"حرب الطاقة".. هل يتكرر سيناريو قصف الحديدة في العراق؟

رغم ما يقرب من 170 هجوما شنّتها الفصائل العراقية على إسرائيل وفق الإحصائيات الإسرائيلية، فإن أيًّا منها لم يقتل إسرائيليين، لكن ما حدث مؤخرا أن طائرة مسيرة "مقبلة من الشرق"، وفق وصف الجيش الإسرائيلي قتلت جنديين في الجولان المحتل.

يتشابه ذلك مع ما حدث في يوليو 2024، حين قتل إسرائيلي بانفجار مسيرة أطلقتها قوات الحوثي، بعد أكثر من 200 هجوم انطلق من جنوب البحر الأحمر إلى إسرائيل بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي اعتبر مقتل الإسرائيلي بمثابة تجاوز للخطوط الحمراء.

حينها ضربت إسرائيل ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين، وقال مسؤولون حوثيون حينها إن الغارة الإسرائيلية أصابت منشآت نفطية في الميناء ومحطات كهرباء تسببت في انقطاع التيار الكهربائي.

حينها، خرج تصريح غالانت "النيران المشتعلة الآن في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح"، مضيفا "الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بإسرائيلي قمنا بقصفهم وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".

وفي هذا السياق، أشار مسؤول إسرائيلي في تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن تل أبيب ستجد الرد المناسب على مقتل جندييه على يد مسيرة تابعة للفصائل العراقية، متابعا "من الواضح أن إيران تنشط كل الجبهات الممكنة، وعلينا أن نستعد لمزيد من المفاجآت".

وسط الحديث عن إمكانية استهداف إسرائيل للمنشآت النفطية الإيرانية في ردها على قصف طهران الصاروخي لها مطلع أكتوبر ٢٠٢٤، هدد المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقية المكنى على تلغرام بـ"أبو علي العسكري" بفقدان العالم ١٢ مليون برميل نفط يوميا إذا ما بدأت ما قال عنه "حرب الطاقة".

وتابع "إما أن ينعم الجميع بالخيرات، أو يُحرَم الجميع".

وفي المقابل تساءل عضو البرلمان العراقي سجاد سالم عبر حسابه على إكس إذا كان لدى من يهددون بحرب الطاقة تأمين رواتب شهرين فقط إذا وقعت الحرب وتوقف تصدير النفط العراقي.

من جانبه، يحذر المحلل السياسي، أحمد السراجي، من انزلاق العراق نحو مصير مجهول في ظل واقع اقتصادي هش، مشيرا إلى أن إدخال العراق في لعبة حرب الطاقة سيرجعه للمربع الأول ويهدد وجوده، لاسيما مع اعتماد الاقتصاد العراقي على الريعية في توفير الرواتب والمستلزمات الحياتية للشعب عبر بيع النفط.

وكان رئيس تجمع الفاو السياسي، زاخو عامر عبد الجبار، قد كشف في 29 سبتمبر الماضي، عن مقترح برلماني لتشكيل خلية أزمة أمنية اقتصادية، محذرا في الوقت ذاته من استهداف المواقع النفطية في العراق.

وقال عبدالجبار في تصريح صحافي سابق إن "مجموعة من النواب قدموا مقترحا للحكومة تشكيل خلية أزمة أمنية اقتصادية خشية من توسع الحرب الدائرة في المنطقة".

وأعرب عن وجود مخاوف من استهداف المواقع النفطية في العراق في ظل تراجع أسعار النفط، مؤكدا أن "توسع الحرب في المنطقة لا يصب في مصلحة أي دولة في المنطقة والعالم".

وبلغ إنتاج العراق من النفط نحو 4.4 ملايين برميل يوميا في عام 2023، بحسب موقع ستاتيستا، وهو أحد أكثر البلدان اعتمادا على النفط في العالم كمصدر للدخل.

وعلى مدى العقد الماضي، شكلت عائدات النفط أكثر من 99٪ من الصادرات، و85٪ من ميزانية الحكومة، و42٪ من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب البنك الدولي.

أما إيران، فتحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي والرابعة من حيث احتياطيات النفط الخام المؤكدة، ورغم التنوع النسبي الذي تتمتع به إيران كدولة مصدرة للنفط، فإن النشاط الاقتصادي والإيرادات الحكومية لا تزال تعتمد على عائدات النفط، بحسب البنك الدولي عام ٢٠٢٢.

في الوقت نفسه، فقد حققت صادرات النفط الإيرانية 35.8 مليار دولار في الفترة بين مارس 2023 و2024 بحسب تصريح لرئيس الجمارك الإيرانية، محمد رضواني فر نقلته رويترز.

في جانب آخر، حضّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل، الجمعة، على عدم استهداف منشآت نفطية إيرانية مشددا على ضرورة ألا ينسى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دعم واشنطن لدى اتخاذه الخطوات المقبلة، بحسب فرانس برس.

وقال بايدن "لو كنت مكانهم، كنت سأفكر ببدائل غير ضرب حقول النفط".

حتى 25 سبتمبر 2024، نفذت الفصائل العراقية ١٦٧ هجوما على إسرائيل، كان معظمها عبر الطائرات المسيرة بنسبة 75% من الهجمات، وأعلن الجيش الإسرائيلي صد ٤١ منها.

وخلال شهر سبتمبر، اعترض الجيش الإسرائيلي أهدافا جوية أطلقت من العراق 13 مرة، وهو ما يمثل 72% من الهجمات الـ18 المسجلة، وبوجه عام، ففي حالتين فقط، تمكنت الطائرات من دون طيار من ضرب مدرسة في إيلات، 9 نوفمبر 2023، وقاعدة للجيش الإسرائيلي، 1 أبريل 2024، بحسب مركز ألما البحثي الإسرائيلي.

وتستخدم الفصائل العراقية هذه الأسلحة، بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في الهجوم على إسرائيل:

1. صواريخ "الأرقب" المرتبطة بـ"كتائب حزب الله"
2. الاستخدام المتخصص للطائرات المسيرة من نوع "كه إيه إس-04" المرتبطة بـ"كتائب حزب الله"
3. تركز حركة "حزب الله النجباء" على شن هجمات باستخدام الطائرات المسيرة "شاهد-101"