٧ جبهات.. هل تستمر الحرب حتى الذكرى الثانية؟

يحدد المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في ستراتفور رايان بول أسبابا تجعل احتمالية امتداد الحرب لسنة ثانية واردة تتمثل في الآتي:

بالنسبة لإسرائيل:

• لم تصل إسرائيل بعد إلى نقطة الانهيار الاقتصادي أو العسكري أو الدبلوماسي التي قد تجبرها على التوقف.
• رغم خسائرها العسكرية الكبيرة، لكنها تبدو ضئيلة مقارنة بحربي 1967 و1973.
• لم تبد الولايات المتحدة وألمانيا أي استعدادات لتقليص المساعدات العسكرية بصورة كبيرة.
• داخليا، ضعف المعارضة اليسارية سيؤدي إلى صعود حكومة يمينية متشددة تتبع نفس السياسة الحالية.
• أصبح معظم الإسرائيليين متشددين، ولديهم الموارد الجيوسياسية للعمل وفقا لذلك لأشهر عدة مقبلة.

بالنسبة لحماس:

• تعاني من أضرار كبيرة لكنها لم تكسر.
• لديها القدرة على التجدد في الأزقة ومخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان.
• الضغط العسكري الإسرائيلي وحده لن يمنعها من استمرار العمل.
• تمكنها من إطلاق عدد قليل من الصواريخ نحو إسرائيل يكفيها للاستمرار.

بالنسبة لحزب الله:

• رغم الضغط العسكري واغتيال زعيم الجماعة حسن نصرالله فإنه يتعافى.
• حزب الله يتمتع بالقدرة على تحمل الخسائر والقدرة على التجدد.
• ما دام يحتفظ بخطوط الإمداد إلى إيران ولديه عدد من المجندين بين الشيعة في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، فمن المرجح أن يستمر في مواجهة إسرائيل.

بالنسبة لبقية "المحور":

• الفصائل في العراق وسوريا تخوض حربا عن بعد مع إسرائيل، كذلك الأمر بالنسبة لجماعة الحوثي.
• الحوثيون: إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا لا يهتمون بتغيير موقف الحوثيين من الحرب في اليمن.
• الفصائل السورية: تحملت حملة جوية إسرائيلية على مدار عقود، ومستعدة أيضا لمزيد من الصراع.
• الفصائل العراقية: حذرة من زعزعة استقرار مواقعها داخليا في العراق، لكنها تضرب أهدافا إسرائيلية بشكل متقطع.

بالنسبة لإيران:

• هجمات إيران الصاروخية في أبريل وأكتوبر تشير إلى تصعيد مدروس.
• إيران تحاول إبقاء الصراع ضمن حدود الهجمات على الأهداف العسكرية من دون اعتبار للتأثير.
• إيران ليست مهددة بالغزو البري.
• طهران لم تستغل ترسانتها من الصواريخ والطائرات المسيرة والقذائف بشكل كبير حتى الآن.

مطلع خمسينيات القرن العشرين، وضع أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، "عقيدة دفاعية" لإسرائيل تقوم على ٣ ركائز، بحسب المكتبة اليهودية، هي:

1. الردع
2. الإنذار المبكر
3. القوة الهجومية.

إضافة إلى ذلك، فإن الاستراتيجية الإسرائيلية كانت تقوم، بحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، على "نقل الحرب إلى أراضي العدو، وإذا أمكن، تنفيذ هجوم استباقي"، وكذلك شن حرب خاطفة التي حدثت في ١٩٦٧، لكن الحرب الدائرة حاليا هي أطول الحروب في تاريخ إسرائيل بعد حرب ١٩٤٨ التي استمرت تسعة أشهر، ليغير نتنياهو ما أرساه بن غوريون وصارت عليه القدرات العسكرية لإسرائيل.

يشجع نتنياهو على ذلك، وجود المتطرفين في حكومته من أمثال وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، الذين يريدون "حربا كبرى" لحسم الصراع، بحسب وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق والسياسي اليميني، موشيه يعالون.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة يرفض الوزيران أي صفقة تبادل أسرى توقف الحرب بأي شكل من الأشكال، وضغطا على نتنياهو أيضا من أجل توسيع رقعة الحرب للبنان وإيران والضفة الغربية.

في الوقت نفسه، فإن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب ليقل ارتباطه في ذاكرة الشارع الإسرائيلي بهجوم الفصائل الفلسطينية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بحسب الجنرال المتقاعد غيورا، آيلاند على هآارتس.

ويشير غيورا إلى أن رئيس الوزراء ربما يقول لنفسه "سأطيل أمد الحرب لعامين أو 3 أعوام أخرى، وسأحقق النصر الكامل على الجبهات كافة، وسأصبح الشخص الذي أنقذ إسرائيل".

حين اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليحدد هدف الحرب في غزة باستعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس، وبعد قرابة العام على منصة الأمم المتحدة عاد إلى قاعة تركها غالبية الحضور لدى دخوله ليقول إن إسرائيل تحارب على ٧ جبهات.

فمن الحرب في غزة، توسع الأمر إلى لبنان ومواجهة مع حزب الله، وضربات من الحوثيين في اليمن وفصائل عراقية ومخاوف من تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، من أجل ذلك يطرح التساؤل إن كان يمكن لإسرائيل الخروج من هذه الحرب باستراتيجية جديدة.

في هذا الصدد، يرى العميد الإسرائيلي المتقاعد، آساف أوريون، الذي يشغل الآن منصب زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن "إسرائيل عادت لما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، لكن العمليات العسكرية كانت "لعبة طويلة" بلا نتيجة واضحة".

يشير أوريون، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن الحيلة "تكمن في إيجاد مخرج قبل نقطة التحول التي قد تبدأ فيها الأمور في التدهور"، لكن "لازلنا حاليا في منتصف الفيلم"، بحسبه.

ورغم نجاح نتنياهو في تحقيق إنجازات تكتيكية فإن هدفه المتمثل في تغيير المنطقة بصورة دائمة قد لا يتحقق، وفقا لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد ستيفين والت على فورين بوليسي للأسباب الآتية:

1. الأضرار التي لحقت بما يعرف بـ"محور إيران" لن تنهيه، وسوف تزداد رغبتهم في الانتقام في أعقاب أحداث العام الماضي.
2. الفلسطينيون ليس لديهم خيارات كثيرة سوى الاستمرار في "محاولة مقاومة" ما تفعله إسرائيل بهم، خاصة مع إغلاق نتنياهو احتمالات تقديم بدائل جذابة.
3. الأحداث الأخيرة تزيد من احتمالات أن تقرر طهران تجاوز كونها دولة نووية كامنة وبناء ترسانة نووية إيرانية، ما يزيد احتمالات اندلاع حرب إقليمية.
4. زيادة عزلة إسرائيل الجيوسياسية وقد تتعرض علاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة للخطر.
5. داخل إسرائيل، مع صعود اليمين المتطرف حلفاء نتنياهو أصحاب رؤية مستقبلية متشددة لإسرائيل، قد يرغب المعتدلون والعلمانيون، أساس القطاعات التكنولوجية العالية، في الرحيل.