صراعات‎

وقود في البحر.. استهداف سونيون يعيد كابوس "صافر"

نشر

.

AFP & blinx

هجمة جديدة للحوثيين يمكن أن تقلب الحياة البحرية رأسا على عقب، مع استهداف السفينة "سونيون" التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام بـ٣ قذائف في عرض البحر الأحمر.

المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع، زعم أن السفينة تابعة لشركةٍ تتعاملُ مع إسرائيل وانتهكت قرار الحظر الذي أصدرناه.

في المقابل، قال متحدث باسم سلطة الموانئ اليونانية إن السفينة هي "سونيون" وترفع علم اليونان، وهي ناقلة نفط مملوكة لشركة "دلتا تانكرز" اليونانية للشحن.

وفي سياق متصل، دان وزير الشحن البحري اليوناني خريستوس ستيليانيدس الهجوم معتبرا أنه "يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا لأمن الملاحة الدولية".

السفينة سونيون. أ ب

لكن سريع لم يذكر في إفادته، مساء الخميس 22 أغسطس، الأضرار التي قد تنجم عن تسريب نفطي بهذا الحجم في مياه البحر الأحمر ومدى تأثيره على البيئة والإنسان، والمدة الزمنية التي قد تحتاج إليها للتعافي من حادث بهذا الحجم.

كيف يدمر تسريب النفط البيئة؟

بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر، أسبيدس، كانت أول من حذر من الأخطار البيئية التي تتبع هذا الهجوم، إذ قالت في تدوينة على موقع إكس ظهر الخميس 22 أغسطس: "تحمل سونيون 150 ألف طن من النفط الخام، وتمثل الآن خطرا ملاحيًا وبيئيًا".

التسربات النفطية يمكن أن تؤدي لتأثيرات سامة فورية وطويلة الأمد على البيئة والكائنات البحرية من خلال إتلاف خياشيمها وإعاقة التكاثر وتعطيل النمو والتطور، بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).

وبمجرد أن يتلامس النفط مع الشعاب المرجانية، فإنه قد يقتلها أو يعوق تكاثرها ونموها وسلوكها وتطورها، وقد يعاني النظام البيئي للشعاب المرجانية بالكامل من تسرب النفط، مما يؤثر على العديد من أنواع الأسماك وسرطانات البحر التي تعيش في الشعاب المرجانية وحولها، وفق مكتب الاستجابة والاستعادة الأميركي.

السفيرة البريطانية لدى اليمن، عابدة شريف، وصفت هجمات الحوثيين بأنها "غير قانونية ومتهورة"، داعية إياهم إلى وقف هذه الهجمات فورا.

لكن.. كم يستغرق الوقت للتعافي من أثر التسريب النفطي؟

الخطر الأكبر يكمن في الوقت الذي يستغرقه النظام البيئي للتعافي من التسرب النفطي، فقد تستغرق آثار التسرب الصغير 15 عاما حتى تختفي تماما، وغالبًا ما يتمثل الضرر الذي يسببه التسرب في انهيار وموت فوري لمجموعة واسعة من الكائنات البحرية.

فضلا عن تلوث المياه لسنوات متواصلة، ما يمنع تعافي النظام البيئي، وفق موقع شركة ماركلين المختص في التعامل مع التسريبات النفطية.

الخوف من تكرار "كابوس صافر"

في أغسطس 2023، كانت سفينة صافر، التي تحمل 1.1 مليون برميل نفط، وترسو قرب ميناء الحديدة في اليمن، معرضة للغرق أو الانفجار في أي لحظة.

الناقلة التي شيدت في عام 1976 كناقلة نفط عملاقة، وحُولت بعد عقد من الزمن لتصبح منشأة تخزين وتفريغ عائمة، دفعت الأمم المتحدة لتخصيص عملية لنقل شحنتها منها، إلى السفينة البديلة الآمنة "اليمن" (نوتيكا سابقا). وقد أدى نقل النفط إلى منع السيناريو الأسوأ في تاريخ المنطقة.

ولا تزال صافر تشكل تهديدا بيئيا حتى الآن، إذ تحتوي على بقايا زيت لزجة لا يمكن إزالتها إلا أثناء التنظيف النهائي، والذي من المخطط أن يتم خلال المرحلة الثانية من مشروع إنقاذ السفينة.

وحتى منتصف يناير 2024، ساهم المانحون والشركات الخاصة بمبلغ 129 مليون دولار وتعهدوا بتقديم 4 ملايين دولار إضافية من أصل 144 مليون دولار كانت ضرورية لتنفيذ المرحلة الطارئة والأخيرة من المشروع، وفق الأمم المتحدة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة