إسرائيل تحاول ضرب بنية حزب الله.. وبيئته؟

في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٤، خرج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ليعلن نية قصف مقار جمعيات "القرض الحسن" التابعة لحزب الله، بزعم أنها تسهم في تمويل أنشطته مثل" "التسلح، وشراء المنشآت لغرض تخزين الوسائل القتالية، وإنشاء مواقع الإطلاق، وتمويل أجور عناصر التنظيم".

في أعقاب ذلك، شنت إسرائيل ما يصل لـ١٥ غارات متعددة في أنحاء لبنان، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام وفرانس برس.

وتمتلك المؤسسة المالية المرتبطة بحزب الله أكثر من 30 فرعا في أنحاء لبنان منها 15 فرعا في ضاحية بيروت الجنوبية، وتقول الولايات المتحدة إن حزب الله المدعوم من إيران يستخدم الجمعية في إدارة شؤونه المالية، بحسب رويترز.

ورغم الاتهامات الأميركية، الرسمية، بتبييض الأموال، فإن القروض الممولة من الجمعية واصلت نموها بالرغم من العقوبات، وارتفعت من 76.5 مليون دولار في عام 2007 إلى 467 مليون دولار في عام 2018 و480 مليون دولار في عام 2019.

ووصلت قيمة المعاملات الإجمالية للجمعية منذ العام 1983 حتى نهاية العام 2019 إلى 3.5 مليار دولار.

ولذلك، يمكن القول إن لإسرائيل هدفين من هذا الاستهداف أحدهما معلن والآخر خفي:

• الهدف المعلن لهذه الضربة جاءت على لسان الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي الذي زعم أن "جمعية القرض الحسن تشارك بتمويل النشاطات الإرهابية لمنظمة حزب الله ضد إسرائيل"، بحسب وصفه.
• الهدف غير المعلن قاله مسؤول استخباراتي لصحيفة وول ستريت جورنال، حيث اعتبر أن "الغرض الآخر من الضربات هو تقليص الثقة بين حزب الله وبيئته ومجتمعه الذي يستخدم هذه الجمعية كنظام مصرفي".

أما الهدف الخفي فيدعمه ما قالته مصادر لبلينكس في وقت سابق، مع وجود مخاوف من سيناريو تبخّر تلك الأموال واردة، لا سيما في حال تعرض مؤسسات الحزب لانتكاسات أو لتدمير خلال أي حرب محتملة مع إسرائيل.

وقال مصدر مالي لبناني، اشترط عدم الكشف عن اسمه، لبلينكس في وقت سابق، إن أي ضربة تطول مؤسسات الحزب قد تهدد أموال القرض الحسن واستثماراته، وبالتالي فقدان شريحة من اللبنانيين أموالهم مثلما حصل مع الإيداعات في المصارف التجارية عام 2019.

في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، استهدفت إسرائيل في شهر واحد عددا من شخصيات حزب الله، لكن آخرهم من قالت عنه إنه قائد الوحدة 4400 "المسؤولة عن التحويلات المالية لحزب الله" والتي يتمّ الحصول عليها بشكل خاص من بيع النفط الإيراني.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنّ القتيل الذي لم يسمّه هو "لقد قضينا عليه (...) قبل ساعات قليلة في سوريا".

هذا القائد الذي لم تسمه، هو خليفة محمد جعفر قصير الذي كان ملقّبا الشيخ صلاح والذي "تولى على مدار سنوات إدارة مصدر الدخل الرئيسي للتنظيم".

وأضاف هاغاري أنّ الشيخ صلاح "قضت عليه" إسرائيل "في هجوم محدّد الهدف" في بيروت في مطلع أكتوبر الجاري.

وبحسب هاغاري فإنّ الوحدة 4400 مسؤولة بشكل خاص عن عملية نقل النفط الإيراني الذي يتم تفريغه أولا في سوريا قبل أن يعاد بيعه في لبنان.

في فيديو له، شرح أفيخاي أدرعي مزاعم حول كيفية حصول حزب الله على الأموال بالإشارة إلى 3 مؤسسات هي:

1. المؤسسات الصحية.
2. المؤسسات التعليمية.
3. البطاقات الاجتماعية.

أما المؤسسات الصحية مثلا فتزعم إسرائيل وجود مئات الملايين من الدولارات بالعملات الورقية والذهب تحت مستشفى الساحل في حارة حريك لاستخدامها لتمويل أنشطته.

أما البطاقات الاجتماعية، مثل نور وسجاد، فقد سرت شائعات أن حاملي النوع الأول مكالمات أثارت الرعب مطلع أكتوبر ٢٠٢٤، فتحدث نشطاء عن اتصالات وصفوها بـ"المشبوهة"، وقالوا إن أشخاصا حاولوا الاطلاع على بيانات مرتبطة ببطاقتي "نور" و"سجاد" ولمعرفة ما إذا كان حاملوها قد استفادوا حقا منها خلال نزوحهم من الجنوب والبقاع إلى مناطق لبنانية أخرى.

وقالت وسائل إعلامية لبنانية حينها إن البعض تخلى عن هذه البطاقات فيما قام البعض الآخر بإتلافها.

"بلينكس" تواصلت حينها مع عدد من الأشخاص الذين يحملون بطاقات "سجاد"، فنفوا تلقيهم أي اتصالات غريبة بشأنها، وقالوا إن "هناك إشاعات أثارت بلبلة لكن تم نفيها فورا".

وقال علي غزلة من بلدة عدلون لبلينكس إنه لم يتلق أي اتصال بشأن بطاقة "ساجد"، مشيرا إلى أنه لم يستغن عنها كونه يستفيد منها مع عائلته في المراكز التموينية والاستهلاكية.