هذا هو حسن نصرالله

في منطقة الكارنتينا الفقيرة بشرق بيروت، وُلد حسن نصرالله عام 1960، لأب يدير متجرا للبقالة، قبل أن يفرّ مع أهله جنوبا مع الحرب الأهلية عام 1975، حيث انضم إلى حركة أمل.

في الحوزة الشيعية بالنجف العراقية، بدأ نصرالله حياته العلمية، قبل العودة للقتال مع حركة أمل، ليصبح قائدها في وادي البقاع، حتى اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982.

في هذا التوقيت، كانت ثمة حركة شيعية تتشكّل بفكر مرشد إيران حينها الخميني، لينسحب نصرالله وعدد من المسؤولين في حركة أمل إلى الحركة الجديدة الناشئة، لتعرف لاحقا باسم "حزب الله"، وتتصدر المشهد الشيعي في لبنان.

في نهاية الثمانينيات، ترقى نصرالله عسكريا داخل حزب الله، قبل أن يستكمل تعليمه الديني في قم الإيرانية، ليعود إلى لبنان عام 1989 قبيل نهاية الحرب الأهلية، وكانت قيادة التنظيم آنذاك منقسمة بين فصائل مختلفة، تفرّقت في ولائها بين سوريا وإيران.

وفي عام 1991، وبعد مفاوضات بين البلدين، عُيّن عباس الموسوي، الذي يُعد مواليا لسوريا، أمينا عاما للحزب، وفي المقابل تعزز موقف نصرالله الذي كان حليفا لإيران.

وتولّى نصرالله قيادة الحزب بعد مقتل سلفه عباس الموسوي بصاروخ إسرائيلي عام 1992.

ومنذ ذلك التاريخ، ظلّ نصرالله قائدا وحيدا للحزب، وشهد عدة جولات مع إسرائيل، كان أصعبها عند مقتل نجله هادي خلال قتال في عام 1997، حسب موسوعة بريتانيكا.

من بلدة بنت جبيل، الواقعة على حدود إسرائيل، وبعد يوم واحد من انسحاب جيشها، ألقى نصرالله كلمته، وقد قارب عمره على الأربعين عاما حينها، خطبة شهيرة، يشبّه فيها إسرائيل بأنها "أوهن مثل بيت العنكبوت".

من هذه اللحظة، نمت الذراع السياسية لحزب الله بجانب العسكرية.

ففي إطار المواجهة مع إسرائيل، رتّب نصرالله عملية تبادل للأسرى عام 2004، ثم شن عملية عسكرية عام 2006 أدت إلى حرب استمرت 34 يوما، ما منح الحزب المزيد من القوة السياسية داخل لبنان.

فعلى مستوى السياسة الداخلية، استطاع حزب الله لأول مرة عام 2005 حصد مقعدين داخل البرلمان اللبناني، ليبدأ في فرض نفسه سياسيا في الداخل، في أعقاب انسحاب سوريا من لبنان، ودخل في أزمة لاحقة مع حكومة فؤاد السنيورة، إذ طالبوا بمزيد من الحقائب، وانسحب وزراء متحالفون مع حزب الله.

وفي مايو 2008، بلغ التوتر ذروته، إذ كانت المساعي لتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله أساس المواجهة بين الأطراف في بيروت، وفي أعقابها حصل حزب الله على حق النقض، وحتى بعد خسارته البرلمانية في 2009 احتفظ بحق النقض بالتوافق مع سعد الحريري الذي تبنّت حكومته مشروع قانون يسمح لحزب الله بالاحتفاظ بأسلحته، بحسب نيويورك تايمز ومجلس العلاقات الدولية.

أما إقليميا، فقد شارك حزب الله في دعم الحكومة السورية إبان الحرب التي اندلعت عام 2012، وتعهد نصرالله عام 2013 في خطاب له بالبقاء في سوريا، ما دامت بقيت الحاجة لذلك.

وفي أعقاب الحرب التي اندلعت في غزة، بعد هجوم الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، بدأ حزب الله في تبادل القصف مع إسرائيل، فيما قال عنه نصرالله إنه يهدف إلى التخفيف عن غزة، إذ إنه جذب ثلث القوات الإسرائيلية، وأجبرته على إبقاء قوات له على الحدود مع لبنان.

في حوار له مع واشنطن بوست عام 2006، وصف نصرالله تشكّل معتقداته من خلال "ما حدث في فلسطين، وفي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وفي الجولان، وفي سيناء".

وأشار إلى أن ذلك، علّمه ورفاقه "أننا لا نستطيع الاعتماد على الأمم المتحدة"، وأن الطريقة الوحيدة المتاحة هي حمل السلاح.