خليل المقدح.. ناقل أسلحة وقيادي بفتح ينسق مع حزب الله

المقدح هو عميد متقاعد في حركة فتح الفلسطينية، وهو شقيق اللواء في الحركة منير المقدح، وتكشف المعلومات أن عملية الاغتيال حصلت بعد خروج المقدح من منزل نجله في محلة الاسماعيلية الواقعة على مقربة من منطقتي المية ومية وعين الحلوة في صيدا.

مصادر بلينكس نفت ما أشيع عن أن المقدح كان يعقد اجتماعا مع قادة في حماس في صيدا، مشيرة إلى أن الاستهداف جاء عقب خروجه من منزل نجله بدقائق قليلة.

ويعد خليل المقدح أول مسؤول من فتح يتم اغتياله في لبنان خلال الحرب الحالية، علما أنه ينتمي إلى جناح عسكري يتبع لحركة فتح.

القناة 14 الإسرائيلية قالت إن المقدح كان ناشطا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما ذكرت أنه كان ينقل أسلحة من إيران إلى حزب الله.

مصادر مقربة من حركة فتح تحدثت عبر بلينكس بشرط عدم الكشف عن هويتها قائلة إن علاقة المقدح مع حزب الله قائمة انطلاقا من عمله العسكري في لبنان، وكونه ينتمي إلى كتائب "شهداء الأقصى" التي لديها أدوار قتالية في غزة والضفة الغربية.

وفق المصادر، فإنّ تنسيق المقدح مع الحزب يرتبط بنواح تسليحية ولوجستية، كما أنه قد لا يمنع حدوث تقارب بينه وبين خبراء إيرانيين، لكن القول إنه كان "ناشطا" في الحرس الثوري الإيراني هو أمر غير دقيق.

استهداف المقدح في صيدا يأتي في ذروة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب ضد لبنان، كما أنه يرتبط بالتحذيرات الإسرائيلية من تصاعد عمليات الفلسطينيين في الضفة الغربية.

الخبير العسكري اللبناني ناجي ملاعب تحدث عبر "بلينكس" شارحا دلالات استهداف المقدح وقال:

• حركة فتح أعربت عن استيائها من عملية الاغتيال، وما يتبين هو أن إسرائيل تسعى لنقل الوضع إلى مرحلة الحرب.

• المقدح كان من القادة البارزين على الساحة الفلسطينية وبالتالي فإن استهدافه له التأثير الكبير على الصعيد القتالي والقيادي.

• إسرائيل تسعى للقول من خلال استهداف القيادات الفلسطينية إنها لا تستثني أحدا.

• تل أبيب تقول أيضا إن كل من قاتلها سواء في الداخل الفلسطيني أو في لبنان، ستبادر إلى اغتياله.

بدوره، يتحدث القيادي في حركة فتح رفعت شناعة عبر بلينكس قائلا:

• عائلة المقدح تقدم المناضلين دائما ولها تاريخ كبير على الساحة الفلسطينية في لبنان.

• اغتيال المقدح له دلالة خطيرة ويؤكد على أن إسرائيل تسعى لقتل الفلسطينيين في لبنان وليس في غزة فقط.

• إسرائيل تسعى عبر الاغتيالات للانتقام من أي شخصية تواجهها سواء في لبنان أو خارجه.

• المؤكد هو أن إسرائيل لا تفرق بين أي فصيل فلسطيني وآخر، فهي تسعى لاستهداف الجميع.

ما تكشفه المعطيات هو أنّ خليل المقدح، وبصفته شقيق منير المقدح، كان له دوره في نقل أسلحة وعبوات ناسفة من لبنان إلى داخل الضفة الغربية.

أيضا، تكشف معلومات بلينكس أن المقدح كان يدير غرفة عمليات مركزية من صيدا للتواصل مع كتائب "شهداء الأقصى" في غزة، كما أنه يعتبر مسؤولا تنسيقيا مع مجموعات قتالية للكتائب ذاتها داخل الضفة الغربية.

والمقدح كان على علاقة مع حركة حماس، وقد ظهر هذا الأمر قبل ٧ أكتوبر.

بحسب المعلومات، فإنّ المقدح وشقيقه منير، كانا من الذين التزموا الحياد خلال معركة مخيم عين الحلوة في أغسطس وسبتمبر من العام 2023 بين فتح وتنظيمات أخرى، في حين أنهما كانا على تنسيق مع حماس، ومن داخل منطقتهما التي يسيطران عليها داخل المخيم.

مصادر بلينكس نفت أي دور لخليل المقدح خلال اشتباكات عين الحلوة، لكنه كان على تماس مع قيادة حماس داخل المخيم، وذلك انطلاقا من قاعدة التنسيق المشترك.

خلال شهر مارس الماضي، أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أنه ضبط كمية من الأسلحة كانت في طريقها إلى الضفة الغربية مصدرها إيران، مشيرا إلى أن شقيق خليل المقدح، منير المقدح، لديه مسؤوليات في نقل أسلحة من لبنان إلى الداخل الفلسطيني.

معلومات بلينكس من داخل مخيم عين الحلوة تفيد بأنّ المقدح توارى عن الأنظار لأكثر من 10 أشهر، إذ ترك منزله في منطقة المنشية داخل المخيم، وانتقل إلى نقطة غير معروفة.

مصادر بلينكس تقول أيضا إن المقدح رصد مؤخرا داخل مدينة صيدا خارج المخيم، علما أنه من المطلوبين لإسرائيل، وكان ينتقل من عين الحلوة إلى مناطق لبنانية أخرى بمواكبة رسمية لبنانية.