من وحي نتفليكس.. "ميتال هيد" آلة قتل جديدة في غزة

كشف الجيش الإسرائيلي عن أحدث أسلحته في تعقب المستهدفين خلال حربه على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 100 يوم، وهو سلاح "كواد كابتر"، الذي تحول من طائرة مسيرة تستخدم عادة في المراقبة والتصوير، إلى آلة قتل يصعب ردعها.

قُدم الطائر الآلي القاتل بشكل مماثل تقريبا في مسلسل "النهاية" المصري عام 2020، والذي تدور أحداثه في المستقبل بعد 100 عام من الآن، إذ كان بإمكانه مطاردة وقتل أي شخص داخل المدينة، بنفس الطريقة التي تستخدمها إسرائيل الآن.

وحاولت حماس استخدام طائرات "الدرون" في إلقاء بعض القنابل على تجمعات الجيش الإسرائيلي في غزة، لكنها مسيرات عادية من تلك التي تباع للجمهور ولا تتمتع بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يُحرك الطائر الآلي الإسرائيلي، وهو ما يجعل التصدي لها وإسقاطها أمراً في المتناول.

"كواد كابتر" هي آلية طائرة صغيرة الحجم، صُنعت في الأساس من أجل التصوير والمراقبة، لكن إسرائيل نجحت في تطويرها لأغراض عسكرية واستخباراتية، وتحويلها إلى آلة قتل يمكن التحكم بها عن بُعد، من دون أي احتمالات لخسائر بشرية في صفوف جيشها أثناء عمليات القنص.

وتتمتع الآلة الإسرائيلية الطائرة بـ٤ مروحيات وصوت منخفض للغاية، وإضاءة خافتة يمكن تمييزها، بالإضافة إلى كاميرات عالية الدقة يمكنها الرصد والتجسس، كما زودت الكاميرات بخاصية تتبع للهدف تمهيدا لإطلاق النار عليه بدقة تفوق أفضل القناصين عن بُعد.

أبعاد مروحية القتل الإسرائيلي تصل إلى 1.6 متر، ولا تزيد سرعتها عن 70 كيلومترا في الساعة، ولا يزيد وزنها عن 2 كيلوغرام، لكن يمكن تحميلها بما يصل إلى 150 كيلوغراما من الطلقات النارية والقنابل من خلال مروحياتها القوية، وذلك بحسب ما ذكرت شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية.

استخدمت إسرائيل طائرها القاتل للمرة الأولى في عملية قنص القيادي بسرايا القدس، بهاء أبو عطا عام 2019، عندما لم يكن يُتوقع وقتها أن تحمل الكاميرا الطائرة طلقات نارية قاتلة.

وظهر في الحرب الدائرة حاليا على غزة، الطائر الآلي في محيط المستشفى الأهلي، وأطلق النيران على التجمعات المدنية هناك ليتسبب في ذعر وهلع، فالأمر يصبح أكثر صعوبة عندما يطاردك الذكاء الاصطناعي المحمل بأدوات الموت السريع.

ويعتمد الجيش الإسرائيلي على تكوين بنوك للأهداف في قطاع غزة، من خلال طائرته القاتلة التي لا تتوقف عن التحليق فوق الرؤوس في كل مكان، ضمن محاولات مستمرة للوصول إلى جنود حركة حماس وقادتهم.

ظهر 4 شباب فلسطينيين بين أطلال المنازل المُهدمة في خان يونس، يسيرون بحثا عن مأوى أو طعام، في مشهد يشبه أفلام نهاية العالم في السينما الأميركية، لكنهم لم يعرفوا أنهم مستهدفون من طائرة آلية من دون طيار تحلق بالقرب منهم.

أسقط الطائرة صاروخا أسقط اثنين من بين الـ٤ قتلى على الفور، وهم اثنين بالهروب في اتجاهات مختلفة، لكن الطائر الآلي القاتل لم يتركهما يذهبان إلى حيث سبيلهما.

طارد الطائر القاتل أحد الشباب الفلسطينيين حتى اقترب منه بشدة وأطلق صاروخا فتاكا حوّل جسده إلى أشلاء بعد وفاته في الحال، إذ لم يجد الشاب مكانا يذهب إليه في العراء ليختبئ من القاتل المدعوم بالذكاء الاصطناعي والسلاح الناري.

حاول الشاب الأخير من بين الـ٤ الهروب، متأثرا بإصابة قوية في الساق، حتى سقط أرضا، وأثناء زحفه بحثا عن ملجأ يحميه من القاتل المتربص في السماء، سقط عليه صاروخا أخيرا، أرسله إلى حيث ذهب زملائه الـ٣، تاركين خلفهم دماء وأشلاء اختلطت بالرمال، كأدلة واضحة على واحدة من ضمن جرائم القتل الآلية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة من خلال المُسيرات منذ الـ٧ من أكتوبر الماضي.

مع توسع عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي والبرمجة، تزامنا مع قدرة أي شخص على شراء "كواد كابتر" العادية المخصصة للتصوير والاستطلاع فقط، يمكن أن تتحول الكاميرا الطائرة إلى خطر يهدد حياة المدنيين، ويرتكب به جرائم القتل والجاسوسية في كل البلاد.

دفع ذلك العديد من الدول لإصدار قوانين تمنع تداول طائرات "الدرون" واستخدامها بين المدنيين سواء بشكل تام، أو حتى الحصول على تصريح أمني، وأصدرت مصر قانونا عام 2021 تجرم خلاله استخدام الطائرات المحركة آليا أو لا سلكيا وتداولها والإتجار فيها من دون الحصول على إذن أمني ضمن اللائحة التنفيذية لوزارة الدفاع.

أما "الكلب الآلي" الذي قدمته منصة نتفليكس عام 2017، فكان عبارة عن كلب حديدي يتمتع برأس مدجج بالكاميرات، ويمكن تحويل ذراعيه إلى أسلحة آلية توجه الطلقات بدقة فائقة، كما يمكنه مطاردة السيارات ركضا، وهو ما يشير إلى أن سرعته ربما تفوق الـ70 كيلومترا التي تحكم "الطائر الآلي".

نجح كلب "ميتال هيد" في الوصول إلى أهدافه في المسلسل، وقتل 3 أشخاص رغم تدميره كليا في النهاية بعد حرب بين الذكاء البشري والاصطناعي.

لكن بعد ذلك ظهرت عشرات النسخ الآلية المشابهة تجوب الأرجاء وتجمع البيانات حول واقعة التدمير تمهيدا للانتقام إذا كان الجاني ما زال على قيد الحياة، في إشارة إلى أن التخلص من ذلك الكابوس لن يكون ممكنا.