"أفدييفكا".. ناقوس خطر حقيقي أم طوق نجاة؟

أعلن الجيش الأوكراني، الجمعة، أن القوات الروسية أسرت العديد من جنوده في أفدييفكا، إذ يتفوق الروس على صعيد العدد والمدفعية والطيران، بحسب ما جاء في بيان نقلته وكالة رويترز.

وقال قائد الجيش الأوكراني في أفدييفكا، أولكسندر تارنافسكي، عبر تلغرام، إن جنوده كانوا ينتقلون عند الضرورة إلى مواقع جديدة، ولكن من المؤسف أنه خلال إحدى عمليات الانتقال تم أسر العديد منهم.

ولا يبدو الأمر مجرد هزيمة، إذ تمحو القوات الروسية المدينة عمليا من على وجه الأرض، بحسب تصريحات القائد الأوكراني، الذي أضاف: "القوات الروسية نفذت 20 غارة جوية وأكثر من 150 هجوما مدفعيا في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية"، وهو الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ قرار الانسحاب.

ولاحقا اعترفت أوكرانيا بأسر بعض جنودها أثناء الانسحاب.

يبلغ عدد سكان أفدييفكا نحو 34 ألف نسمة قبل الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022، لكن بعدما باتت المدينة مدمرة إلى حد كبير، لا يزال هناك نحو 900 مدني فيها، وفق السلطات المحلية، بحسب "فرانس برس".

وتكمن أهمية المدينة لموسكو في موقعها الجغرافي الذي يجعلها تمثل حصنا منيعا أمام إقليم دونيتسك في مواجهة ضربات كييف الجوية.

وتبعد أفدييفكا نحو 13 كيلومترا فقط عن دونيتسك، وسيطرة روسيا عليها تعني وضع يدها على محور سوليدار بالكامل وإحكام الخناق على قوات أوكرانيا، وقطع الاتصالات والإمدادات بين سيفرسك وباخموت.

كما تتمتع بقيمة استراتيجية أكبر بالنسبة إلى روسيا من مدينة باخموت التي ضمتها في مايو الماضي، باعتبار أنها ستبعد الأوكران عن مدينة دونيتسك ومناطقها السكنية.

ويُعد ضم المدينة أهم انتصار لموسكو في ساحة المعركة منذ فشل الهجوم المضاد الأوكراني العام الماضي، وستكون أوضح علامة حتى الآن على أن القوات الروسية تستعيد زمام المبادرة في الوقت الذي تعاني فيه كييف من نقص الجنود والأسلحة، والذخيرة والروح المعنوية والمال، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

تعد هذه الخسارة الأولى للقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، الذي تولى منصبه قبل أقل من 10 أيام.

ووجد سيرسكي نفسه في موقف مشابه للمأزق السابق حين كان قائدا للقوات البرية في معركة مدينة باخموت الصيف الماضي، آنذاك صمم على عدم الانسحاب والبقاء لمدة طويلة في المدينة، ما وضع جنوده تحت الحصار الروسي، وتسبب في خسارة فادحة بالنسبة إلى عدد القتلى.

وبعدما ضمت روسيا باخموت، وقالت القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا إن الاستمرار في الدفاع عن المدينة كلف موسكو عشرات الآلاف من القتلى، اعترفت كييف أن المعركة استنزفت قواتها، بحسب "واشنطن بوست".

في الوقت الحالي يجوب زيلينسكي أوروبا، لعقد اتفاقات أمنية عديدة، مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وبحسب وكالة رويترز، فإن خسارة أفدييفكا ستمنح الرئيس الأوكراني حجة أقوى لمطالبة الغرب بتقديم مساعدة عسكرية أكثر إلحاحا في أثناء خطابه أمام مؤتمر ميونخ للأمن السبت.

واستطاع زيلينسكي، خلال جولته، تأمين ما يقارب 8 مليارات دولار من تلك الاتفاقات، كان آخرها تلك التي أبرمها مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، التي سمحت له بجمع مساعدات عسكرية فورية جديدة بقيمة ما يعادل 1.22 مليار دولار.

وتنتظر أوكرانيا موافقة الكونغرس الأميركي على مساعدات بقيمة 60 مليار دولار، التي يعارضها الجمهوريون المتشددون في مجلس النواب، المتحالفون مع الرئيس السابق والمرشح للرئاسة في الحزب، دونالد ترمب، الذي ينتقد الدعم المفرط لأوكرانيا، بحسب رأيه.