من طوكيو إلى واشنطن.. الأسواق تترقب لحظة الحسم النقدي
تتجه الأسواق العالمية لاختتام أسبوعها على تباينٍ بين ارتفاع الدولار وصعود الأسهم اليابانية وتحسّن محدود في أسعار الذهب، وسط استمرار التوترات التجارية وترقّب خفضٍ متوقّع للفائدة الأميركية الأسبوع المقبل.
فبينما يدعم التفاؤل بسياسات التحفيز المالي الجديدة في طوكيو مكاسب مؤشر نيكي، يعزّز تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين الطلب على الذهب، في حين يحافظ الدولار على مكاسبه بانتظار صدور بيانات التضخم الأميركية خلال اليوم.
رهانات الأسواق تتجه نحو تيسير نقدي جديد
ارتفع الدولار الأميركي قليلا، الجمعة، متجها لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة أمام العملات الرئيسية، بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي تُعتبر حاسمة لمسار السياسة النقدية المقبلة.
وتُشير التوقعات إلى أنّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيُقدِم الأسبوع المقبل على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، تماشياً مع رهانات الأسواق على مزيد من التيسير النقدي في ديسمبر أيضا.
وتراجع اليورو بنسبة 0.11٪ إلى 1.1606 دولار، والجنيه الإسترليني إلى 1.3322 دولار، فيما ارتفع مؤشر الدولار 0.37٪ خلال الأسبوع إلى 99.04.
وجاءت التحركات المحدودة للعملات وسط استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي، وترقب المستثمرين مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر، المُتوقّع أن يسجّل زيادة شهرية بنسبة 0.4٪ في التضخم العام و0.3٪ في التضخم الأساسي.
توتر تجاري قبل لقاء ترامب وشي
أعادت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول "إنهاء المحادثات مع كندا" بسبب ما وصفه بإعلان احتيالي، المخاوف من عودة التصعيد التجاري إلى الواجهة.
وفي المقابل، تنتظر الأسواق اللقاء المرتقب بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، والذي أثار بعض الآمال في إنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال بن بينيت، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا لدى "إل آند جي" لإدارة الأصول، إن التوقعات مرتفعة جداً بشأن هذا اللقاء، محذراً من "خطر حدوث تهدئة كبيرة بعد اجتماعهما وجهاً لوجه".
وأضاف أن "التصعيد مع كندا قد يكون جزءاً من عملية التوصل إلى اتفاق شامل مع الصين".
الين تحت الضغط.. ونظرة حذرة في طوكيو
تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 152.96 مقابل الدولار، متأثراً بتوقعات الأسواق بأن يبقي بنك اليابان على أسعار الفائدة من دون تغيير في أكتوبر.
وقالت المحللة في "آي إن جي" مين جو كانغ إنّ أعضاء المجلس ما زالوا حذرين إزاء الظروف الاقتصادية الأميركية والتوترات التجارية، مرجّحة أن "يكون رفع الفائدة في ديسمبر هو السيناريو الأساسي".
وفي المقابل، شهدت بورصة طوكيو ارتفاعا واضحا، إذ صعد مؤشر نيكي 1.35٪ إلى 49299.12 نقطة مدعوما بأسهم التكنولوجيا، متجهاً لتحقيق ثامن مكاسب أسبوعية في ٩ أسابيع.
وزادت أسهم "سوفت بنك" 3.61٪ و"أدفانتست" 3.8٪ و"طوكيو إلكترون" 2.35٪، فيما ارتفع مؤشر "توبكس" 0.66٪ إلى 3275.37 نقطة، مدفوعا بآمال التحفيز الاقتصادي من الحكومة الجديدة بقيادة ساناي تاكايتشي التي تميل إلى التيسير المالي.
الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم
ارتفعت أسعار الذهب 0.3٪ في المعاملات الفورية إلى 4138.52 دولاراً للأونصة، مدعومة بالمخاوف الجيوسياسية والتوتر التجاري بين واشنطن وبكين، لكن المعدن النفيس يتجه لتسجيل أسوأ أسبوع له منذ مايو بانخفاض 2.7٪ منذ بداية الأسبوع.
وصعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 0.2٪ إلى 4152.3 دولاراً، بينما انخفضت الفضة 0.3٪ إلى 48.76 دولارا، وارتفع البلاتين 0.6٪ إلى 1635.59 دولارا، وتراجع البلاديوم 0.3٪ إلى 1453.16 دولاراً.
وجاء هذا الصعود بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة على شركتي "لوك أويل" و"روسنفت" الروسيتين في أقسى إجراء ضد قطاع الطاقة الروسي منذ بدء الحرب في أوكرانيا، فيما أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيلتقي الرئيس الصيني الأسبوع المقبل ضمن جولة آسيوية تشمل كوريا الجنوبية.