صراعات
.
بعد اجتماع شهدته غازي عنتاب التركية قبل أيام، خرج صدام للعلن بين طرفين من المعارضة السورية، الأول يحمل صبغة حكومية، والآخر ذو هوية عسكرية فاعلة على الأرض، فما الذي جرى وما تداعيات ذلك على الأرض؟
يُعرف الطرف الأول بـ"الحكومة السورية المؤقتة" والآخر بفصيل "الجبهة الشامية" الذي ينضوي ضمن تحالف "الجيش الوطني السوري"، المدعوم تركيّاً.
وفي بيان نشره الفصيل بعد عودة قادته من الاجتماع أعلن وقف تعامله مع جبهة "الحكومة المؤقتة" التي يرأسها عبدالرحمن مصطفى، وطالب "الائتلاف السوري" المعارض بسحب الثقة منه بشكل كامل.
الاجتماع الذي شهدته المدينة التركية جمع أطرافا كثيرة من المعارضة السورية، الأربعاء، بينها "جبهة مصطفى"، و"الجبهة الشامية".
وجاء الاجتماع بهدف بحث قضايا عدة، أبرزها معبر "أبو الزندين" الذي فتح وأغلق مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، قبل أسبوعين.
وفي أثناء النقاشات تبادل مصطفى مع قادة "الجبهة الشامية" الاتهامات. ورد القادة في المقابل بالتحريض ضد حكومته، وبعد ذلك بيوم واحد نشروا البيان "الفاصل".
حتى الآن لا تُعرف مآلات الصدام الذي ترجمه بيان "الجبهة الشامية" التصعيدي ضد مصطفى.
ويشرح الباحث في شؤون الجماعات ما دون الدولة، عمار فرهود، أن "حالة تأسيس كل من الجبهة الشامية والحكومة المؤقتة مهمة جداً، بوصفها جذرا تاريخيا يتم البناء عليه".
ويوضح لبلينكس أن "الحكومة لم تنبثق من الفصائل المسلحة وإنما تشكلت في الخارج ثم دخلت لتمارس عملها في الداخل، وكذلك الفصائل لم تستطع إفراز جسم مدني منها ليقوم بالعمل الحكومي".
وجعلت هذه النشأة "حالة التلاؤم والتوافق التام بين الجسمين (العسكري-الحكومي) غير موجودة"، لأن كلا منهما يعتقد أن الآخر بحاجة إلى الآخر، وليس بأنه يُكمل الطرف الآخر ويلبي احتياجاته في قطاعه التخصصي.
ويضيف فرهود أن "حالات المفاصلة بين الجناح الحكومي والجناح العسكري ليست جديدة، والسبب أن كلا منهما لا يعرف بالضبط ما هي حقوقه وما هي واجباته وأين تنتهي حدوده".
وعلى أساس ذلك "يعتقد كل طرف منهما أن الطرف الآخر يجب أن يسير خلفه ويتلقى منه التعليمات لا أن يسير بجانبه ويتعاون معه في تنفيذ المهمات".
تتلقى "الحكومة المؤقتة" دعماً من تركيا ومن دول أخرى عن طريق المنح.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفصائل العسكرية التي تتبع لوزارة الدفاع التي يديرها مصطفى، ومن بينها "الجبهة الشامية".
ولم يصدر أي بيان تركي حول ما تشهده المنطقة من صدام.
ولا يعتقد الباحث فرهود أنه "ستكون هناك تداعيات خطيرة ستنتج عن الخلاف الحاصل وتصل إلى مرحلة الصدام، إلا إذا تدخلت أطراف عسكرية جديدة".
ويقول إن "كل طرف سيمارس الضغط على الطرف الآخر بكل الأدوات المتوفرة لديه، وعلى رأسها محاولة كسب الموقف التركي لصالحه باعتباره بيضة القبّان لتحصيل مكاسب لصالحه ولزيادة رصيده وإثبات شرعيته في الميدان".
في المقابل يرى الصحافي السوري، سامر العاني أن "مجريات الأمور وصلت إلى مرحلة اللاعودة".
وما سبق تعكسه ردود الفعل في الشارع، وردة فعل "الائتلاف" الذي طالب بعض ممثليه بحجب الثقة عن رئيس "الحكومة المؤقتة".
ويرجح العاني في حديثه لبلينكس، أن "تشهد الأسابيع المقبلة دعوة لاجتماع هيئة عامة طارئ لحجب الثقة عن حكومة عبدالرحمن مصطفى".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة