يدخل البصل في أغلب الأطباق المصرية، ولذا سبّب ارتفاع سعره أزمة للمطبخ المصري، وجرى البحث عن بدائل له، فكان البصل البودرة حاضراً كبديل اقتصادي حيث يبلغ سعر الكيلو منه 60 جنيهاً للمنتج المصري و80 جنيهاً للمستورد.

وبحسب مجدي توفيق، نائب رئيس شعبة العطارة باتحاد الغرف التجارية، فإن الـ 10 غرامات من البصل البودرة تعادل ثمرة بصل متوسطة، ولذا عندما يكون متوسط عدد ثمرات البصل للكيلو الواحد 6 ثمرات فكل 60 غرام من البصل البودرة تعادل كيلوغرام من البصل العادي ولذا فهو من الناحية الاقتصادية بديل جيد.

إلا أنه ووفق توفيق، فإن البصل البودرة لا يصلح لكل الأطباق التي يدخل فيها هذا المكوّن، مشيراً إلى طبق "للكشري"، أشهر الأطباق التقليدية في مصر، كمثال لا يصلح معه البصل البودرة، نظراً لمكوناته وطبيعة الطهي، ويحتاج طبق "كشري" عائلي لكيلو بصل عادي وتمثل تكلفة البصل ما يعادل 15% من تكلفة الطبق.

بالرغم من تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة، بإجمالي إنتاج سنوي بلغ 14 مليار بيضة، إلا أن الأشهر القليلة الماضية شهدت البحث عن بدائل جافة للبيض بسبب زيادة أسعارها بنسب وصلت إلى 100%.

وبالرغم من استخدامه منذ سنوات في بعض المنتجات الغذائية مثل المخبوزات والحلوى، إلا أنه ظهر في ذروة أزمة ارتفاع أسعار البيض وكأنه بديل اقتصادي، والحقيقة أنه ليس بديلاً ولكنه اقتصادي حيث يبلغ سعر البيضة البودرة (كيس) جنيهاً واحداً.

خبراء التغذية يرون أنه لا يمكن أن يحل البيض البودرة محل بيض المائدة، وإن كان يمكن استخدامه كبديل للمنتجات الغذائية التي يدخل البيض في مكوناتها مثل المخبوزات والمعكرونة والأيس كريم والمايونيز وغيرها، ويفضل منتجو المواد الغذائية استخدامه لانخفاض سعره و مدة صلاحيته الطويلة - تتجاوز 24 شهراً- وهو ما يسمح بتخزينه.

استوردت مصر بيض بودرة العام الماضي بـ 1.8 مليون جنيه من البرازيل وأوكرانيا وهولندا وبولندا.

لا تقتصر البدائل الجافة للأغذية على البصل والبيض، بل امتدت إلى العديد من الأغذية مثل الثوم واللبن أيضاً، وهو ما يثير تساؤلاً مُلحاً حول القيم الغذائية للأغذية الجافة.

الدكتورة رشا ابراهيم خبيرة التغذية تقول إن تجفيف أي غذاء يعتمد على تعريضه لدرجات عالية من الضغط والحرارة وهي العملية التي تُفقد الغذاء المجفف بعضاً من فوائده وقيمته الغذائية.

فالبصل مثلًا يفقد الزيوت الموجودة به وهي أنواع زيوت مفيدة للجهاز الهضمي لأنها مضادة للبكتيريا والجراثيم وتعمل كطارد للسموم الموجودة بالجهاز الهضمي، لذا فالبصل البودرة وإن كان حلاً اقتصادياً لبعض الأكلات فهو منقوص القيمة الغذائية، وفق خبيرة التغذية.

الأمر نفسه بالنسبة للألبان والبيض البودرة، إذ أن تعرضهم للضغط والحرارة أثناء عملية التجفيف يغيّر من تركيبة سلسلة البروتين الموجودة داخل اللبن والبيض، وتغير هذه السلسلة، يجعل امتصاص الجسم للبروتينات التي تحتويها الألبان والبيض محدودة، كما تقضي عملية تجفيف الألبان على بعض الانزيمات والبكتيريا النافعة للجهاز الهضمي بحسب إبراهيم.

فقدان الأغذية المجففة لبعض العناصر الغذائية المهمة لا يحول دون استخدامها والاقبال عليها في ظل ارتفاعات أسعار الغذاء، اعمالاً بمبدأ "ما لا يُدرك كله لا يُترك كله".