صورة للحطام.. هكذا تشاهد "إلهام" غزة عبر "ألوان الزيت"

تجسد لوحات الأسطل عدة محطات بارزة في الحرب، من أبرزها قصة السجين الفلسطيني السابق بدر دحلان، الذي خرج من سجون إسرائيل في 30 يونيو الماضي، وهو يعاني اضطرابات نفسية حادة جراء التعذيب الشديد الذي تعرض له خلال شهر من الاعتقال.

تضيف الأسطل: "اعتقل دحلان في سجون إسرائيل وخرج مصدومًا ومشوشًا، بعينين جاحظتين وجسد نحيل، ما جذب انتباه العالم بأسره"، مضيفة أن الإصابات التي ظهرت على جسد بدر، تعكس حجم التعذيب الذي يتعرض له الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية.

تحكي الأسطل أن ملامح دحلان أثرت فيها بعمق، وظلت عالقة في ذهنها حتى قررت التعبير عنها من خلال هذه اللوحة، حيث كانت تلك الملامح تجسيدًا واضحًا للألم والمعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون.

من بين لوحات الأسطل، تظهر قصة المسنّة الفلسطينية دولت الطناني، التي هاجمها أحد الكلاب البوليسية للجيش الإسرائيلي بوحشية خلال مداهمة منزلها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، خلال العملية العسكرية البرية الأخيرة في مايو الماضي.

ولا تزال الفنانة الفلسطينية تتذكر تفاصيل قصة المسنّة الطناني في تلك الليلة المشؤومة، بعد انتشار صورة للكلب الإسرائيلي وهو يهاجمها في منزلها.

عن تلك اللحظة تقول الأسطل إن صورة الهجوم الوحشي على المسنّة الطناني تركت جرحا غائرا في داخل كل إنسان حر وشريف.

عدد من لوحات الأسطل يجسد استهداف وتدمير الكنائس والمساجد في قطاع غزة. وتظهر إحصاءات المكتب الإعلامي لحكومة حماس في غزة تدمير 610 مساجد و3 كنائس، حيث تعيش أقلية مسيحية في القطاع.

ولم تغفل الفنانة الفلسطينية تجسيد المعاناة الكبرى للفلسطينيين في محافظات قطاع غزة منذ بداية الحرب، والمتمثلة في الهجرة القسرية وعمليات النزوح المتواصلة بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، بلغ مليوني شخص.

ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات صحية محلية ودولية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين نتيجة التكدس في مراكز الإيواء وانعدام سبل النظافة الشخصية والعلاجات اللازمة.