ماذا حصل في لقاء الوفد الأميركي بهيئة تحرير الشام؟
ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن دبلوماسيين أميركيين ناقشوا مبادئ انتقال السلطة في سوريا والأحداث الإقليمية في اجتماع مع ممثلي هيئة تحرير الشام في دمشق، الجمعة.
وأضاف المتحدث أن الدبلوماسيين بحثوا أيضا القضايا المتعلقة بمصير الصحفي المفقود، أوستن تايس، وغيره من المواطنين الأميركيين الذين اختفوا في عهد نظام الأسد.
ونقلت فرانس برس عن مصدر في السلطة الجديدة أن :قائد هيئة تحرير الشام عقد "لقاء إيجابيا" مع وفد دبلوماسي أميركي في دمشق".
وأعلنت السفارة الأميركية في دمشق إلغاء مؤتمر صحافي كان من المقرر أن تعقده مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف "لأسباب امنية"، وفق ما قالت متحدثة للصحافيين.
وقالت رنا حسن من طاقم السفارة في دمشق "للأسف.. تم إلغاء المؤتمر الصحافي لأسباب أمنية"، من دون أن تحدد ماهيتها. وكان من المقرر أن تتحدث ليف للصحافيين في أحد فنادق العاصمة السورية بعد عقدها والوفد المرافق لها سلسلة لقاءات.
وردا على سؤال عما إذا التقى الوفد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود السلطة الجديدة في البلاد، أجابت "لا أعرف".
وسبق أن وصل وفد أميركي قبل ظهر الجمعة إلى مقر إقامة قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في أحد فنادق العاصمة السورية، وفق ما شاهد مراسل وكالة فرانس برس، بعد وقت قصير من إعلان واشنطن وصول بعثة دبلوماسية للقاء السلطة الجديدة.
ويعتبر هذا اللقاء بمثابة الاجتماع الأول المباشر والرسمي بين واشنطن والحكام الجدد لسوريا.
ووصلت قافلة سيارات رباعية الدفع تحمل إلى الفندق، ووضع على الزجاج الأمامي لكل سيارة ورقة كتب عليها بالعربية والإنكليزية "هذه قافلة رسمية للولايات المتحدة الأميركية"، وفق مراسل فرانس برس.
أفادت وكالات أنباء بوصول وفد دبلوماسي أميركي إلى مقر إقامة قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في دمشق، الجمعة، وهو أول اجتماع مباشر ورسمي بين واشنطن والحكام الجدد لسوريا.
من هم الدبلوماسيون الأميركيون؟
- مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.
- المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز.
- المستشار المعين حديثا دانيال روبنشتاين، المكُلف بقيادة جهود الخارجية الأميركية في سوريا.
اتصالات مباشرة مع "تحرير الشام"
قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح بالنظام السوري.
وأضاف بلينكن، الذي تحدث بعد اجتماع وزراء خارجية دول عربية وتركيا في الأردن، أنه تم الاتفاق على بيان مشترك يحدد المبادئ التي تريد الدول اتباعها في الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك الشمول واحترام الأقليات. كانت هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الولايات المتحدة علنا أي اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام، التي تصنفها كمنظمة إرهابية.
واشنطن تشدد على حقوق الأقليات
من المتوقع أن يعقد دبلوماسيون أميركيون كبار أول اجتماعات رسمية مباشرة مع حكام سوريا الجدد بقيادة هيئة تحرير الشام في دمشق، الجمعة، أملا في استكشاف السبل التي ستتبعها الهيئة، التي كانت في الماضي مرتبطة بتنظيم القاعدة، لإدارة البلاد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن المسؤولين الأميركيين سيناقشون في اجتماعاتهم مع ممثلي هيئة تحرير الشام مجموعة من المبادئ مثل عدم الإقصاء واحترام حقوق الأقليات التي تريد واشنطن تضمينها في مرحلة الانتقال السياسي في سوريا.
والدبلوماسية الأميركية البارزة في شؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، والمبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن، روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا، دانيال روبنستين، الذي كُلف بقيادة جهود الخارجية الأميركية في سوريا، هم أول دبلوماسيين أميركيين يسافرون إلى دمشق منذ أن أطاحت المعارضة السورية بالأسد.
وتأتي الزيارة في وقت تفتح فيه الحكومات الغربية قنوات اتصال تدريجيا مع هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع، وتناقش إمكانية رفع اسم الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية. وتأتي زيارة الوفد الأميركي في أعقاب اتصالات فرنسية وبريطانية مع السلطات السورية الجديدة في الأيام الماضية.
وسيسعى الوفد أيضا للحصول على معلومات جديدة عن الصحفي الأميركي، أوستن تايس، الذي أُسر خلال رحلة صحفية إلى سوريا في أغسطس 2012، ومواطنين أميركيين آخرين فُقدوا خلال حكم الأسد.
وقال المتحدث باسم الوزارة "سيتواصلون بشكل مباشر مع الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء من المجتمع المدني ونشطاء وأعضاء الطوائف المختلفة والأصوات السورية الأخرى حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم".
وأضاف المتحدث أنهم "يخططون أيضا للقاء ممثلي هيئة تحرير الشام لمناقشة مبادئ الانتقال التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في العقبة بالأردن".
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفارتها في دمشق عام 2012.
تجمع للسوريين.. مخاوف واسعة من حكم ديني متشدد
تجمع المئات من السوريين في ساحة الأمويين بوسط دمشق، الخميس، للمطالبة بدولة ديمقراطية علمانية تضمن حقوقا متساوية للنساء. وكانت هذه أول مظاهرة من نوعها منذ الإطاحة بالأسد.
وهتف المشاركون "لا للحكم الديني" و"علمانية" و"دستور مدني"، ولوح بعضهم بعلم سوريا الجديد. ورفع العديد منهم لافتات كتب عليها "سوريا لكل السوريين" و"دولة مدنية ديمقراطية للجميع".
وهناك مخاوف واسعة بين السوريين من أن الإدارة الجديدة ستتجه لحكم ديني متشدد وستهمش الأقليات وتستبعد النساء من الحياة العامة، حسب رويترز.
تصنيف "إرهابي" يلاحق الجولاني
وقال عبيدة أرناؤوط، المتحدث باسم الحكومة الانتقالية السورية، هذا الأسبوع، إن "كينونة المرأة وطبيعتها البيولوجية والنفسية" تجعل النساء غير لائقات لبعض الوظائف الحكومية.
وقالت نور شخاشيرو، 21 عاما، وهي تجلس وترسم وتوزع صورا لمؤثرات سوريات "شعرنا بالتهديد بعد سماع هذه التصريحات. لا نريد أن نهدر ما اكتسبناه من خلال هذه الثورة. إذا لم نتحدث الآن، فسوف نصمت إلى الأبد".
وقال ثمين الخيطان المتحدث باسم الأمم المتحدة في إفادة صحفية، الجمعة، إن مكتب حقوق الإنسان سيرسل فريقا صغيرا من الموظفين المعنيين بحقوق الإنسان إلى سوريا الأسبوع المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.
وصنفت واشنطن الشرع إرهابيا في 2013، قائلة إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بالأسد وتطبيق حكم متشدد في سوريا. وذكرت أن جبهة النصرة، التي انبثقت منها هيئة تحرير الشام، نفذت هجمات انتحارية أسفرت عن مقتل مدنيين وتبنت رؤية عنيفة.