صراعات
.
أيام قليلة مرت على اكتمال العام الأول من الحرب التي بدأت بهجوم لفصائل فلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، لتعقبها ضربات إسرائيلية وصلت إلى عدد من الجبهات في الشرق الأوسط، وسط ترقب وتخوف لتصبح حربا شاملة في المنطقة.
خلال هذه الحرب، توسعت جبهات القتال، وأصبحت أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ وجودها عام ١٩٤٨، في وقت يتوقع محللون حلول الذكرى الثانية لها وهي مستمرة لقدرة الأطراف المختلفة على القتال، لتبقى حرب الـ7 جبهات، مفيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمحو ارتباط اسمه بما حل بالإسرائيليين في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، مدعوما بالمتطرفين الذين يسعون إلى "الحرب الكبرى".. فلماذا تطول حرب الجبهات الـ7؟
يحدد المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في ستراتفور رايان بول أسبابا تجعل احتمالية امتداد الحرب لسنة ثانية واردة تتمثل في الآتي:
بالنسبة لإسرائيل:
بالنسبة لحماس:
بالنسبة لحزب الله:
بالنسبة لبقية "المحور":
بالنسبة لإيران:
مطلع خمسينيات القرن العشرين، وضع أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، "عقيدة دفاعية" لإسرائيل تقوم على ٣ ركائز، بحسب المكتبة اليهودية، هي:
إضافة إلى ذلك، فإن الاستراتيجية الإسرائيلية كانت تقوم، بحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، على "نقل الحرب إلى أراضي العدو، وإذا أمكن، تنفيذ هجوم استباقي"، وكذلك شن حرب خاطفة التي حدثت في ١٩٦٧، لكن الحرب الدائرة حاليا هي أطول الحروب في تاريخ إسرائيل بعد حرب ١٩٤٨ التي استمرت تسعة أشهر، ليغير نتنياهو ما أرساه بن غوريون وصارت عليه القدرات العسكرية لإسرائيل.
يشجع نتنياهو على ذلك، وجود المتطرفين في حكومته من أمثال وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، الذين يريدون "حربا كبرى" لحسم الصراع، بحسب وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق والسياسي اليميني، موشيه يعالون.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة يرفض الوزيران أي صفقة تبادل أسرى توقف الحرب بأي شكل من الأشكال، وضغطا على نتنياهو أيضا من أجل توسيع رقعة الحرب للبنان وإيران والضفة الغربية.
في الوقت نفسه، فإن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب ليقل ارتباطه في ذاكرة الشارع الإسرائيلي بهجوم الفصائل الفلسطينية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بحسب الجنرال المتقاعد غيورا، آيلاند على هآارتس.
ويشير غيورا إلى أن رئيس الوزراء ربما يقول لنفسه "سأطيل أمد الحرب لعامين أو 3 أعوام أخرى، وسأحقق النصر الكامل على الجبهات كافة، وسأصبح الشخص الذي أنقذ إسرائيل".
حين اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليحدد هدف الحرب في غزة باستعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس، وبعد قرابة العام على منصة الأمم المتحدة عاد إلى قاعة تركها غالبية الحضور لدى دخوله ليقول إن إسرائيل تحارب على ٧ جبهات.
فمن الحرب في غزة، توسع الأمر إلى لبنان ومواجهة مع حزب الله، وضربات من الحوثيين في اليمن وفصائل عراقية ومخاوف من تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، من أجل ذلك يطرح التساؤل إن كان يمكن لإسرائيل الخروج من هذه الحرب باستراتيجية جديدة.
في هذا الصدد، يرى العميد الإسرائيلي المتقاعد، آساف أوريون، الذي يشغل الآن منصب زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن "إسرائيل عادت لما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، لكن العمليات العسكرية كانت "لعبة طويلة" بلا نتيجة واضحة".
يشير أوريون، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن الحيلة "تكمن في إيجاد مخرج قبل نقطة التحول التي قد تبدأ فيها الأمور في التدهور"، لكن "لازلنا حاليا في منتصف الفيلم"، بحسبه.
ورغم نجاح نتنياهو في تحقيق إنجازات تكتيكية فإن هدفه المتمثل في تغيير المنطقة بصورة دائمة قد لا يتحقق، وفقا لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد ستيفين والت على فورين بوليسي للأسباب الآتية:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة