حزب الله "خارج المعركة".. فما الذي ردعه؟

حذّرت قوى غربية وإسرائيل حزب الله مراراً خلال الأسابيع الماضية من مغبة فتح جبهة جديدة من جنوب لبنان.

وأكد أمين عام حزب الله في كلمته الجمعة تلقي الحزب اتصالات غربية وعربية بشكل يومي.

وقال "العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والخوف لدى إسرائيل وأميركا. القلق من إمكانية أن تذهب الجبهة (في لبنان) إلى تصعيد إضافي وأن تتدحرج إلى حرب واسعة. وهذا احتمال واقعي وعلى العدو أن يحسب له حساب.

وأضاف "هم عبّروا عن ذلك ونقرأه بقوة من خلال كل الرسائل الأميركية والفرنسية والأوروبية والغربية وبعض العربية التي تصلنا كل يوم منذ 7 أكتوبر".

أحد أبرز عوامل ردع حزب الله من الانخراط بالحرب في غزة، تهديد إسرائيل بضرب إيران مباشرة ومحو الحزب بالكامل.

فبحسب صحيفة الديلي ميل، حذر وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، في أكتوبر، من أن إسرائيل لن "تقضي على حزب الله" فحسب، إذا اعتقدت أنه سيفتح "جبهة شمالية"، ولكننا "سنستهدف بالفعل إيران".

أرسلت الولايات المتحدة بعد اندلاع الحرب حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط، في خطوة قالت إن هدفها "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب" ضدها.

وفي خطابه الجمعة، هدّد الأمين العام لحزب الله الولايات المتحدة، التي حمّلها "المسؤولية الكاملة" عن الحرب في غزة، باستهداف أساطيلها في المتوسط، مؤكداً أن احتمالات توسّع الحرب إقليميا ضد إسرائيل "مفتوحة".

وقال نصرالله "يجب أن نعرف اليوم أن أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وعلى شعبها، وإسرائيل مجرّد أداة تنفيذية".

وتوجّه الى الأميركيين قائلا "من يريد منع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة".

ترى مديرة مركز مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط، مهى يحيى أن مواقف نصرالله تظهر أنه وإيران "ليسا مهتمين بالدخول في حرب". وفي حال "كان لا بدّ لهما من فعل ذلك، فالنزاع لن يكون محلياً بل سيتحوّل بسرعة إلى نزاع إقليمي أو دولي، وهو ما يودّ حزب الله وإيران تفاديه".

وتعتبر يحيى أن خطاب نصرالله كان "بمثابة الحل الوسطي الأفضل" الذي يمكن تقديمه، بينما يجد نفسه مع حلفائه في "وضع صعب، سواء تدخلوا أو لم يتدخلوا".

وجاءت مواقف نصرالله في وقت ينتقد كثر في الشارع، وفي الوسط السياسي، وعبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلام، أداء حزب الله وعجز الدولة اللبنانية الغارقة في شلل اقتصادي تام، وسط شغور في رئاسة الجمهورية منذ سنة.

ويعبرون عن مخاوف من جرّ لبنان إلى حرب قرارها محصور في يد حزب الله، القوة السياسية النافذة والقوة العسكرية الوحيدة غير النظامية. ومنذ حرب يوليو 2006، امتنع حزب الله وإسرائيل عن الدخول في مواجهة شاملة.

رغم تهديد أمين عام حزب الله، حسن نصر الله إسرائيل بالرد العنيف إذا ما هاجمت لبنان، إلا أنه ضمنيا يعني وقوف الحزب في صف الدفاع وليس الهجوم في حرب غزة.

قال نصر الله، في خطابه، الجمعة، إن حركته منخرطة بالفعل في قتال غير مسبوق عبر الحدود مع إسرائيل على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

حذر نصر الله من أن حزب الله مستعد لكل الخيارات، "ويمكننا اللجوء إليها في أي وقت" بحسب تعبيره.

وأضاف أن القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ”لن يقتصر” على النطاق الذي شهدناه حتى الآن، في إشارة إلى ضربات متبادلة بين الطرفين بدأت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

قال نصر الله يوم الجمعة إن البعض يقول إنه كان سيعلن في الخطاب أنه دخل المعركة. ولكنه أوضح أن الحركة انضمت إليها بالفعل في 8 أكتوبر، وأن هجمات حزب الله عبر الحدود أدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية التي كانت ستركز لولا ذلك على حماس في غزة.

أكد نصر الله أنه لا يد للحزب في هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل مضيفا: "كان قرارها فلسطينيا 100%. وكان تنفيذها فلسطينيا 100%".

وقال نصر الله "هذه العملية الكبيرة واسعة النطاق كانت نتيجة تخطيط وتنفيذ فلسطينيين"، مشيرا إلى أن حزب الله لم يكن له أي دور في الهجوم. وتابع قائلا إن السرية الكبيرة جعلت هذه العملية ناجحة إلى حد كبير.