بن شتريت.. جار "بن غفير" مغتصب الأسرى الفلسطينيين

في مستوطنة كريات أربع بالخليل بالضفة الغربية، كان ولا يزال بن شتريت يسكن إلى جانب وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير، يحتضنهما المكان الذي يعد معقلا لحركة "كاخ" التي انتمى لها مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي باروخ غولدشتاين.

بعدما كان جنديا في لواء غولاني بالجيش الإسرائيلي في خدمته الأساسية، عاد بن شتريت إلى مستوطنته ليكون الأعزب الوحيد في فريقها الاحتياطي حاملا سلاحه إلا في ليلة السبت.

وحينما كان يحضر عشاء السبت عام 2002، كانت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، تنفذ عمليتها الشهيرة بـ"زقاق الموت" التي استهدفت الطريق المؤدي لقبر غولدشتاين.

دخل بن شتريت القتال في المعركة بعد أن جلب سلاحه، ليقاتل العناصر الثلاثة لسرايا القدس المنفذة للعملية.

"شعرت أنني جندي لدولة إسرائيل، حتى لو كنت أرتدي ملابس مدنية"، هكذا وصف بن شتريت ما قام به في هذا اليوم في حديث سابق له عام 2022 لتلفزيون توف اليهودي، ويتابع "أنا أقاتل من يسمون العرب المسلمين".

كانت هذه هي أول معركة وجها لوجه بين بن شتريت والفصائل الفلسطينية، فكانت خدمته قبلها في غولاني وفي لبنان، قبل أن يواجه أول حدث مباشر في زقاق الموت.

في المستوطنة التي وُضع أساسها في ستينيات القرن العشرين بعد اعتصام في بناية الحاكم العسكري، نشأ بن شتريت، ويحكي عن طفولته في حديث لتلفزيون "توف": "عندما كنت طفلاً نشأ في كريات أربع واجهت جميع أنواع الصعوبات مع العرب هناك، فهم يلقون الحجارة علينا، ونحن نرميها عليهم".

عندما كبر بن شتريت كان قد تشرّب باستفزاز الفلسطينيين، ليكون أحد أشهر جنود الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بالنظر إلى الحوادث التي تسبب فيها مع الفلسطينيين، وكان أشهرها قتله أحدهم عند مدخل كريات أربع بإلقائه من نافذة منزله، ليُسحب سلاحه.

أثار مئير اللغط في يونيو 2023، قبل حرب غزة، حينما ظهر في مقطع فيديو مرتديا الزي العسكري ويهاجم الجيش الإسرائيلي قائلا إنه "فقد الروح القتالية"، بحسب إسرائيل هيوم.

حينها استدعي بن شتريت ليبلغ بخروجه من الخدمة الاحتياطية، بعدما قال في الفيديو "بغض النظر عما يقوله العالم، لماذا لا نستطيع الدخول وقتل 150 فلسطينيا دفعة واحدة من خلال بندقية قنص ونجمع كمية من الأسلحة بضربة واحدة".

وغاضبا أبلغ الصحيفة الإسرائيلية "يريدون مقاتلين(..) وليس المقاتلين الذين يهاجمون".

بعد 10 أشهر تقريبا من اندلاع الحرب في غزة، ظهر بن شتريت مرة أخرى في سديه تيمان، المعتقل سيئ السمعة في النقب، يحشد الإسرائيليين للنزول ومنع القبض عليه بعد اتهامه وآخرين باغتصاب أسير فلسطيني.

وبالفعل خرج الإسرائيليون، لا سيما المتطرفون منهم، لمنع اقتيادهم للتحقيق، ومن بين من خرجوا شقيقة بن شتريت التي طلبت أن يبيت في داره في الليلة نفسها.

ازدادت الأمور اشتعالا بعدما نشرت القناة 12 الإسرائيلية مقطع فيديو مسربا يظهر عملية اغتصاب الأسير الفلسطيني داخل سديه تيمان، ويخرج أحد الملثمين على القناة 14 ليقول إنه أحد هؤلاء الذين تورطوا في هذه الجريمة.

وبدلا من الاعتراف بالخطأ، ألقى باللائمة على الصحافي "غاي بيليغ" الذي نشر الفيديو المسرب، ليكون هو نفسه بن شتريت.

نزع بن شتريت قناعه على حسابه على مواقع التواصل، وقال "انتهت الأيام التي نلتزم فيها الصمت، سنقف إلى جانب الحقيقة ونحن هنا من أجل أصدقائنا".