بعد اغتيال "بنزيما بغداد".. لماذا تنشط المافيا السويدية في العراق؟

سريعاً انتشرت صور عملية الاغتيال التي نفذها مجهول على دراجة نارية لتوصيل الطلبات، وخلال تنفيذ العملية قتل شخصا آخر في سيارة مرسيدس وسط العامرية بالعاصمة بغداد يوم الاثنين 8 يناير.

ورغم التكتم الحكومي وعدم نشر أي خبر عن الموضوع، إلا أن الحادثة شغلت الرأي العام وتداولتها المواقع الإلكترونية، بعد نشر اسم القتيل الذي يدعى مصطفى محمد علي الجبوري.

كان مشهد مقتل الشاب في سيارة فارهة في وضح النهار يحمل الكثير من الأسرار، حيث لم تمر ساعات على اغتياله حتى بدأت تتكشف الحقائق عن هوية "قتيل تقاطع العامرية".

صور القتيل ومعلوماته التي انتشرت، وصلت سريعاً إلى السويد، لتكشف أن القتيل هو مصطفى الملقب بـ"بنزيما"، وهو أحد أعضاء مافيا كبيرة لتجارة المخدرات في السويد اسمها "فوكستروت"، يتزعمها راوة مجيد الملقب بـ"الثعلب الكردي"، وهو عراقي من أصل كردي ومولود في إيران.

وبحسب الإعلام السويدي، فإن الشبكة شهدت صراعاً احتدم بين أبرز شخصين فيها، هو راوة وشخص آخر يدعى مجيد سعيد ملقب "فراولة "، واختار بنزيما في ذلك الصراع أن يكون إلى جانب راوة وأقرب الرجال في دائرته، ما جعله هدفاً لـ"فراولة" وعلى رأس قائمة التصفية.

وفقاً لوسائل الإعلام السويدية، فإن جناح فراولة هو المسؤول عن تصفية بنزيما، لكن هذا الأمر فتح تساؤلات أكبر عن طبيعة تواجد المافيا في بغداد، ووقوع التصفية فيها.

عملية اغتيال مصطفى الجبوري في بغداد لم تكن الأولى، فقد سبق أن قام الجبوري بتزييف عملية موته لإيهام المافيا السويدية بأنه مات في شهر أكتوبر الماضي في بغداد أيضاً، عبر محاولة اغتيال "مزيفة".

ويبدو أن عمليات التصفية بين المافيات السويدية المعروفة باسم "فوكستروت" قد انطلقت نهاية العام الماضي.

بحسب مصدر أمني، فإن أحد أفراد القوات الأمنية، تمكن من إلقاء القبض على من قام بتنفيذ عملية اغتيال بنزيما في منطقة العامرية بالعاصمة بغداد.

وبيّن المصدر أن القوات الأمنية قد طوقت العامرية الثلاثاء بعد تنفيذ عملية الاغتيال.

المصدر أشار إلى أن المتهم الذي ألقي القبض عليه يحمل الجنسية السويدية أيضاً، ويدعى جوليان برنكة، ولم يتم التأكد من أصوله أكانت عراقية أم سورية.

وبحسب المصدر فإن التحقيقات الأولية أظهرت أن العملية تتعلق بتصفيات مافيات المخدرات خارج البلاد وتم تنفيذها باستغلال وجود القتيل في العراق.

القوات الأمنية تتكتم على الحادث بانتظار التحرك الدبلوماسي لوزارة الخارجية العراقية في الموضوع.

ورغم انتشار الخبر عن عملية الاغتيال وخلفياتها، إلا أن القوات الأمنية العراقية لم تنشر أي بيان أو تصريح عن العملية، لكن وزارة الداخلية اكتفت الأربعاء 10 يناير بنشر خبر عن تكريم رجل المرور الذي ألقى القبض على منفذ عملية الاغتيال، دون الخوض في تفاصيل العملية وخلفياتها الخطيرة.

بحسب تصريحات خاصة لبلينكس فأن وزير الداخلية الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، لفت إلى أن العراق قد تحوّل من ممر لعبور المخدرات إلى مستوطن فيها، وأن هناك شبكات دولية تنشط بين العراق ودول إقليمية وعربية.

وقال إن تجارة المخدرات تقف خلفها عصابات ودول، وتستخدم لتمويل الميليشيات.

تصريحات الوزير تأتي وسط ارتفاع خطير لأشكال تجارة المخدرات ونشاطها الملحوظ في العراق.

تشير آخر الاحصائيات لوزارة الداخلية أن عدد المحكومين بجرائم المخدرات خلال العام الماضي 2023، بلغ أكثر من 7 آلاف متهم، بينما بلغ عدد الملقى القبض عليهم في مجال المخدرات خلال 2023، 14 ألفا و857 متهما، بينهم 140 تاجراً دولياً.