رحلة سكايب من النجومية إلى النهاية.. من أسقط التطبيق الأشهر؟

بدأت حكاية سكايب في عام 2003 عندما أطلقه مطورون من إستونيا ورواد أعمال اسكندينافيون، ليصبح أول منصة تقدم مكالمات صوتية مجانية عبر أجهزة الكمبيوتر للجميع، وفق ما أوردت فرانس برس.

بعدها بعامين فقط، أضاف سكايب مكالمات الفيديو ليبدأ بذلك عصرًا جديدًا في الاتصالات المرئية التي كانت حكرًا على الخيال العلمي، حسب بيزنيس إنسايدر.

هكذا غيّر سكايب مفهوم التواصل الدولي، وجعل شراء كاميرا الويب طقسا أساسيا لدى جيل الألفية.

بعد نجاحه الكبير، استحوذت eBay على سكايب مقابل 2.6 مليار دولار عام 2005، لكنها واجهت خسائر محاسبية بلغت 1.4 مليار دولار بعد عامين فقط، كما ذكرت بيزنيس إنسايدر.

في عام 2011، تدخلت مايكروسوفت ودفعت 8.5 مليارات دولار لشراء سكايب، في أكبر صفقة استحواذ للشركة آنذاك، بحسب رويترز.

ومع وصول عدد المستخدمين إلى ذروته في 2016 بـ300 مليون مستخدم، بدا أن التطبيق بلغ القمة، وفق فرانس برس.

سرعان ما بدأت المنافسة تأكل من حصة سكايب في السوق، مع ظهور تطبيقات سهلة الاستخدام وملائمة للهواتف الذكية، مثل "فيس تايم" من أبل الذي أُطلق في 2010 وواتساب الذي أضاف المكالمات الهاتفية في 2015، بحسب فرانس برس.

كما شهدت فترة جائحة كورونا عام 2020 صعود تطبيق "زوم" الذي هيمن على سوق مكالمات الفيديو مع 300 مليون مستخدم يومي، وهو ما لم يستطع سكايب مجاراته، وفق ما بيّنت بيزنيس إنسايدر.

كما ذكرت رويترز أن تقنية سكايب الأساسية لم تكن مناسبة كليا لعصر الهواتف الذكية.

تراجعت أهمية سكايب بعد أن بدأت مايكروسوفت بالتركيز على منصتها الداخلية "تيمز" التي أُطلقت عام 2017 كبديل أكثر تقدما، وتفوقت عليها من حيث عدد المستخدمين الذين وصل عددهم إلى 70 مليونا بنهاية 2020 بعد أن كانوا 44 مليونا في مارس من العام نفسه، بحسب بيزنيس إنسايدر.

في فبراير 2025، أعلنت مايكروسوفت رسميا إغلاق سكايب، وقالت إن القرار يهدف إلى توحيد خدمات التواصل لديها.

لكن هذا القرار أثار حزنا وانتقادات واسعة بين مستخدمي سكايب القدامى الذين عبّروا عبر منتديات "ريديت" عن رفضهم للهجرة نحو "تيمز" بسبب صعوبة استخدامه، بحسب ما نقلت فوربس عن المستخدمين.

يغيب سكايب عن المشهد التكنولوجي، تاركا خلفه ذكريات حنين، وأثرا واضحا في حياة الملايين الذين اعتمدوا عليه، ليصبح علامة فارقة في تاريخ التواصل الرقمي الحديث، وفق بيزنيس إنسايدر.