بسبب "غارة".. نزوح من نوع آخر في لبنان

تعتبر جدرا منطقة فاصلة بين مجمّعين يسيطر عليهما حزب الله.

• الأول هو "مجمّع البحار"، ويقع في منطقة وادي الزينة الساحلية، التي تبعد عن مكان الغارة نحو 300 متر، وعن بيروت نحو 32 كيلومترا.
• المجمّع الثاني يقع في منطقة برجا، ويعرف باسم "مجمع زاروت"، وهو يطل على الأوتوستراد الساحلي، الذي يربط طريق بيروت بجنوب لبنان، ويبعد عن العاصمة نحو 30 كيلومترا.

يضم المكانان مباني سكنية عدة، ولهما بوابات خاصة مع وجود لحراس وكاميرات مراقبة، فيما يمكن ملاحظة وجود علني لأعلام حزب الله في مجمع وادي الزينة، علما أن هذه المنطقة إضافة إلى برجا لا تدخلان ضمن بيئة حزب الله.

رغم أن تلك المجمّعات تأخذ الطابع السكني، فإنها تضمّ أسلحة أيضا.

فقد قالت مصادر أمنية لبنانية، رفضت الكشف عن هويتها، لبلينكس إن المجمّعين المذكورين يضمّان أسلحة رشاشة مختلفة عائدة لعناصر الحزب.

لذلك، سبق أن اعترض بعض السكان على وجود مثل تلك الأسلحة وسط المنازل، لأنها تشكل خطرا عليهم، وفق ما تقول المصادر.

كشفت المصادر الأمنية عينها لبلينكس عن أن مُجمّعي البحار وزاروت يشهدان على وجود بعض المسؤولين في حزب الله.

وأوضحت أنه لا يمكن لأحد التعرّف على هؤلاء المسؤولين، باعتبار أن هناك سرّية تامة حولهم، ومن الصعوبة جدا الوصول إليهم نظرا لسلسلة من التدابير الأمنية المتخذة في نطاق المجمعين.

عززت هذه المعطيات الكثير من المخاوف لدى القاطنين في المجمّعين من أن تقصفهما إسرائيل، أسوة بما حصل في جدرا.

ووفق المعلومات التي حصلت عليها بلينكس، فإن هناك موجة نزوح لسكان كانوا يقطنون في "مشروع زاروت" باتجاه أماكن سكنية أخرى، خشية من حصول ضربة إسرائيلية.

تحدث أحد القاطنين في المجمّع، لبلينكس، شرط عدم الكشف عن هويته، معربا عن مخاوفه من أن "يتكرر سيناريو جدرا هنا". وتابع أن "مكان الغارة لا يبعد كثيرا عنا ولدينا مخاوف من حصول ضربة بسبب وجود لحزب الله هنا. لقد قيل كلام كثير في هذا الإطار بعد غارة جدرا، ولهذا السبب بادرنا لترك المنطقة".

شخص آخر يعيش في محيط المجمع قال لبلينكس أيضا، إنه ما من أحد يعلم شيئا عما يجري في المباني كافة ضمن المكان.

وأضاف "نرى أحيانا سيارات سوداء رباعية الدفع تدخل إلى هناك من دون أن نعلم من على متنها"، قائلا "يسيطر حزب الله على المجمّع منذ فترة طويلة وهناك شقق كثيرة عائدة لأشخاص تابعين له".

تواصل موقع بلينكس مع سيدة قاطنة في حي قريب من المجمّع في زاروت، وقالت إنها طلبت من زوجها عدم المرور بالقرب منه، تحسبا لحصول أي ضربة إسرائيلية، كون الطائرات المسيرة لا تنفك تستطلع سماء المنطقة.

أما في مجمّع البحار، فهناك، بحسب معلومات بلينكس، مستوصف طبي ومكان لتوزيع الأدوية الإيرانية والسورية.

يتوافد لهذا المركز مواطنون من مختلف المناطق المحيطة، وبعد ضربة جدرا باتت هناك مخاوف من التردد إلى هناك.

أحد المواطنين ويدعى أحمد، 68 عاما، قال لبلينكس، إنه يتجنّب الذهاب حاليا إلى المركز الطبي خوفا من حصول ضربة مفاجئة، مشيرا إلى أنه كان يحصل على أدويته المزمنة من هناك بأسعار رخيصة.

وأضاف "الأدوية هناك إيرانية وسورية ونحصل عليها بثمن أقل من السعر في الصيدليات. لكن حاليا نتجنب الذهاب إلى هناك لأن الوضع خطير وضربة جدرا الأخيرة عززت مخاوفنا".