مال وأعمال

تيمو تحت الضغط.. رسوم أميركا تكشف ضعف الـ"e-commerce" الصيني

نشر
blinx
لم تكن بريندا بوشلي، وهي حرفية من كولرين تاونشيب في ولاية أوهايو الأميركية، تتوقع أن تتغير عادات تسوقها بهذه السرعة، حسب ما سردته لموقع WCPO Cinncinati. كانت تعتمد على منصة "تيمو" للحصول على مستلزمات بأسعار منخفضة لحرفها اليدوية المنزلية، لكن كل شيء تغيّر بعد فرض الرسوم الجمركية الجديدة من قبل إدارة ترامب.
لاحظت بريندا ارتفاعاً كبيراً في أسعار المنتجات التي اعتادت شراءها، فمثلاً بنطال "كابري" كانت تشتري 3 قطع منه مقابل 17 دولاراً، أصبح سعره 36 دولاراً.
ولتفادي هذه الزيادات، نقلت "تيمو" جزءاً من مخزونها إلى مستودعات داخل الولايات المتحدة في محاولة للتحايل على الضرائب، لكنها خطوة مؤقتة بنظر بريندا، التي عبّرت عن قلقها من نفاد المخزون المحلي وارتفاع الأسعار مجدداً. وتقول: "قد لا أشتري كما كنت أفعل في السابق".
تجربة بريندا وأمثالها تعكسها صحيفة لوفيغارو الفرنسية في تقرير كشف عن انخفاض صافي أرباح مجموعة PDD Holdings، المالكة لمنصة "تيمو"، بنسبة 47% خلال الربع الأول من عام 2025، لتصل إلى 14.7 مليار يوان (نحو 1.8 مليار يورو).
وبمجرد الإعلان عن انخفاض الأرباح خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، تراجعت أسهم عملاق التجارة الإلكترونية المدرجة في البورصة الأميركية بأكثر من 13% يوم الثلاثاء، وفقا لبي بي سي.
وربط تقرير لوفيغارو هذا التراجع بتصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، إلى جانب اشتداد المنافسة بين عمالقة التجارة الإلكترونية داخل الصين مثل Alibaba. وأشارت المجموعة في بيان رسمي إلى أن هذا الانخفاض في الأرباح يعود إلى استثمارات ضخمة قامت بها لدعم التجار والمستهلكين، حيث أوضح الرئيس المشارك للمجموعة، لي تشن، أن هذه الإجراءات أثّرت على الربحية قصيرة الأجل.

قاعدة الـ800 دولار تحت المقصلة

واحدة من أكبر الضربات التي تلقاها تطبيق "تيمو" هي إلغاء الإعفاء الجمركي الأميركي المعروف بقاعدة الـ800 دولار. هذه القاعدة كانت تسمح بدخول الشحنات الصغيرة من الصين إلى الولايات المتحدة دون دفع رسوم، وهو ما مكّن منصات مثل "تيمو" من تقديم أسعار منخفضة للغاية للمستهلك الأميركي.
إلا أن إدارة ترامب ألغت هذا الامتياز ضمن حربها التجارية، وفقاً لما ذكرته لوفيغارو، مما وضع المنصات الصينية أمام واقع تجاري جديد وصعب. لم تعد شحنات المنتجات زهيدة الثمن قادرة على دخول السوق الأميركية بسهولة، وهو ما دفع "تيمو" إلى تغيير استراتيجيتها التشغيلية، لكن دون ضمانات بنجاح مستدام.

من نموّ ثلاثي إلى تراجع ملحوظ

أشارت البيانات المالية الأخيرة إلى تباطؤ حاد في نمو الإيرادات، وفقا لتقرير لوفيغارو. بينما ارتفع دخل "PDD Holdings" بنسبة 131% في بداية 2024، تراجعت وتيرة النمو إلى 24% في الربع الأخير من العام، ثم إلى 10% فقط في الربع الأول من 2025، لتصل الإيرادات إلى نحو 11.7 مليار يورو.
أوضحت نائبة رئيس الشؤون المالية، جون ليو، أن هذا التراجع كان "متوقعاً" في ظل الاستثمارات الكبيرة وعدم اليقين السياسي والاقتصادي. وأضافت أن الأرقام الحالية تعكس تأثير إنفاق الشركة لتعزيز البنية التحتية، والاستجابة للتغيرات في السياسات الجمركية العالمية، ما يشير إلى إمكانية استمرار الضغوط على الأرباح في المستقبل القريب.

اندفاع الشراء قبل سريان الرسوم

أظهرت تقارير من نيويورك تايمز وذا غارديان أن المستهلكين الأميركيين أطلقوا موجة شراء واسعة في الأسابيع التي سبقت تطبيق الرسوم الجمركية. وبحسب نيويورك تايمز، ارتفع الإنفاق على منتجات من "أبل" بنسبة 20%، وعلى سلع من Home Depot بنسبة 10%، وعلى متاجر Belk بنسبة 18%.
أفاد تقرير الغارديان بأن الأميركيين اشتروا إلكترونيات، أغذية مجففة، وأثاث منزلي تحسباً لزيادة الأسعار، كما أشار موقع NDTV إلى تهافت على شراء الملابس، الأحذية، الأجهزة المنزلية وحتى السيارات المجمعة خارج الولايات المتحدة، في محاولة لتجنّب الأسعار الجديدة.
لكن هذا الاندفاع لم يكن سوى موجة مؤقتة قد تنعكس سلباً لاحقاً، حيث أشار تقرير مجلة تايم إلى أن هذا السلوك الاستباقي في الشراء يعكس ارتباكاً واسعاً في الأسواق، ويضع الشركات الصغيرة والمتوسطة في موقف صعب أمام الكبار الذين يتمتعون بقدرة أكبر على التخزين وتحمل التكاليف.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة