Instapay وأزمة الدولار.. مصر تنتظر تحويلات "مغتربيها"

يقف السعر بالسوق الموازية عقبة كبيرة في وجه الإقبال على استخدام التطبيق من قبل المغتربين لتحويل أموالهم لذويهم بمصر، حيث يرجّح الفارق الكبير بين سعري الدولار في السوق الرسمية والموازية كفة التعامل خارج القطاع المصرفي، الذي يتم تداول الدولار فيه بـ 30.8 جنيه بينما يتراوح السعر بالسوق الموازية بين 48- 50 جنيه.

"التطبيق حلو في مصر، بعرف أحوّل منه في أي وقت لأي حد جوا مصر، لكن إني أستقبل عليه فلوس من برا مصر، لأ طبعاً إلا في حالة الطوارئ" تقول أماني، التي يعمل زوجها مهندسا زراعيا في السعودية.

رفض أماني استخدام التطبيق في استقبال مدخرات زوجها من خلال التطبيق، يرجع إلى تفضيلها بيع الدولار خارج القطاع المصرفي بسعر السوق الموازية، قائلة "لو هاستقبل على التطبيق بالدولار مش بالمصري وقتها ممكن استخدمه فعلاً".

اختار البنك المركزي دول الإمارات والسعودية والأردن للتفاوض على ربطها بمنظومة الدفع الإلكتروني، نظراً لتركز 54 % من إجمالي المصريين العاملين في الخارج في هذه الدول، بإجمالي 5 ملايين مصري، بحسب آخر إحصاء رسمي صادر بنهاية العام 2019.

نجاح التطبيق في استقطاب تحويلات الـ5 مليون مصري المقيمين في الدول الثلاث للقطاع المصري ليس مرهوناً بنجاح المفاوضات مع هذه الدول فقط، ولكنه مرهون كذلك باستقرار سعر الصرف داخل مصر والقضاء على السوق السوداء، بحسب ما يوضح الدكتور علي عبد الرؤوف الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم.

ولفت الإدريسي خلال لقاء مع بلينكس إلى أن الفجوة التي تتسع باستمرار في سوق الصرف بين السعر الرسمي والموازي بسبب نقص العملة، قد تجعل إقبال المغتربين ضعيفا على التحويل عبر التطبيق.

مؤكداً أن تحرير سعر الصرف من خلال تركه لمعطيات العرض والطلب، خطوة حتمية للقضاء على السوق السوداء، وبالتالي منح جاذبية للتحويل من خلال القطاع المصرفي لا القنوات غير الرسمية.

الربط الإلكتروني المتوقع إجراؤه بين البنوك المركزية في الإمارات والأردن والسعودية وبين البنك المركزي المصري، من شأنه التسهيل على المغتربين تحويل أموالهم لذويهم، خاصةً التحويلات الشهرية وتلك المتعلقة بحالات الطوارئ والمناسبات السنوية كالأعياد، وهو ما يوفر على المغتربين وأهاليهم وقتاً وجهداً.

أما المدخرات السنوية التي يسعى المغتربون لادخارها للمستقبل، فلن يكون التطبيق ذي نفع بالنسبة لهم، كما يوضح المغترب حاتم أبو الدهب.

يقول "التطبيق حال دخوله حيّز الخدمة في الخارج، هيسهّل ابعت عليه المصروفات الشهرية لأسرتي وخاصة أني رافض تعامل الأسرة مع السوق السوداء خوفاً من شبهة الحرام، ولكن مدخراتي السنوية صعب أبعتها من خلال التطبيق، لأنه الأفضل الاحتفاظ بها في صورة دولار وليس جنيه، اللي كل شويه في النازل".

الخفض المستمر لقيمة العملة المحلية مع ارتفاع معدلات التضخم دفعت حائزي الدولار لادخاره حفاظًا على قيمة المدخرات كما يفعل حاتم، وهو ما يعمق أزمة شح العملة الأجنبية في الاقتصاد المصري، الذي يدور في دائرة مفرغة بسبب شح العملات الأجنبية.