تكنولوجيا

واشنطن تُحذّر وبكين تتقدّم.. هل تنفجر أزمة الذكاء الاصطناعي؟

نشر
Camil Bou Rouphael
في الصين، تُطلق الشركات التقنية الكبرى أدوات ذكاء اصطناعي جديدة بوتيرة شبه يومية، من روبوتات تولّد الفيديوهات والموسيقى، إلى نماذج لغوية تُستخدم في تحليل التربة وتطوير الألعاب والمواقع الإلكترونية. وفي غضون شهر واحد فقط، تضاعف استخدام أحد تطبيقات الدردشة الصينية عشرين مرة، فيما تجاوزت أرباح بعض أدوات الذكاء الاصطناعي حاجز 100 مليون يوان، بحسب تقرير لشبكة سي إن بي سي.
لكن خلف هذه الطفرة التكنولوجية، يلوح صراع جيوسياسي متصاعد. فقد فرضت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات على قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين، وقررت وزارة التجارة الأميركية حظر استخدام نموذج "ديب سيك" الصيني على أجهزتها، وفق ما نقلته رويترز.
في المقابل، شددت وزارة الخارجية الصينية على ضرورة أن "تتوقف واشنطن عن التعامل معها بغطرسة"، بينما حذّرت صحيفة وول ستريت جورنال من تصعيد آخر، يتمثل في منع خبراء الذكاء الاصطناعي الصينيين من السفر إلى الولايات المتحدة، خشية تسريب معلومات حساسة أو استخدامهم كورقة ضغط دبلوماسي.
وسط هذه الأجواء، يعبّر كاتب الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، توماس فريدمان، عن قلقه من مستقبل يقترب بسرعة أكبر مما كان متوقعا: الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، القادر على التعلم الذاتي والتفكير والتصرّف باستقلالية، والذي قد يصبح، بحسب وصفه، "نوعا جديدا من الكائنات".
ويدعو فريدمان إلى تعاون أميركي- صيني عاجل لصياغة إطار عالمي مشترك للحوكمة الأخلاقية، محذرا من أن غياب هذا التعاون قد يؤدي إلى انهيار الثقة الرقمية العالمية، ويحوّل الذكاء الاصطناعي إلى أزمة عالمية أكبر من "تيك توك".
بين التفوق الاقتصادي، وتبادل الاتهامات، والدعوات لتعاون أخلاقي تاريخي، تبرز إشكالية محورية.. هل يشكّل الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لتجاوز المواجهة الأميركية- الصينية؟ أم أنه يكرّس سباقا جديدا نحو التفوّق التكنولوجي قد يهدد الأمن والاستقرار العالمي؟

اعرف أكثر

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة