100 يوم من الحرب.. صور لن تشاهدها سوى في غزة

مشاهد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على مستوطنات غلاف غزة وقواعدها العسكرية في جنوب إسرائيل لا تزال محفورة في الأذهان.

أعلنت إسرائيل مقتل نحو 1200 شخص في ذلك اليوم، وهي أكبر خسارة في يوم واحد لإسرائيليين على مدار الحروب التي خاضتها، كما أعلنت أسر حوالي 250 شخصا، تم إطلاق سراح بعضهم، ومعظمهم من النساء والأطفال، أو تمت مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

كل يوم في غزة، يؤدي القصف الإسرائيلي إلى إنتاج صور جديدة لمعاناة الفلسطينيين وخسائرهم، رجال الإنقاذ ينتشلون جثث أطفال من تحت أنقاض مبنى مدمر، وخارج المشرحة، ينتحب الأقارب على أحبائهم المكدسين على الرصيف في أكياس الجثث البيضاء.

في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في القطاع، يتم علاج الجرحى على الأرض. كثير منهم أطفال يبكون من الألم. ويكافح الأطباء المنهكون من علاجهم بمخزون غير كاف من الأدوية التي يتراجع مخزونها بشكل كبير.

في ١٨ أكتوبر قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى الأهلي العربي المعمداني مما أسفر عن مقتل 471 فلسطينيا بالإضافة إلى 314 إصابة بجروح مختلفة.

وشهد قصف المستشفى ردود فعل دولية عنيفة مما دفع إسرائيل لإنكار استهداف المستشفى قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي ويعلن فتح تحقيق داخلي في الحادث.

توصلت إسرائيل وحماس لإبرام صفقة تبادل أسرى تم خلالها إطلاق سراح 50 من السيدات والأطفال الإسرائيليين، مقابل 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين وإعلان هدنة مؤقتة.

وسلمت حماس الأسرى لهيئة الصليب الأحمر بغزة التي نقلتهم لمصر ومن ثم العودة إلى تل أبيب، بينما سلمت إسرائيل الرهائن في الضفة الغربية.

وفي ٢٧ أكتوبر أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، بداية عملية الاجتياح البري لشمال قطاع غزة بهدف القضاء على حركة حماس، مطالبًا سكان القطاع بالنزوح جنوبا.

بعد 100 يوم، أدى القصف الإسرائيلي المستمر والاجتياح البري إلى مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، أي ما يقرب من 1 ٪ من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأدى القتال إلى نزوح جميع السكان تقريباً، وتكدس معظمهم في أقصى جنوب المنطقة.

في الشمال، الذي كان الهدف الأول لإسرائيل، تملأ جبال الأنقاض المنطقة. وقد تم تسوية جزء كبير من مدينة غزة والمناطق المحيطة بها بالأرض.

ويخشى العديد من السكان الذين فروا من عدم السماح لهم بالعودة أبدًا، أو إذا سمحوا بذلك، فإن أحيائهم ستكون غير صالحة للسكن.

في أجزاء من جنوب غزة حيث نصحت إسرائيل الناس بالإخلاء، يقوم رجال الإنقاذ بالحفر بين أكوام الخرسانة والحجر والغبار المشتعلة، بحثًا عن ناجين من الغارات الجوية والقصف. وقد امتدت المخيمات على أي قطعة أرض فارغة.

تتجمهر الحشود على مواقع توزيع الطعام، حيث يعاني واحد من كل أربعة أشخاص في غزة من الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن ما يقرب من ١.٩ مليون شخص في غزة من أصل ٢.٣ مليون نسمة.

أي أن حوالي ٨٥٪ من سكان القطاع أصبحوا نازحين داخلياً..