أحمد وحصار جنين.. من مسعف إلى "ديليفري خبز"

يحكي أحمد النوباني لبلينكس أنه منذ اليوم الأول وحتى الآن، يعمل مع زملائه المسعفين تحت الرصاص، في محاولة منهم لمساعدة الناس في المخيم في مهنتهم الأساسية وهي الإسعاف، إلا أن الظروف الحالية "فرضت عليهم إغاثة الأهالي".

يوضح المسعف أنه رغم التفتيش المستمر لمركبات الإسعاف أثناء دخولها للمخيم وخروجها، وتجريف الطرق وصعوبة الوصول، استطاع وفريقه الوصول لمناطق كثيرة في المخيم ومساعدة الأهالي، إما بتوفير طرق آمنة لهم للخروج والنزوح، أو من خلال توصيل المواد التموينية والخبز وصناديق المياه.

أما المناطق التي يمنع دخولهم إليها، مثل حي الدمج وشارع مهيوب، فقد حاول أحمد وزملائه الوصول إليها من خلال التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لكنهم لم يستطيعوا توفير المساعدة للجميع بسبب "قصر الوقت" الذي سمحت لهم إسرائيل بالدخول إلى هناك، على حد تعبيره.

بدورها تنظم القرى والمدن الفلسطينية حملات إغاثية تجمع من خلالها طرود إغاثية وتموينية وصناديق مياه وخبز لمساعدة الأهالي من مخيم جنين والحي الشرقي والمحتاجين في المدينة، بسبب الحصار المستمر على المخيم وإغلاق المحال التجارية وصعوبة التنقل بسبب تجريف وتدمير البنية التحتية والوضع المادي الصعب.

واستطاعت بعض العائلات الوصول للمراكز التي تتجمع بها المواد التموينية والغذائية، ونقلها إلى أطراف مدينة جنين وتسليمها للمسعفين الذين يحاولون توصيلها وتوزيعها على الأهالي.

ففي الطريق المؤدية من بلدة اليامون إلى جنين، كان الطفلان محمد محمود حمو وعبد الله ناصر حمو يقودان دراجة نارية محملة بالخبز، ويتجهان نحو المدينة لإيصال الخبز للمسعفين، وخلال الطريق لاحقتهما مركبات عسكرية إسرائيلية وأطلقت عليهما النار وقتلتهما.

"إحنا في الدمج، بدون ولا إشي محاصرين لليوم السابع"، في حديثه مع بلينكس يصف الشاب لؤي أبو صبيح من مخيم جنين الوضع في المخيم.

لم يخرج لؤي والذي يبلغ من العمر 32 عامًا من منزله، وظلَّ برفقة والدته التي تبلغ 56 عامًا في بيته في حي الدمج في مخيم جنين بالرغم من خروج عدد كبير من الأهالي من المخيم.

يوضح أبو صبيح أنّه لم تصله أية مساعدات تموينية حتى الآن، بسبب صعوبة وصول مركبات الإسعاف التي يقودها أحمد وباقي زملائه وتوصيلها إلى منطقته.

ومع انقطاع الكهرباء منذ 7 أيام يقول: "كلشي بالثلاجة خرب وإحنا عايشين على المعلبات"، فيما لم يتبق للعائلة إلا القليل من الماء المحفوظ في خزان البيت.

وليعرف أخبار المدينة، يخاطر أبو صبيح بحياته ويمشي تحت أعين القناصة لمنزل جيرانه كي يستطيع شحن هاتفه من خلال بطارية السيارة.

الفلسطينية رحاب أبو سرية، ظلت برفقة عائلتها المكونة من 8 أفراد في حي السمران داخل مخيم جنين.

تقول رحاب لبلينكس: "استطاعت الطواقم الطبية وسائقي عربات الإسعاف مساعدتنا بالخبز وصناديق المياه والمواد الغذائية والخضروات، وكان الوصول لحي السمران أسهل من الأحياء الأخرى".

رحاب التي شددت على استحالة خروجها من منزلها، قالت إنها وخلال الأيام الـ 7 اقتصدت في استهلاك الطعام واستخدام المياه هي وعائلتها لتحافظ على ما توفر منها لأطول فترة ممكنة.