تدخل أم حماية لـ"ظهر الحليف".. اقتراب أميركي من لبنان

الترقب هو سيد الموقف لما قد تشهده الجبهة بين حزب الله وإسرائيل، في حين أن دخول الولايات المتحدة الأميركية على الخط عسكريا يحمل مؤشرات كبيرة على الصعيد الإستراتيجي في منطقة التوتر.

الخبير الإستراتيجي والعسكري اللبناني، أمين حطيط، أوضح في حديث لبلينكس معنى "الحشد العسكري الأميركي" في البحر المتوسط، فقال:

• أي خطوة في هذا الإطار تعد دليلا على إمكانية تصاعد التوتر العسكري في المنطقة وبمثابة تحضير أميركي للحرب.
• إرسال واشنطن لقوات إلى الشرق الأوسط يمكن وصفه أيضا بـ"وجه من وجوه الحرب النفسية" للضغط على "حزب الله" في لبنان.

من ناحيته، يتوقف النائب في البرلمان اللبناني، بلال عبدالله، عند مسألة الدخول العسكري الأميركي المباشر على خط الجبهة، فاعتبر أن أبعاد هذا الأمر ترتبط بما قد ينتج عن هذا التدخل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة كانت شريكة مع إسرائيل في حرب غزة وقد تدخلت بها عبر تقديم دعم عسكري ولوجستي وبالسلاح لإسرائيل.

بلينكس حاولت التواصل مع وزارة الخارجية الأميركية لطلب التعليق، لكنها لم تتلق أي رد.

في تقرير لها يوم 21 يونيو، ذكرت شبكة CNN الأميركية أن مسؤولين في واشنطن أوضحوا أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ستقدم إلى إسرائيل المساعدة الأمنية التي تحتاج إليها، لكن الولايات المتحدة لن تنشر قوات أميركية على الأرض.

المسألة هذه تحدثت عنها أيضا صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي قالت يوم 22 يونيو، إن المطبخ الحربي الإسرائيلي لم يقرر بعد ما إذا كان سيخوض حربا مع لبنان ومتى سيخوضها، في وقت ما زال يسعى للتوصل إلى تسوية.

الصحيفة نقلت ما نشرته CNN، عبر الإشارة إلى أن المساعدة الأميركية لإسرائيل ستتحقق، لكن "لا قوات أميركية على الأرض".

ولكن، هل من الممكن أن يكون الحشد الأميركي في المنطقة مقدمة لاجتياح بري للبنان؟ هنا، يجيب حطيط، ويقول في سياق حديثه التالي:

• يعد دخول قوات أميركية إلى لبنان أمرا خطيرا جدا، وبالتالي يمكن وصفه بـ"الاحتلال والغزو" إن حصل فعليا.
• أي خطوة على هذا الصعيد ستعني مواجهة مباشرة بين لبنان وأميركا وسيناريوهات الحرب قد لا تبقى مضبوطة.
• أي إنزال لقوات أميركية في لبنان سيعني أن واشنطن انخرطت في الحرب مباشرة ضد حزب الله.

النائب عبدالله يستبعد بدوره إقدام أميركا على خطوة إنزال قوات لها في لبنان، لكنه قال إن حدوث مثل هذا الأمر سيكون إعلانا لبدء الحرب الشاملة، موضحا:

• دخول القوات الأميركية إلى لبنان لن يجعل إيران بمعزل عن الأمر، وتاليا ستتدخل عسكريا وبصفة مباشرة.
• لا يمكن أبدا إغفال الدور الروسي في المنطقة، إذ إن لموسكو قواعد عسكرية في سوريا، وبالتالي فإن انخراط أميركا عسكريا بشكل مباشر في لبنان قد يدفع روسيا للتحرك عسكريا، إذ لن تقبل بذلك، وهناك توازنات استراتيجية وخطوط حمراء لا يمكن تخطيها.

في خطابه يوم 3 نوفمبر الماضي، وجه زعيم حزب الله حسن نصرالله تهديدا واضحا للأساطيل الأميركية التي أتت إلى البحر الأبيض المتوسط إثر بدء حرب غزة، وقال "أساطيلكم لا تخيفنا، ولم تخفنا في يوم من الأيام، وأساطيلكم التي تهددون بها أعددنا لها العدة أيضا".

ما قاله نصرالله أعاد حطيط التذكير به في حديث عبر بلينكس، وقال إن "حزب الله" سيرى نفسه معنيا باستهداف أي قوات أميركية ستدخل لبنان سواء في البحر أو البر.

وعن القدرات العسكرية التي قد يستخدمها الحزب للرد، يقول حطيط إن لدى الحزب ترسانة أسلحة خاصة بالحرب البحرية، وتاليا فإنه قد يستخدمها ضد أي باخرة أميركية تساهم بإنزال قوات في لبنان، هذا بالإضافة إلى الاستهداف الذي سيطول أي جنود في البر.

يوضح حطيط أن "حزب الله" يمتلك صواريخ أرض- بحر بالإضافة إلى مجموعات مدربة مع غواصات، بإمكانها تنفيذ هجمات بحرية ضد أي هدف، وتابع: "خلال حرب يوليو عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، تمكن حزب الله عبر وحدة بحرية متخصصة تابعة له من تنفيذ الاستهداف الشهير لسفينة ساعر 5 قبالة الشواطئ اللبنانية".

وسبق أن نشرت وسائل إعلام مقربة من "حزب الله" تفاصيل عسكرية عن صواريخ بحرية يمكن أن يستهدف "حزب الله" عبرها البوارج والسفن الحربية، سواء الأميركية أو الإسرائيلية.

أبرز تلك الصواريخ هي على النحو التالي:

• صاروخ نور: هو من نوع كروز - إيراني الصنع ومضاد للسفن، ويعمل ضمن مدى يتراوح بين 120 و220 كلم، ويمكن إطلاقه من منصات أرضية.
• صاروخ نصر: هو من نوع كروز، ويدمر أهدافا ثقيلة ويصل مداه إلى 300 كلم.
• ياخونت: صاروخ متطور وغير مرئي للرادارات ومضاد للسفن يضرب أهدافا على بعد 300 كيلومتر بسرعة 750 مترا في الثانية.
• لدى حزب الله غواصات صغيرة من نوع "غدير" يبلغ طولها 29 مترا، وبإمكانها حمل 10 إلى 18 شخصا وتستطيع إطلاق طوربيدات ضد السفن.

وفي يونيو من عام 2022، وتزامنا مع مفاوضات لبنان مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية بين لبنان بإشراف أميركي، نشر معهد "ألما" الإسرائيلي تقريرا تحدث فيه عن قوة "حزب الله" البحرية، على النحو التالي:

• لدى الحزب العشرات من الصواريخ البحرية، كما أنه يتم تخزين بعضها بالقرب من الساحل اللبناني للاستخدام الفوري.

• أحد مواقع الإطلاق للوحدات البحرية التابعة لحزب الله يقع جنوب مدينة صور وبجوار قرية المنصوري بجنوب لبنان.
• لدى الوحدة البحرية التابعة لحزب الله قوة "كوماندوز" تحت الماء تسمى "الضفادع البشرية"، وهي متخصصة في الاقتراب من أهدافها عن طريق القوارب أو الغواصات الصغيرة أو الغوص أو مزيج من الأمور الـ3 المذكورة.
• يجري تدريب عناصر هذه القوة على الغوص لمسافات وأعماق متفاوتة، والقيام بعمليات توغل، والسيطرة على الأهداف البحرية، وزرع الألغام البحرية والمتفجرات.