الـGPS في لبنان يربك "الجو والبر"

عندما كان الفود بلوغر اللبناني، أنطوني رحيل، يستخدم الدرون لتصوير بعض المشاهدة المتعلقة بعمله، حصل تشويش ما عليها، وأظهر الـGPS أنها تطير فوق مطار بيروت، ما أدى إلى وقوعها وخرابها.

وهذه المرة الأولى التي يتعرض فيها لمثل هذا الحادث، حسب ما نشر على صفحته الخاصة على إنستغرام.

فالتشويش لا يؤثر على شركات الطيران فحسب، إنما أيضا على السائقين والعاملين في مجال السوشيال ميديا.

أحيانا، يجد سائق التاكسي نفسه مضطرا لتأخير زبائنه بسبب تعطل نظام تحديد المواقع GPS، ما يقوده إلى مكان مختلف عن عنوان الزبون. ومؤخرا يحول كل الرحلات إلى مطار بيروت.

رغم أن التشويش على الحركة الجوية يشابه الحركة البرية في بعض الجوانب، إلا أنه يُعتبر أكثر خطورة بسبب عوامل عدة. في حديثه مع بلينكس، أوضح الطيار محمد الحايك أن إسرائيل تستخدم تقنية تعرف بـGPS Spoofing، وهي تقنية تجعل الطائرات تظهر في مواقع لا يجب أن تتواجد فيها.

فمع بداية المناوشات وما رافقها من عمليات تشويش، بدت بعض الطائرات على أنها مقبلة من إسرائيل نحو مدرج مطار بيروت، ما يعني أن انتحال الإشارة مقصود لإرباك والتأثير على الأطراف المستهدفة، وفقا لحايك.

في المقابل، لا يؤثر ذلك على الطيارين مباشرة، إذ أوضح الحايك أنهم يخضعون للتدريب على استخدام اجهزة احتياطية مما يضمن التشغيل الآمن وإكمال الرحلات الجوية من دون أي خطر، أبرزها التعامل مع التشويش على الـGPS.

أما عموما، فإن التشويش قد يؤدي إلى انحراف الطائرات عن المسار أو عدم القدرة على اتباع المسارات الجوية المحددة، وتاليا تعطيل أنظمة المساعدة الملاحية مما يعقد من إجراءات الاقتراب مع الهبوط والإقلاع.

وقبل أشهر، أصدرت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تعميما إلى الطيارين "الذين يسيّرون طائرات من وإلى مطار" بيروت منذ مارس، "بضرورة الاعتماد على التجهيزات الملاحية الأرضية وعدم الاعتماد على الإشارة التي يلتقطونها عبر جي بي إس نتيجة التشويش القائم في المنطقة".

رفعت الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة الخارجية عددا من الشكاوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اعتراضا على "الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية"، وإحداها متعلقة بالتشويش المستمر منذ يناير من العام الحالي.

في 22 مارس، رفع لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، ندّد فيها بـ"اعتداءات إسرائيل على السيادة اللبنانية عبر التشويش على أنظمة الملاحة وسلامة الطيران المدني في أجواء مطار رفيق الحريري الدولي".

لكن مع ذلك، يبقى التشويش يسيطر على مطار بيروت وحركة الملاحة الجوية، علما أن الرحلات من وإلى بيروت تسير بشكل طبيعي، حسب ما أفاد مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط لبلينكس.