"ذخائر مدافع".. ماذا ستفعل الكوريتان في حرب أوكرانيا؟

يقول ليم إيول-تشول، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى في سيول، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن القوات الخاصة الكورية الشمالية تتدرب على "الانتشار في عمق أراضي العدو"، وفق تعبيره.

ويضيف: "هدفهم عموما هو التسلل إلى الخطوط الخلفية وضرب منشآت رئيسية وتنفيذ عمليات تخريبية".

من جهته، يتحدث رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، عن وصول وشيك لأول دفعة من الجنود الكوريين الشماليين إلى منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا. وسيطرت كييف على عدة مئات من الكيلومترات المربعة في المنطقة، منذ أن شنّت هجوما مفاجئا باتجاهها في بداية أغسطس.

ويعتقد البروفيسور ليم أن منطقة كورسك "تتكون بشكل رئيسي من السهول، ومن الممكن أن كيم جونغ أون أرسلهم ليكونوا بمثابة ذخائر للمدافع على خط المواجهة".

ويرى أن دورهم "سيكون على الأرجح تعطيل وعزل القوات الأوكرانية في العمق وتقديم الدعم للجنود الروس".

بما أن منطقة كورسك أرض روسية، فإن الزعيم الكوري الشمالي يمكنه "الدفاع عن نشرهم بالقول إنه يساعد روسيا على صد عدوان أوكراني"، كما يشير فلاديمير تيخونوف، المتخصص في القضايا الكورية في جامعة أوسلو.

في الوقت نفسه، فإن "روسيا تعاني نقصا حادا في القوات على الجبهة"، بحسب تيخونوف، وبالتالي فإن الكوريين الشماليين يمكنهم تولي مهام خلف الجبهة "ما يسمح بإرسال الجنود الروس، الذين كانوا مشغولين سابقا باللوجستيات، إلى الجبهة".

يأتي ذلك، بالتزامن مع تصديق البرلمان الروسي على اتفاقية شراكة واسعة النطاق مع كوريا الشمالية، والتي من شأنها نقل التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية إلى مستوى جديد، إذ تنص على أنهما ستُقدِّمان المساعدة المتبادلة، في حال تعرّض أي مِن البلدين للهجوم.

وكان التصديق هو المرحلة النهائية للاتفاقية التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في بيونغ يانغ في يونيو 2024.

بالنسبة إلى موسكو، يمكن أن يشكل هذا الانتشار أيضا اختبارا بعد أكثر من عامين ونصف العام من الحرب، من أجل "قياس رد فعل الناتو أو المجتمع الدولي" على مشاركة جهات جديدة، كما يعتقد لي دونغ-غيو، الباحث في معهد آسان ومقره في سول.

بينما وصلت العلاقات بين بيونغ يانغ وسيول إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، ردت السلطات الكورية الجنوبية بقوة وحذّرت من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي.

إلى جانب نظيره البولندي أندريه دودا، قال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، في العاصمة سيول، إن بلاده "يمكن أن تكون أكثر مرونة ونراجع 'توريد الأسلحة الفتاكة'، اعتمادا على أنشطة الجيش الكوري الشمالي".

وتابع "سندعم أوكرانيا أيضا في كل مرحلة، ونراجع وننفذ الإجراءات اللازمة لأمن شبه الجزيرة الكورية"، بحسب صحيفة تشوسون اليومية الكورية الجنوبية.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية عام 2022، لا تقدم سيول مساعدات فتاكة إلى كييف، رغم أنها أحد المصدرين الرئيسيين للأسلحة على الساحة الدولية، وتحتل المرتبة العاشرة عالميا، إذ تسهم بنسبة 2% خلال الفترة بين 2019 و2023، بحسب معهد ستوكهولم لدراسات السلام.

على الجانب الآخر، فإن سيول قد صدرت أسلحة إلى بولندا في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية لتعزيز قدراتها الدفاعية، إذ وردت لها أسلحة بقيمة 12.4 مليار دولار أميركي، بحسب يونهاب، كالآتي:

• دبابات "K2".
• مدافع "هاوتزر"، ذاتية الدفع من طراز "K9".
• طائرات هجومية خفيفة من طراز "FA-50".
• قاذفات صواريخ متعددة من طراز "تشونمو".

في الجانب الآخر، يشير الخبراء إلى اتجاه سيول بالفعل لتسليح أوكرانيا، فيقول المسؤول السابق في الاستخبارات، تشوي غي-إيل، في تصريح لوكالة "فرانس برس": "بالنظر إلى الشفافية التي نشرت بها الاستخبارات (الكورية الجنوبية) معلوماتها بشأن الانتشار الكوري الشمالي، يبدو أن الحكومة قررت الالتزام بدعم كييف عسكريا".

ووفق هان كوون-هي من جمعية دراسات صناعة الدفاع الكورية، يمكن أن يكون الدعم في هيئة أسلحة دفاعية في المقام الأول، مثل صواريخ أرض جو التي توجد لدى سيول كميات كبيرة منها.

تقول الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكوريا الجنوبية إن الآلاف من جنود كوريا الشمالية تم نشرهم في روسيا للتدريب. وقد نفت بيونغ يانغ "الشائعات"، فيما اكتفت روسيا بالإجابات المراوغة.

وفقا للاستخبارات الكورية الجنوبية، غادرت طلائع قوات النخبة إلى فلاديفوستوك في بداية أكتوبر، ويتدرب حاليا 3000 كوري شمالي في قواعد عسكرية عدة في الشرق الأقصى الروسي، مرتدين الزي الروسي.

ومن المتوقع أن يتبعهم آلاف آخرون، بحسب المصدر نفسه.

سيتقاضى كل جندي نحو 2000 دولار شهريا، أي أكثر من متوسط الراتب السنوي في كوريا الشمالية، وتجنّد روسيا حاليا مترجمين لتدريب الجنود على التعامل مع الطائرات المسيّرة والمعدات عالية التقنية، وفق استخبارات كوريا الجنوبية.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، كيم يونغ هيون، إن هؤلاء الجنود ستستخدمهم روسيا "مرتزقة وذخائر مدافع"، مضيفا "لقد باع كيم جونغ أون جنوده ببساطة".