صراعات‎

الفصائل تسيطر على حماة.. فما أهمية المدينة؟ خبراء يجيبون لبلينكس

نشر
Turkey-blinx

انسحب الجيش السوري، الخميس 5 ديسمبر 2024، من مدينة حماة، وفق ما أفادت وزارة الدفاع السورية، التي أوضحت أنه "على مدى الأيام الماضية، خاض الجيش السوري معارك ضارية لصد وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية التي شنتها الفصائل المسلحة على مدينة حماة من مختلف المحاور وبأعداد ضخمة".

لكن، خلال الساعات الماضية اشتدت المواجهات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، "لذلك حفاظا على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة ولعدم زجهم في المعارك داخل المدن، أعاد الجيش السوري تموضعه خارج المدينة"، حسب بيان الوزارة.

قبل ذلك بساعات، كانت المعطيات العسكرية الميدانية في محيط حماة تذهب باتجاه أن الفصائل المسلحة دخلت أحياء هذه المدينة السورية من الجهة الشرقية، وهو ما أكده وقتها بيان رسمي وشبان يقيمون في حي الأربعين لبلينكس. فما أهمية هذه المدينة؟ وماذا تعني السيطرة عليها؟

"كل الطرق تمر من حماة"

نظرا لموقعها وسط سوريا، تعتبر حماة نقطة محورية تربط الشمال، حلب وإدلب، والجنوب، دمشق، والشرق، الرقة ودير الزور، والغرب، اللاذقية وطرطوس.

ويجعلها هذا الموقع، حلقة وصل رئيسية لخطوط الإمداد والتحركات العسكرية، لكلا الطرفين، المهاجم والمدافع.

ورغم أن كل المدن الواقعة على طريق دمشق- حلب ذات أهمية استراتيجية عالية، تكتسب حماة وجارتها حمص جنوبا "قيمة استثنائية"، وفق الخبير العسكري، إسماعيل أيوب.

ويقول لبلينكس: "حماة وحمص هما الأهم بسبب الارتباط بمنطقة الساحل. هناك طريق دولي بين حماة واللاذقية وبين حمص وطرطوس".

كما تتميز حماة وحمص بتقاطع الطرق داخلهما، بالاتجاهات كافة، ويضيف أيوب: "المدينتان تشكلان تصالب طرق استراتيجي مهم جدا".

ما قيمة حماة عسكريا؟

السيطرة على حماة بحسب الخبير أيوب، تعني التحكم بطرق الإمداد بين الشمال والجنوب، وبين الغرب والشرق، وهو أمر ضروري لأي طرف عسكري.

ويضيف أن العامل الأهم بعد سيطرة الفصائل على حماة هو أن هذه الجهات العسكرية "ستتمكن من قطع الطرق الواصلة من داخل البلاد إلى الساحل. وهذه نقطة الأهمية القصوى"، على حد تعبيره.

كما يوضح أن سيطرة الفصائل المسلحة على حماة، يعني أن كامل الريف الشمالي لحمص سيكون "بحكم الساقط عسكريا"، وخاصة في الرستن وتلبيسة.

"حدود الضوء الأخضر"

ولم يسبق وأن سيطرت أي فصائل مسلحة غير الجيش السوري على مدينة حماة، سابقا.

ومن ناحية أخرى يضيف الخبير العسكري: "ما دام هناك ضوء أخضر لتحرك الفصائل للأمام لن يكون هناك حدودا للعمليات العسكرية الحاصلة، فقد يواصلوا تقدمهم باتجاه حمص بعد حماة وقد يصلوا إلى دمشق، لكن الأمر مرتبط بتحرك مشروط".

وتابع أيوب "تصريحات وزير خارجية أميركا، أنتوني بلينكن، تشير إلى ذلك، إذ أعطى معادلة من شقين: لو لم تقدم دمشق تنازلات سياسية وفق قرار مجلس الأمن 2254، لن يتوقف الطرف المهاجم على الأرض".

ما طبيعة المواجهات على الأرض؟

يقود عمليات الفصائل المسلحة بشكل رئيسي في حماة "هيئة تحرير الشام"، وعلى الخصوص قوات النخبة فيها التي تعرف منذ سنوات بـ"العصائب الحمراء".

كما يشارك في العمليات فصائل أخرى، بينها "أنصار التوحيد"، الذي نشر تسجيلا مصورا الأربعاء، وثق فيه اقتحامه لبلدة خطاب الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من المدينة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة