"دولة فلسطين".. ولادة جديدة في خيارات 4 عواصم قرار

الرئيس الأميركي جو بايدن دعا مؤخرا إلى العمل على حل الدولتين. وقال في يناير: "هناك عدد من أنواع حلول الدولتين. بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليست لديها جيوشها الخاصة".

وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، أمام مؤتمر ميونخ للأمن، إلى "ضرورة المضي قدماً نحو إقامة دولة فلسطينية، دولة تضمن أيضاً أمن إسرائيل".

تصريحات المسؤول الأميركي تأتي يعد أيام من نشر صحيفة واشنطن بوست تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسيّة، تعمل مع حلفاء عرب على خطّة كاملة لإرساء سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيّين، تشمل وقف القتال وإطلاق سراح الأسرى ووضع جدول زمني لإقامة دولة فلسطينيّة في نهاية المطاف.

وفي يناير، كشفت أكسيوس عن طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إجراء مراجعة خيارات سياسية حول الاعتراف الأميركي والدولي بالدولة الفلسطينية بعد الحرب في غزة.

لكن عقوداً من المحاولات الفاشلة لتحقيق حل الدولتين أثارت بعض التساؤلات بشأن التزام الولايات المتحدة في هذا الخيار.

وقال عمرو موسى، الذي شغل منصب وزير الخارجية المصري من عام 1991 إلى عام 2001 والأمين العام لجامعة الدول العربية من عام 2001 إلى عام 2011: "لقد كانت لغة عملية السلام معنا لمدة 10 سنوات في التسعينيات ولم تنتج شيئًا".

صرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون للأسوشيتد برس، بأن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

أدلى كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بهذه التصريحات خلال زيارة قام بها في الثاني من فبراير إلى لبنان بهدف تهدئة التوترات الإقليمية.

وقال إنه لا يمكن أن يتم الاعتراف ما دامت حماس موجودة في غزة، لكن الاعتراف يمكن أن يتم في أثناء استمرار مفاوضات إسرائيل مع القادة الفلسطينيين.

وأضاف أن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة، بما في ذلك في الأمم المتحدة، "لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، لكن لا يتعين بالضرورة أن يتم في نهاية العملية".

وقال كاميرون: "قد يكون هذا أمرا نبحثه عندما تصبح هذه العملية.. عندما يصبح هذا التقدم نحو الحل، أكثر واقعية. ما يتعين علينا القيام به هو منح الشعب الفلسطيني أفقا نحو مستقبل أفضل، مستقبل تكون له فيه دولة خاصة به".

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الأولى، الجمعة، خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله، إن "الاعتراف بدولة فلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لفرنسا".

وكرر الرئيس الفرنسي دعوته لحل الدولتين القائم على إنشاء دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل، داعيا إلى "اندفاعة حاسمة لا رجوع فيها" في هذا المجال.

وأضاف: "ندين بذلك للفلسطينيين الذين تم تجاهل تطلعاتهم مدة طويلة جدا. ندين بذلك للإسرائيليين الذين شهدوا أكبر مجزرة مناهضة للسامية في هذا القرن. وندين بذلك للمنطقة التي تطمح إلى الإفلات من مروجي الفوضى والانتقام".

وردا على سؤال عن إمكانية الاعتراف بدولة فلسطين، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في الثاني من فبراير، إن مثل هذه الخطوة هي بمثابة "اللمسة الأخيرة على العملية السياسية"، مؤكدا أن هذه العملية "يجب أن تؤدي إلى ذلك.. هذا هو المنطق".

وأضاف: "السؤال هو في أي لحظة وضمن أي ظروف"، داعيا إلى تبني حل الدولتين.

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مكالمة هاتفية، في فبراير، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لسلام دائم في الشرق الأوسط.

وأوضح المستشار الألماني، بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه "وحده حل الدولتين عن طريق التفاوض يفتح آفاق التوصل إلى حل دائم للصراع في الشرق الأوسط. يجب أن ينطبق ذلك على غزة والضفة الغربية".

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، في ميونخ، إنه لتحقيق حل الدولتين يجب أن يكون هناك ضمان بأن هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس على إسرائيل لن يحدث مرة أخرى أبدا.

وكانت قد قالت في فبراير، إن بناء المستوطنات الإسرائيلي غير قانوني ويشكل انتكاسة هائلة لحل الدولتين.

وفي يناير، أكدت الوزيرة أن "حل الدولتين" هو الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية. وطرح بعض الوزراء فكرة فتح باب التهجير القسري أو الطوعي أمام الفلسطينيين في غزة.

ووافقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، بالإجماع على قرار رفض الاعتراف الدولي الأحادي بدولة فلسطين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن الحكومة ستصوت على "قرار توضيحي" يتعلق بمعارضة إسرائيل لأي إعلان لدولة فلسطينية من جانب واحد.

وكتب نتنياهو بالعبريّة على منصّة إكس "ستُواصل إسرائيل معارضة الاعتراف الأحاديّ بدولة فلسطينيّة. إنّ اعترافًا كهذا، في أعقاب مجزرة 7 أكتوبر، سيُقدّم مكافأة هائلة لإرهاب غير مسبوق ويمنع أيّ اتّفاق سلام مستقبلي".

وأضاف "إسرائيل ترفض قطعًا الإملاءات الدوليّة بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيّين"، مشدّدًا على أنّ اتّفاق السلام لا يمكن أن ينتج سوى عن "مفاوضات مباشرة بلا شروط مسبقة".