إسرائيل تطارد شريان حزب الله اللوجستي

الجيش الإسرائيلي كشف أن المكان الذي قصفه في الهرمل هو منشأة تابعة للوحدة 4400 الخاصة بحزب الله، مشيرا إلى أنها مكلّفة بـ"حشد القوة اللوجستية"، بما في ذلك تسليم الأسلحة إلى لبنان وداخل البلاد.

في غضون ذلك، تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن أن المنشأة هي مرآب لتصليح الشاحنات ومستودع لقطع الغيار، إلا أن الحقيقة توحي عكس ذلك. معلومات خاصة حصلت عليها بلينكس تكشف أن المركز المستهدف ليس منشأة صناعية، بل هو عسكرية بامتياز.

مصدران مقربان من حزب الله قالا لبلينكس إن المكان المستهدف يعد أحد المراكز الأساسية لشؤون لوجستية تتعلق بالأسلحة والصواريخ والتقنيات الخاصة بالطائرات المسيرة.

وعن "الوحدة 4400" التي تحدث عنها الإسرائيليون، يقول المصدران إنها تأسست في أعقاب الحرب الأهلية السورية، فيما وظيفتها الأساسية هي العمل على نقل الأسلحة وجميع المستلزمات الخاصة بالطائرات المسيرة التابعة لحزب الله.

أحد المصادر يقول إن هذه الوحدة كانت تسمى سابقا "الوحدة 108"، لكن اسمها تبدل ليصبح "الوحدة 4400"، علما أن أحد المشرفين الأساسيين عليها كان يُدعى محمد قصير.

المركز المستهدف يُعد منشأة ذات ارتباط أساسي بالداخل السوري، كما أنه يعتبر واحدا من المقار الأخرى التي يستخدمها الحزب لتهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.

المعلومات تكشف أن المسؤولين داخل المكان متخصصون في تأمين "خط تهريب" الأسلحة بين لبنان وسوريا عبر معابر سرية، مشيرة إلى أن تلك المنشأة كانت تعتبر مخزنا لوسائل خاصة بتصنيع الطائرات المسيّرة جرى استقدامها من إيران.

ووفق مصادر بلينكس، فإن المركز يعتبر مقرا أساسيا مرتبطا بمصانع تطوير الصواريخ والأسلحة والطائرات المسيرة التي أسسها حزب الله داخل لبنان، في حين أنه يمثل همزة وصل مع مقار عسكرية أخرى في عمق جنوب لبنان.

تكشف المصادر أن المبنى المستهدف لا يعد مركزا لتحريك عمليات قتالية، فالمسؤولية المنوطة به "لوجستية" وتقنية، في حين أن المسؤولين ضمنه يزورون الأراضي السورية باستمرار.

بحسب المصادر، فإن هناك مقار أخرى مماثلة للمكان المستهدف يستخدمها الحزب لتخزين مستلزماته اللوجستية، وأغلبها موجود في منطقة البقاع، شرق لبنان وضمن بعلبك والهرمل تحديدا، وهي التي تتلقى ضربات متتالية.

الخبير العسكري العميد بسام ياسين يشير إلى أن إسرائيل تعمل باستمرار على استهداف جميع المنشآت اللوجستية الخاصة بحزب الله.

ياسين اعتبر في تصريحات لبلينكس أن الهدف وراء هذه الضربة هو توجيه رسالة إسرائيلية للحزب مفادها بأن تل أبيب تسعى لضرب خطوط إمداد أسلحته، مضيفا: "خلال الحروب، فإن أول خطوة للتأثير على الخصم هو استهداف منشآته اللوجستية، وهذا ما تقوم به إسرائيل مع حزب الله".

يوضح ياسين أن هذه الضربة تماثل الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت منشآت لوجستية في سوريا، مشيرا إلي أن مكان المنشأة المستهدف يقع مباشرة عند الحدود السورية-اللبنانية، وبالتالي فإن الرسالة مزدوجة، والمعني بها هو حزب الله وسوريا أيضا.

يتوقع ياسين أن يبادر حزب الله إلى تكثيف هجماته ضد نقاط تمركز ذخيرة الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الاشتباكات القائمة بين الطرفين ستفرض مثل هذه العمليات وهذا الأمر قائم إلى حد كبير منذ بدء الاشتباكات يوم 8 أكتوبر الماضي.