مال وأعمال

الصين تواجه أميركا في مدريد.. تيك توك ورقائق وفائدة

نشر
blinx
في لحظة تتقاطع فيها الخلافات التجارية مع السياسات النقدية العالمية، تجد الصين والولايات المتحدة نفسيهما أمام اختبار مزدوج:
  • من جهة، محادثات حاسمة في مدريد حول الرسوم الجمركية وموعد نهائي لتصفية "تيك توك" الصيني
  • ومن جهة أخرى، تحقيقات أطلقتها بكين في التمييز والإغراق ضد الرقائق الأميركية، فيما يقف بنك الشعب الصيني أمام معضلة سياسية مع اقتراب خفض أسعار الفائدة الأميركية.
هذه التطورات المتوازية، وفق "رويترز"، ترسم ملامح مرحلة مشدودة الأعصاب قد تحدد مستقبل التجارة العالمية واستقرار الأسواق.

اعرف أكثر

محادثات مدريد.. الخلافات على الطاولة و"تيك توك" في الواجهة

يلتقي مسؤولون أميركيون وصينيون في مدريد، الأحد، لمناقشة الخلافات التجارية المستمرة، والموعد النهائي لتصفية شركة "تيك توك" الصينية لتطبيق الفيديو القصير، ومطالب واشنطن بأن تفرض مجموعة السبع وحلفاؤها الأوروبيون رسومًا جمركية على الصين لوقف مشترياتها من النفط الروسي.
وتشكل المحادثات المرة الرابعة خلال أربعة أشهر التي يلتقي فيها وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي، جاميسون غرير، مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في مدن أوروبية، في محاولة للحفاظ على العلاقة التجارية الأميركية- الصينية من الانهيار تحت وطأة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تمديد متوقع لمهلة "تيك توك" وحزمة قضايا عالقة

التقى المسؤولون الـ٣، إلى جانب كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشينغ غانغ، آخر مرة في ستوكهولم في يوليو، حيث اتفقوا من حيث المبدأ على تمديد هدنة تجارية لمدة 90 يومًا خفّضت بشكل حاد الرسوم الجمركية الانتقامية الثلاثية الرقم على الجانبين وأعادت تدفق المعادن النادرة من الصين إلى الولايات المتحدة.
ووافق ترامب على تمديد الرسوم الجمركية الأميركية الحالية على السلع الصينية، والتي تبلغ نحو 55%، حتى 10 نوفمبر.
وقال خبراء تجارة إنه من غير المرجح تحقيق اختراق كبير في محادثات مدريد التي يستضيفها رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز.
والنتيجة الأكثر ترجيحًا هي تمديد جديد للموعد النهائي الذي يواجهه مالك "تيك توك" الصيني "بايت دانس" لتصفية عملياته في الولايات المتحدة بحلول 17 سبتمبر أو مواجهة حظر أميركي.

تحقيقات صينية مزدوجة

أطلقت وزارة التجارة الصينية، السبت، تحقيقًا لمكافحة التمييز في سياسة التجارة الأميركية الخاصة بالرقائق، إلى جانب تحقيق منفصل في الإغراق، قبل يوم واحد من جولة جديدة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في إسبانيا.
التحقيق الأول سيتناول ما إذا كانت واشنطن قد مارست تمييزًا ضدّ الشركات الصينية في سياساتها المتعلقة بتجارة الرقائق، أما التحقيق الثاني فسينظر في مزاعم الإغراق على واردات بعض الرقائق الأميركية التناظرية المستخدمة في أجهزة مثل السماعات الطبية وأجهزة توجيه الواي فاي وأجهزة استشعار الحرارة.
وقالت الوزارة في بيان إن الولايات المتحدة فرضت سلسلة من القيود على الصين في السنوات الأخيرة بشأن الرقائق، بما في ذلك تحقيقات تجارية تمييزية وضوابط تصدير.
وأضافت أن مثل هذه الممارسات "الحمائية" يُشتبه في أنها تمييزية ضد الصين وتهدف إلى كبح وقمع تطوير الصناعات الصينية عالية التقنية مثل الرقائق المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

ردود حادة واستعداد لجولة مدريد

من المقرر أن تقود نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينغ، وفدًا يبدأ جولة جديدة من الحوار مع الولايات المتحدة في الفترة من 14 إلى 17 سبتمبر في مدريد.
وقالت وزارة التجارة إن الجانبين سيناقشان قضايا اقتصادية وتجارية مثل الرسوم الجمركية الأميركية و"إساءة" استخدام ضوابط التصدير و"تيك توك".
وفي بيان منفصل عن المحادثات صدر السبت، شككت الوزارة في سياسات واشنطن قائلة: "ما نية الولايات المتحدة في فرض عقوبات على الشركات الصينية في هذا الوقت؟".
وأضافت: "تحث الصين الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخاطئة فورًا ووقف القمع غير المبرر للشركات الصينية. وستتخذ الصين التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية بحزم".

معضلة السياسة النقدية.. بنك الشعب الصيني بين نارين

مع استعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض متوقع في أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، من المرجح أن يقاوم بنك الشعب الصيني أي تيسير قريب في السياسة النقدية وهو يواجه معضلة: كيف يدعم اقتصادًا ضعيفًا من دون أن يغذي مزيدًا من ارتفاع سوق الأسهم الساخنة.
ويتعرض صانعو السياسة لضغوط للتصدي لتباطؤ حاد في النمو قد يهدد الوظائف والاستقرار الاجتماعي، مع تجنب تكرار أخطاء 2014-2015 حين أدّى التيسير المفرط وحماسة المستثمرين الأفراد إلى انهيار السوق.

اقتصاد ضعيف وسيناريو محفوف بالمخاطر

قد يمنح خفض الفائدة الأميركي بنك الشعب الصيني مجالًا لتخفيف السياسة النقدية من دون المخاطرة بهروب رأس المال أو انخفاض اليوان، لكن مسؤولين وخبراء اقتصاديين يقولون إن البنك قد ينتظر إشارات اقتصادية أوضح بدلاً من اتباع الخطوة الأميركية فورًا.
وتتوقع الأسواق المالية أن يخفض "الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، مع احتمال خفضين آخرين بحلول نهاية العام.
ويتوقع تينغ لو، كبير خبراء الاقتصاد الصيني لدى نومورا، أن يتجنب بنك الشعب الصيني خفض أسعار الفائدة فورًا إذا استمر ارتفاع الأسهم لتفادي تغذية فقاعة، لكنه قال إنه قد يُقدم على خفض متواضع بمقدار 10 نقاط أساس في الأسابيع المقبلة إذا صححت الأسواق نفسها.
حتى الآن هذا العام، خفض بنك الشعب الصيني سعر سياسته الرئيسي، معدل إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام، بمقدار 10 نقاط أساس وخفّض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك بمقدار 50 نقطة أساس.

ضغوط النمو وتوقعات التحفيز المالي

تعرقل ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤ طويل الأمد، إذ لم تعوض التقدمات في الابتكار التقني والتصنيع بالكامل تراجع الصناعات التقليدية، ما زاد الضغوط على سوق العمل.
وتشير البيانات الأخيرة إلى أنّ التحول غير مرجح قريبًا: شهد يوليو أدنى نمو في الإنتاج الصناعي منذ 8 أشهر، وتراجعت مبيعات التجزئة، وانكمشت القروض الجديدة باليوان للمرة الأولى منذ 20 عامًا.
ونما الاقتصاد بنسبة 5.2% في الربع الثاني مدفوعًا بالتحفيز والهدنة الجمركية مع الولايات المتحدة، لكن نموًا أقل من 5% في الربعين الثالث والرابع قد يحقق هدف 2025، مما يخفف الضغط من أجل تحفيز قوي.
وقال لاري هو، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في ماكواري: "شهران من البيانات الضعيفة قد يدفعان بكين لتنفيذ إجراءات تحفيز صغيرة جديدة، خاصة في قطاع الإسكان".

مجال محدود للتيسير ومخاطر تضخم الفقاعة

حتى الآن هذا العام، خفف بنك الشعب الصيني السياسة النقدية أقل من المتوقع، جزئيًا بسبب هدنة الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، بلغ سعر الفائدة الرئيسي مستوى قياسيًا منخفضًا عند 1.4%، كما انخفض متوسط نسبة الاحتياطي الإلزامي إلى 6.2% وهو مستوى قياسي منخفض أيضًا.
وقال مصدر سياسي ثانٍ لرويترز: "على عكس الولايات المتحدة، تواصل الصين تخفيف سياستها النقدية، لذا فإن المجال لمزيد من الخفض محدود للغاية".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة