5 جبهات وقوات صغيرة.. استراتيجية روسيا الجديدة في أوكرانيا

ينقسم الهجوم الروسي في شرق وجنوب أوكرانيا على الجبهة إلى 5 خطوط للنصر في 5 نقاط حاسمة تكسر من خلالها الخطوط الأوكرانية، بحسب نيويورك تايمز كالآتي:

١- أفدييفكا

نجحت روسيا في الاستيلاء على المدينة التي تكمن أهميتها في موقعها الجغرافي الذي يجعلها تمثل حصنا منيعا أمام إقليم دونيتسك في مواجهة ضربات كييف الجوية.

وتبعد نحو 13 كيلومترا فقط عن دونيتسك، وسيطرة روسيا عليها تعني وضع يدها على محور سوليدار بالكامل وإحكام الخناق على قوات أوكرانيا، وقطع الاتصالات والإمدادات بين سيفرسك وباخموت، بحسب فرانس برس.

٢- مارينكا

أصبحت الآن قاعدة للهجمات الروسية.

بحلول يناير، كانت روسيا قد أنهت وجود أوكرانيا العسكري، وهي بلدة أخرى تقع على خط المواجهة منذ فترة طويلة.

لم يتبق سوى القليل جدًا من مارينكا بعد عامين من القصف والمعارك الروسية. لكن الاستيلاء عليها سمح للروس بتحويل انتباههم نحو الجنوب وإلى معقل حيوي آخر لأوكرانيا، فوهلدار.

ومن خلال السيطرة على مارينكا، يهاجم الروس فوليدار من الشمال. ويتقدمون حاليًا عبر قرية نوفوميخيليفكا، التي تبعد حوالي 13 ميلًا إلى الشمال الشرقي.

٣- روبوتيني

كانت قرية روبوتيني ضمن ما حصلت عليه أوكرانيا خلال هجومها المضاد الصيف الماضي، وتسعى روسيا لاستعادتها.

المتحدث باسم الجنود الأوكرانيين في الجنوب، دميترو ليخوفي، قال في وقت سابق إن الجيش الروسي لديه قوات متمركزة على هذه الجبهة أكبر من تلك الموجودة على جبهة أفدييفكا.

من جهته، أكّد الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد القوّات الأوكرانيّة في المنطقة، لفرانس برس، أنّه "تمّ صد الهجمات، والقضاء على العدوّ على مشارف روبوتيني".

وذكرت قناة DeepState المقرّبة من الجيش الأوكراني، عبر تلغرام مساء الأحد، أنّ الروس تمكّنوا من اختراق الدفاعات الأوكرانيّة على بُعد بضعة كيلومترات في شرق روبوتيني.

٤- كريمينا

تضغط روسيا من كريمينا لاستعادة البلدات في الشمال الشرقي التي خسرتها أمام أوكرانيا في أواخر عام 2022.

وتتقدم روسيا من المدينة نحو مدينة كوبيانسك المدمرة في الشمال، ونحو ليمان، على بعد 80 ميلاً إلى الجنوب.

٥- باخموت

أحكمت روسيا قبضتها عليها في مايو الماضي، وهو آخر مكاسبها قبل أفدييفكا.

ومن خلالها، تسعى روسيا لاختراق دفاعات أوكرانيا حول تشاسيف يار، الأمر الذي من شأنه أن يمنحها السيطرة على المرتفعات في المنطقة ويعرض مدينة كراماتورسك لزيادة نيران المدفعية

وينتشر نحو 62 ألف جندي روسي على الأرض في جبهة باخموت، بحسب التقديرات الأوكرانية.

في السابق كانت روسيا تشن هجماتها "بعدد كبير من المركبات المدرّعة"، لكنها غيرت استراتيجيتها فباتت تستخدم "مجموعات صغيرة" مدعومة بمركبات مدرعة وقوات جوية "تعمل بشكل نشِط"، بحسب المتحدّث باسم الجيش الأوكراني في روبوتيني دميترو ليخوفي لفرانس برس، مضيفا "الوضع هنا متغيّر، العدوّ يُطلق نيرانا كثيفة".

تكتيك المجموعات الصغيرة، جاء استغلالا من جانب روسيا لنقص الذخيرة لدى الجيش الأوكراني، فالهجوم من خلال قوات أقل والاشتباك من أماكن أقرب، أجبرا قوات كييف على استخدام "5 أضعاف" الذخيرة ما جعلها في مأزق بحسب أسوشيتد برس.

الأمر لم يتوقف عند التكتيكات على الأرض، فقد غيرت روسيا من استراتيجياتها الجوية أيضا من خلال بناء ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وقد بدأت روسيا قصفا كبيرا للمدن الأوكرانية بأسراب طائرات بدون طيار منطلقة من قواعد مختلفة لهدف واحد، ما يجعل مهمة الدفاع الأوكراني أصعب في إسقاط الطائرات المهاجمة بحسب النسخة الإنكليزية من صحيفة البايس الإسبانية.

تواجه القوات الأوكرانية عبر خط المواجهة نقصا حادا في الذخيرة، حيث تقاتل بعض قوات المدفعية بنسبة 10٪ فقط من الإمدادات التي تحتاجها، وفقا لقادة وحدات المدفعية لأسوشيتد برس.

وقد أمر القادة العسكريون الوحدات بإطلاق النار على أهداف محددة فقط، في محاولة يائسة لتوفير القذائف، في وقت يحصل فيه الجيش الروسي على إمداد مستمر.

ويقول خوروبري، وهو أحد قادة قوات المدفعية على الجبهة لأسوشيتد برس إن بطارية المدفعية لا تحتوي إلا على 5-10% من الذخيرة اللازمة، ما يحرمها من الهجوم بشكل فعال واستعادة الأراضي، علاوة على خسارة أعداد من المقاتلين الأوكرانيين.

ويرى رافاييل كوهين، الباحث في مؤسسة راند أن أوكرانيا تواجه تحديين:

الأول: عسكري يتمثل في الخطوط الراكدة إلى حد كبير، إن لم تكن مائلة بفعل القوة الهائلة، إلى حد ما في صالح روسيا.

الثاني: سياسي يتمثل في عدم قدرتها لتحويل الأمور لصالحها ما لم تحصل على مزيد من المساعدات الغربية، بل ستظل في نضال للحصول على السلاح ما لم تثبت قدرتها على الفوز في المعركة.