ترامب يُصعّد.. العقوبات على روسيا تهدد الاقتصاد الأميركي؟

يقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمام اختبار بالغ الحساسية: فبين تعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا وفرض "عقوبات ثانوية" على مستوردي النفط الروسي، يجد نفسه على وشك اتخاذ قرار قد يرتدّ على الاقتصاد الأميركي ذاته.

ومع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها لروسيا هذا الأسبوع، كثّف ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على دول مثل الهند والصين، في محاولة لردع موسكو.

لكنّ القلق يتزايد من أن تنعكس هذه الخطوة سلبًا على أسعار السلع، والمستهلكين الأميركيين، وربما على استقرار أسواق النفط العالمية، وفق ما حذّر منه خبراء ومسؤولون.

أجرى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، سلسلة لقاءات مباشرة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الكرملين، استمرّت نحو 3 ساعات، قبل انقضاء المهلة الأميركية المحددة ليوم الجمعة.

وبحسب رويترز، تهدف هذه اللقاءات إلى التوصل إلى اتفاق يضمن وقف الهجمات الجوية كحدّ أدنى، وهي صيغة كانت مطروحة من قبل رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو.

لكن الكرملين لم يقدّم التزامات واضحة بعد، في ظل تشكيك بوتين بجدوى العقوبات الأميركية، وتمسّكه بشروط معقدة للسلام، بينها ضمان حياد أوكرانيا والاعتراف بـ"المكاسب الإقليمية الروسية".

بحسب "سي إن إن"، فإنّ خطة ترامب لمعاقبة الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، وعلى رأسها الهند والصين، عبر رسوم تصل إلى 100%، قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك الأميركي، وزيادة التضخم، وتقليص أرباح الشركات الأميركية.

وقال كلايتون سيغل من مركز الدراسات الاستراتيجية إنّ "مستويات العقاب المفرطة ستُعتبر مجرد خدعة، لأنها ستضرّ بأميركا، تمامًا كما ستضرّ بالدول المستهدفة".

وأضاف أن رسومًا معتدلة تتراوح بين 10 و30% ستكون أكثر فعالية في دفع الدول إلى تنويع مصادرها النفطية.

روسيا تصدّر نحو 7 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات المكررة، أي ما يعادل تقريبًا 5% من الاستهلاك العالمي، وفق "كابيتال إيكونوميكس".

وتُعد الصين والهند من أكبر زبائن هذا النفط، إذ يشكّل الروسي 13.5% من واردات الصين، و36% من السوق الهندية. ومع تهديد ترامب بفرض رسوم على واردات الدولتين، اللتين بلغ حجم صادراتهما إلى أميركا 526 مليار دولار العام الماضي، فإن الأسعار العالمية قد تشهد ارتفاعًا حادًا.

ويخشى محللو UBS أن ترتفع أسعار سلع مثل "آيفون" داخل السوق الأميركي، ما قد يُغضب المستهلك المحلي.

رغم أنّ ترامب يهدد بعقوبات جديدة، إلّا أنّ محللين يرون أن قدرته على تحمل تبعاتها محدودة.

فقد سبق أن فرض رسومًا ثلاثية الأرقام على الصين قبل أن يتراجع عنها أثناء المفاوضات.

وفي المقابل، شدد زيلينسكي على رفضه شروط روسيا، مؤكدًا سيادة أوكرانيا وحقها في تقرير مصيرها والانضمام للناتو.

وأكّد أن الحرب لن تنتهي من دون انسحاب روسي كامل، فيما دعت أوكرانيا واشنطن إلى "تكثيف الضغط" على موسكو، خاصة بعد تعرضها لسلسلة ضربات قاتلة في كييف وزابوريجيا.