصورة، لكنه قرر في البداية عدم الكشف عن هويته فوراً لإطالة حالة الغموض التي صاحبتها. وأضاف "لم أرد أن أقول فوراً إنه أنا. مع هذه الصورة هناك لغز، لذا يجب أن تجعله يستمر".
حكايات خيالية عن "فتى الفيدورا"
وأطلق مستخدمو الإنترنت على الفتى لقب "فتى الفيدورا"، ونسجوا حوله عشرات الروايات؛ فمنهم من اعتقد أنه محقق سرّي، أو مشتبه به في السرقة، أو شخصية من فيلم، أو حتى صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي.
يتابع بيدرو "في الصورة، أبدو وكأنني من أربعينيات القرن الماضي، ونحن في عام 2025 هناك تناقض". حتى بعض أصدقائه وأفراد عائلته ترددوا في تصديقه قبل أن يتعرّفوا على والدته الظاهرة في خلفية الصورة.
الصورة التي انتشرت عالمياً كانت قد التُقطت بينما كانت الشرطة تطوّق أحد مداخل متحف اللوفر عقب السرقة، حيث ظهر بيدرو في لقطة جانبية وهو يعبر المكان مرتدياً بدلة من ثلاث قطع وقبعة "فيدورا" التي ظهرت بكثافة في أفلام هوليوود، أربعينيات القرن الماضي، والتي كان يرتديها المحققون أو رجال العصابات.
يشرح الفتى "عندما التُقطت الصورة، لم أكن أعلم كنت فقط أعبر من هناك"، مضيفا أن أحد معارفه راسله بعد أربعة أيام قائلاً إن الصورة حققت أكثر من 5 ملايين مشاهدة، قبل أن تنقله الصحف العالمية إلى دائرة الضوء "الناس قالوا لقد أصبحت نجماً كنت مندهشاً من أنه بمجرد صورة واحدة يمكن أن تصبح فيروسي الانتشار خلال أيام قليلة".
أسلوب بيدرو في الملابس، الذي أثار دهشة العالم، لم يكن متعمداً لذلك اليوم تحديداً، إذ يؤكد أنه بدأ منذ أقل من عام اعتماد إطلالة كلاسيكية مستوحاة من القرن العشرين وشخصيات سينمائية مثل شيرلوك هولمز وهيركيول بوارو.
يقول بيدرو "أحب أن أكون أنيقاً، أذهب إلى المدرسة بهذا الشكل". أما قبعة الفيدورا، فيرتديها فقط في العطل الأسبوعية والمناسبات الثقافية.
يشير الفتى إلى أن أحد زملائه في المدرسة بدأ هذا الأسبوع بارتداء ربطة عنق، في انعكاس لتأثير أسلوبه.
ويرجع جزء من اهتمامه بالثقافة إلى نشأته، إذ ربّته والدته فيليسيتى غارثون ديلفو، التي ترعرعت في قصر متحفي من القرن الثامن عشر، وتعودت اصطحابه إلى المعارض والمتاحف منذ طفولته، قائلة إن الفن والمتاحف فضاءات حية، الحياة بدون فن ليست حياة".
قوة الصورة ومستقبل السينما
ويشرح التقرير أن بيدرو أدرك قوة الصورة، وترك الجمهور يعيش حالة التخمين لبضعة أيام قبل أن يغيّر إعدادات حسابه على إنستغرام من خاص إلى عام، يقول الفتى "كان على الناس أن يحاولوا العثور على من أكون، ثم جاء الصحفيون، وأخبرتهم بعمري. كانوا مندهشين للغاية".
يقول بيدرو إنه يتعامل بهدوء مع أي فرص قد تأتي لاحقاً، مضيفاً بابتسامة "أنتظر أن يتواصل معي الناس من أجل أفلام، سيكون ذلك مضحكاً جداً".
وفي ختام القصة التي بدأت بجريمة سرقة، برز "فتى الفيدورا" كوجه لطيف للقصة، يجسد شغف الفن والأناقة والغموض في آن واحد، قائلا "أنا نجم"، قبل أن يضيف أنه سيستمر في اعتماد أسلوبه الخاص في الملابس لأنه يعبر عن شخصيته.