تمنى "عدم السعادة لإسرائيل".. من هو اللبناني رئيس "العدل الدولية"؟

ولد سلام في 15 ديسمبر 1953 بالعاصمة اللبنانية بيروت وحاز على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992، وأخرى في التاريخ من جامعة السوربون عام 1979، حسب ما ورد في سيرته الذاتية على موقع محكمة العدل الدولية.

امتهن المحاماة في لبنان وأميركا وعمل في المجال الأكاديمي لسنوات حيث حاضر بالجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة هارفرد الأميركية، وجامعة السوربون الفرنسية، بين نهاية السبعينيات وبداية الألفية الثالثة.

يتحدث العربية والفرنسية والإنكليزية بطلاقة وله عدة منشورات من الكتب والأوراق البحثية بمجلات علمية مرموقة.

تكوينه الأكاديمي وتجربته المهنية خوّلت له أن ينضم إلى محكمة العدل الدولية كعضو في فبراير عام 2018 إلى أن عُيّن رئيسا للمحكمة، الثلاثاء.

يفيد موقع 961 نيوز اللبناني أن سلام نشأ في كنف عائلة بيروتية مرموقة معروفة على الساحة السياسية اللبنانية.

سلام متزوج من سحر بعاصيري، وهي كاتبة، وعملت سفيرة لليونسكو في لبنان، ولديهما ولدان، عبد الله ومروان.

كان جده سليم سلام شخصية بارزة في "حركة إصلاح بيروت" ومثّل بيروت في البرلمان العثماني عام 1912.

شغل عمه، صائب سلام، منصب رئيس وزراء لبنان لفترة طويلة من 1952 إلى 1973، وساهم بشكل فعال في سعي اللبنانيين للاستقلال عن الانتداب الفرنسي.

شغل ابن عم نواف، تمام سلام، منصب رئيس وزراء لبنان من عام 2014 إلى عام 2016.

خلال فترة عمله كسفير ومندوب دائم للبنان في الأمم المتحدة في نيويورك من عام 2007 إلى 2017، قلّده السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة ضابط.

حظي سلام بهذا التقدير من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي على "مهارته الدبلوماسية في قيادة عمل البعثة اللبنانية لدى الأمم المتحدة خلال فترة عضوية لبنان في مجلس الأمن"، وفقا لموقع ليبانون فايلز.

ويخلف سلام القاضي الأميركي جوان إي دونوغو (2021 – 2024) الذي قاد الجلسة التي ادّعت فيها جنوب أفريقيا على إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وانتهت بمطالبة إسرائيل بتقديم تقرير إلى المحكمة يوضح الخطوات التي تتبعها لمنع الإبادة في القطاع.

انتقدت وسائل إعلامية إسرائيلية تعيين سلام رئيسا لمحكمة العدل الدولية حيث قالت صحيفة جيروزاليم بوست أن للقاضي الجديد تاريخ طويل في إصدار تصريحات معادية لإسرائيل.

من بين التصريحات التي أشارت لها الصحيفة تدوينة على حسابه بموقع إكس تعود لعام 2015، حيث قال سلام "عيد ميلاد غير سعيد لإسرائيل، 48 عاما من الاحتلال".

وفي تدوينة أخرى، قال سلام إن على إسرائيل وقف العنف والاحتلال، وأضاف قائلا: "إن تصوير منتقدي سياسات إسرائيل على أنهم معادون للسامية هو محاولة لترهيبهم وتشويه سمعتهم، وهو ما نرفضه".

وهناك تخوف من تأثير القاضي سلام على قرارات المحكمة في التعامل مع الملف الإسرائيلي وفي عضوية فلسطين بالأمم المتحدة والذي يعني اعترافا بالدولة الفلسطينية، وفقا للصحيفة.

عقب الإعلان عن تعيينه رئيسا من طرف المحكمة، نشر سلام تدوينة على حسابه بموقع إكس يعلق من خلالها على أن منصبه الجديد يتطلب "مسؤولية كبرى في تحقيق العدالة الدولية وإعلاء القانون الدولي".

كما أضاف أن ما خطر بذهنه خلال لحظة الإعلان عن التعيين هو بلده لبنان، حيث علق قائلا: "أول ما يحضر إلى ذهني أيضاً في هذه اللحظة هو همي الدائم أن تعود مدينتي بيروت، أماََ للشرائع كما هو لقبها، وأن ننجح كلبنانيين في إقامة دولة القانون في بلادنا وأن يسود العدل بين أبنائه".

اتجهت الأنظار في العالم العربي خلال جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية لبحث اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة نحو 3 قضاة عرب يمثلون 20٪ من الأصوات في المحكمة التي تضم 15 قاض.

ومن بينهم المغربي محمد بنونة، والصومالي عبد القوي أحمد يوسف، واللبناني نواف سلام.

• ولد محمد بنونة بمدينة مراكش عام 1943، وهو دبلوماسي سابق شغل منصب السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة ما بين 2001 و2006.

يمتلك بنونة مسيرة مهنية في مجال القانون الدولي وسلك القضاء داخل المحاكم الدولية. وكان قاضيا للنظر في النزاع بين البنين والنيجر على الحدود خلال 2002 و2005، كما كان عضوا بالهيئة القضائية المكلفة بالتحقيق في جرائم حرب يوغوسلافيا في الفترة بين 1998 و2001.

• ولد عبد القوي أحمد يوسف بمدينة إيلي الصومالية عام 1948، وهو يشغل مناصب بالمعهد القانوني الدولي، والمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار وإدارة المجلس الدولي للتحكيم التجاري.