أمازون تتجسس على منافسيها.. من التسعير إلى القرارات القيادية

كانت أمازون تضع نصب عينيها أكبر منافسيها، وترغب في الوصول إلى منصاتهم لمعرفة طرق عملهم في سوق التجارة الإلكترونية.

وللقيام بذلك، اقترح فريق بروجيكت كيريوزيتي إنشاء شركة بيغ ريفر للدخول إلى منصات بيع المنافسين وجمع معلومات عن كيفية عملهم.

المشكلة التي واجهتها أمازون هي أن بيغ ريفر لم تكن مؤهلة للبيع على منصة أحد أكبر منافسيها، وول مارت، لأن هذه الأخيرة تفرض معايير عالية للبائعين في سوقها وتقبل أولئك الذين يملكون تجارب بيع ناجحة على منصات أخرى.

ولاستيفاء هذه الشروط، ضخت بيغ ريفر منتجاتها على موقع أمازون، الذي تتبع له، وحققت إيرادات إجمالية مقبولة مكنتها من الالتحاق بمنصة وول مارت تحت اسم جديد، أتلانتيك لوت، وبيع منتجات محدودة مثل كراسي الشاطئ، وأواني الطبخ، وحاويات الطعام.

بالوصول إلى منصات الشركات، مثل وول مارت وإيباي وشوبيفاي، كان فريق من الموظفين التابعين لأمازون والذين يدعون أنهم يعملون لصالح شركة التجسس بيغ ريفر، يأخذون صورا (print screens) لأسعار المنافسين، وأنظمة الإعلانات، وصفحات الفهرسة والإدراج.

وتعرض تلك الصور على فريق إدارة أمازون كي لا يترك إرسالها في البريد الإلكتروني أو طباعتها في أوراق أثرا يمكن استعماله كأدلة لاحقا.

كان أعضاء الفريق السري لأمازون يتوفرون على عناوين بريد إلكتروني تابعة لبيغ ريفر لتجنب الكشف عن وظائفهم في أمازون وكانوا يقدمون أنفسهم أمام ممثلين لشركات منافسة على أنهم يعملون لصالح بيغ ريفر لجمع معلومات أكثر عنهم.

تؤكد مصادر مطلعة أن المعلومات السرية التي جمعها مشروع بروجيكت كيريوزيتي استغلتها أمازون لإحداث تغييرات ساهمت في تحسين تجربة البائع على موقعها.

طُلب من موظفي بيغ ريفر الذين يعملون في مكاتب أمازون عدم مناقشة طبيعة عملهم مع موظفي أمازون الآخرين الذين لم يُسمح لهم بالاطلاع عن المشروع.

خلال الأيام الأولى، كان على بعض أعضاء فريق بيغ ريفر قضاء بعض الوقت بعيدا عن وظائفهم المكتبية والذهاب إلى المستودعات لتلبية الطلبات وتعبئتها في صناديق لإرسالها بأنفسهم.

وللتستر على المشروع، قدمت قيادة الفريق تدريبا حول كيفية التعامل مع تسريب المعلومات، ووفرت تعليمات عن كيفية التصدي لها باعتبارها ممارسة عادية لتحسين تجربة البائع على موقعها.

كما غُيّر اسم المشروع إلى سمال بيزنيس إنسايتس، Small Business Insights، باعتبار التسمية الأولى كانت غامضة، وفقا لمصادر مطلعة.

تعد أمازون أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة إذ تهيمن على نحو 40٪ من السوق الإلكترونية، وفقا لموقع ستاتيستا، أي أكثر من وول مارت بـ5 مرات.

وتواجه الشركة اتهامات مكافحة الاحتكار التي رفعتها العام الماضي لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية سعيا لتفكيك العملاق كي لا تفرض أسعارا مرتفعة على المستهلكين.

تحولت شركة أمازون العملاقة من متجر إلكتروني إلى شبكة عنكبوتية شاملة التخصصات: شبكة توصيل، وخدمات لوجستية، وخدمات دفع وائتمان واقتراض، ودار مزادات، ودار نشر للكتب، ومنتجة أفلام، ومصممة أزياء، وصانعة أجهزة إلكترونية، والأخطر، خدمة تخزين سحابية.