سرقة تحت القصف.. "الطريق مقطوع" في الضاحية لحماية الممتلكات

ما إن تدخل إلى نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت حتى ترى طرقات مقفلة تماما لا يمكن لأحد المرور منها.

على طريق المطار وبمحاذاة مبنى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، باتت الطريق التي تؤدي إلى مستشفى بهمن مقفلة، علما أن النقطة المحاذية للمستشفى شهدت يوم 31 يوليو غارة إسرائيلية استهدفت القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر.

في ذات المنطقة "مفترقٌ" لطريق تؤدي إلى الضاحية، ومنه يمكن الوصول إلى منطقة بهمن. أيضا، المسرب مقفل بعوائق حديدية، ومن هناك يمكن الوصول إلى مجمع المباني الذي كان يمكث ضمنه أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله لحظة اغتياله بقصف إسرائيلي يوم 27 سبتمبر.

هذه المداخل أساسية بالنسبة للضاحية، فيما يبقى هناك مسرب واحد أساسي يمكن سلوكه باتجاه جسر الحازمية وصولا إلى بعبدا. في تلك النقطة، ستمر بحاجز للجيش اللبناني ويمكن أن تشاهد مباني الضاحية من اليمين والشمال.

أيضا وفي محيط كنيسة مار مخايل المحاذية لمنطقة الشياح، باتت الطريق نحو حارة حريك مقفلة، خاصة أن هاتين المنطقتين تتعرضان لقصف عنيف آخره كان، الأحد.

ما إن تمر بجانب مطعم الجواد ذائع الصيت في المنطقة حتى سترى أمامك "عوائق حديدية" مكتوب عليها "الطريق مقطوع"، ما يجعل الوصول إلى مناطق الضاحية بمثابة أمر غير متاح على الإطلاق.

مصادر بلينكس في اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية قالت إن خطة إقفال المداخل تمت بتوافق بين مختلف البلديات بهدف حماية المنازل، مشيرة إلى أن هذا الأمر حصل مؤخرا بعد تزايد السرقات داخل الضاحية وازدياد شكاوى المواطنين إزاء ذلك.

من ناحيته، يقول مصدر أمني لبناني لبلينكس إن الخطة في الضاحية حصلت بالتنسيق مع أجهزة الأمن فيما الهدف هو حصر المداخل الأساسية التي يمكن للمواطنين أصحاب المنازل، الدخول والخروج من خلالها.

ما إن تقترب سيارة من المداخل المقفلة، حتى يُفاجئ السائق بـ"ضوء ليزر أخضر" يُصوّب باتجاهه من دون معرفة مصدره.

لا يقترب أحد من السيارة، فكل ما في الأمر هو أن المركبة ستعود أدراجها وتخرج من المنطقة.. ولكن من الذي يتواجد هناك وسط خطر القصف؟

في مختلف أحياء الضاحية، شبان يتوزعون ضمن نقاط مختلفة خاصة خلال فترات الليل، وتقول معلومات بلينكس إن حزب الله نشر عناصره في أحياء عدة، عدّتهم الأساسية "دراجة نارية وهواتف محمولة للتواصل".

أيضا، فإن النقاط العسكرية التابعة للجيش اللبناني باتت فارغة خاصة في منطقتي الغبيري والطريق المؤدية إلى كنيسة مار مخايل.

مصدر عسكريّ لبناني يقول لبلينكس إنه تم نقل العسكريين من النقاط والحواجز حفاظا على سلامتهم بسبب القصف، مشيرا إلى أنه تم توزيع هؤلاء العناصر على مراكز أخرى على أطراف الضاحية ولاسيما في منطقة الجامعة اللبنانية في الحدت.

رئيس بلدية الغبيري معن الخليل قال في تصريح لوسائل إعلام لبنانية إنه يتم تسيير دوريات من اتحاد البلديات لمراقبة المناطق في الضاحية، مشيرا إلى أن هناك بعض المنافذ المحددة يمكن للمواطنين المرور منها، فيما الخطوات التي اتخذت لا تؤثر على حركة المواطنين خلال عمليات إخلاء المنازل عند ورود إنذارات إسرائيلية.

رغم الانتشار الكثيف لعناصر حزب الله في الضاحية منذ بدء قصفها في سبتمبر، بقيت حوادث السرقة مستمرة وطالت منازل عدة.

المواطن علي (تحفظ عن ذكر اسمه الكامل) يقول لبلينكس إنه اكتشف محاولة أشخاص مجهولين خلع باب منزله في منطقة الليلكي التي تتعرَّض للقصف الإسرائيلي بشكل مستمر.

سيدة أيضا تُدعى "فاطمة.م" تكشف لبلينكس أن منزلها في الغبيري تعرض للسرقة، وتقول "أواني الطبخ فُقدت بأكملها كما أن ملابس كثيرة أيضا باتت غير موجودة".

من جهته، يقول المواطن أحمد ناصر الدين الذي يقطن في الضاحية إن إغلاق مداخل المنطقة مهم جدا لمنع السرقات، مشيرا في حديث مع بلينكس إلى أنه سمع مرارا من جيرانه عن حصول سرقات من منازل مختلفة. ويضيف "منازلنا مشرّعة أمام السارقين، ولهذا السبب يجب حماية ما تبقى فيها هذا إن بقيت على حالها وسط القصف العنيف والمستمر".

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أوقف عدد من السارقين الذين حاولوا سرقة منازل في الضاحية، وانتشرت مقاطع فيديو وصور لهم تظهرُ قيام شبان بربطهم على أعمدة الإنارة وتحديدا في منطقة الغبيري.

أيضا في منطقة الشياح، تم توقيف سارقين حاولوا الدخول إلى منازل عدة، وقد أقدم شبان من المنطقة على ضربهم وصعقهم بالكهرباء.