انتقام إيراني على أراضي الحلفاء

قال الحرس الثوري في إيران، الثلاثاء 16 يناير، إنه استهدف بصواريخ بالستية مقرات تجسس وتجمع جماعات وصفها بالـ"إرهابية" المناهضة لإيران في المنطقة، مؤكدا تدمير مقر لجهاز الموساد الإسرائيلي في إقليم كردستان.

لكن سلطات الإقليم أفادت بمقتل 4 مدنيين على الأقلّ وإصابة 6 آخرين. ومن بين القتلى رجل الأعمال البارز في مجال العقارات بشراو دزيي وزوجته.

وندّدت وزارة الخارجية العراقية في بيان بالاعتداءات على أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، واستدعت سفيرها في طهران للتشاور. واعتبرت أن الضربات "عدوانا على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي".

نفى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في تصريح لشبكة سي إن إن، على هامش المنتدى الدولي للاقتصاد في دافوس، وجود مركز تابع للموساد في أربيل، وقال إن "الإيرانيين لا يريدون أو لا يستطيعون مهاجمة إسرائيل، ثم يبحثون عن الضحايا من حولهم ويهاجمون أربيل".

كما ندّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون بـ"سلسلة ضربات متهوّرة وغير دقيقة".

يقول مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ، لوكالة فرانس برس: "كان ثمة قدر هائل من الضغط على القيادة في طهران لعرض عضلاتها ردا على سلسلة من النكسات التي منيت بها في الأسابيع الماضية".

وأضاف: "هذا استعراض قوة بهدفين مزدوجين هما إرضاء القاعدة الأساسية المؤيدة في الداخل، والبقاء تحت سقف تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران توحيد أسدي إن طهران "تواصل دعم الحملة المناهضة لإسرائيل بقوة"، خصوصا بشأن الحرب في غزة، مضيفا "لكنها تدرك أن التدخل المباشر يهدد بإدخال المنطقة في مواجهة شاملة".

اتهمت باكستان إيران بتنفيذ عمليات قصف جوي، ليل الثلاثاء 16 يناير، على مناطق حدودية داخل أراضيها أدت إلى مقتل طفلين.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، ليل الثلاثاء، أن مقرّين تابعين لجماعة جيش العدل التي تصنّفها طهران إرهابية وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف "بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما"، من دون أن تذكر مصدر هذه الأنباء أو مصدر إطلاق الصواريخ.

باكستان لم تنتظر طويلا، إذ أعلن مسؤول استخباراتي باكستاني، صباح الخميس 18 يناير، أن بلاده نفذت ضربات صاروخية وجوية استهدفت مخابئ "إرهابيين في إقليم سستان وبلوخستان الإيراني.

فيما أعلنت إيران أن الضربات تسببت في مقتل 7 أشخاص.

يقول مدير معهد جنوب شرق آسيا في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوغلمان: "سبق لإيران أن شنّت عمليات ضد مسلحين متمركزين في باكستان، لكني لا أذكر أية عملية بهذا الحجم".

وتبنى جيش العدل في منتصف ديسمبر، هجوما على مركز للشرطة في مدينة راسك بجنوب شرق إيران، أدى الى مقتل 11 عنصرا.

و بحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن "جيش العدل"منظمة مسلحة تأسست عام 2012 وتعمل إلى حد كبير عبر الحدود في باكستان. وهدف المنظمة المعلن استقلال إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني، بحسب شبكة سي إن إن.

وتصنف الولايات المتحدة بدورها جيش العدل "منظمة إرهابية"، وتقول إنه "يستهدف بشكل رئيسي أفراد قوات الأمن الإيرانية"، لكن أيضا مسؤولين ومدنيين باغتيالات وخطف وهجمات انتحارية.

وسبق لجماعة جيش العدل أن تبنت عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان بلوشستان. وبين هذه الاعتداءات هجوم في فبراير 2019 أدى إلى مقتل 27 عنصرا من الحرس الثوري.

قصفت إيران، الثلاثاء ، مقرات لهيئة تحرير الشام وتنظيم داعش في مدينة ادلب، شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية بصواريخ بالستية، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن الحرس الثوري.

وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن الصواريخ التي طالت سوريا عبرت "مسافة تزيد عن 1200 كيلومتر بعد إطلاقها من جنوب غرب إيران.

وقال الحرس الثوري إنّ قصفه في سوريا أتى ردّاً على الهجمات التي ضربت كرمان وراسك.

وفي الثالث من يناير، وقع تفجيران انتحاريان في مدينة كرمان بجنوب إيران. وتبنى تنظيم داعش التفجيرين اللذين أوقعا نحو 90 قتيلاً.

يعتبر الأستاذ الجامعي الإيراني فياض زاهد أن لا مصلحة لواشنطن وطهران والأطراف الآخرين "بمواجهة مباشرة، إلا أنهما يلعبان أوراقهما الخاصة".

وأوضح أن "من خصائص" السياسة التي رسمها المرشد الإيراني علي خامنئي على مدى العقود الماضية "تفادي الحرب لكن مع السعي للإبقاء على هيمنة قوى إيران العسكرية والحفاظ على أمنها".

وفي ظل هذه التوترات على جبهات مختلفة، رأى واعظ أن الحرب الإقليمية باتت أمرا واقعا في الشرق الأوسط.

وأضاف "أحداث الساعات الأربع والعشرين الماضية أظهرت بوضوح أن الحرب الإقليمية قد بدأت بالفعل، على الرغم من أنها ما زالت على نار هادئة".