صراعات‎

"خيانة" ونفق سري.. تفاصيل جديدة عن "هروب الأسد"

نشر
blinx
غادر الرئيس السوري السابق بشار الأسد العاصمة دمشق في 7 ديسمبر 2024 عند الساعة الـ 10 و30 دقيقة مساءً عبر نفق سري يربط القصر الرئاسي بمطار المزة العسكري، وفقًا لتقارير نشرتها لو فيغارو ولوموند. جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد الأحداث وسيطرة قوات المعارضة على أجزاء واسعة من العاصمة.
بحسب لو فيغارو، غادر الأسد برفقة ابنه الأكبر حافظ، الذي عاد معه من موسكو قبل أسبوع، ومنصور عزام، الأمين العام للرئاسة، مستخدمين نفقًا تم إنشاؤه عام 2011 من قبل شركة فرنسية كجزء من إجراءات احترازية في ظل تصاعد الاحتجاجات آنذاك.
ومن مطار المزة، استقل الأسد طائرة أقلته إلى قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري.

رحلة هروب لم تكن الأولى

تشير لوموند إلى أن هذا الهروب لم يكن الأول من نوعه. ففي أكتوبر 2015، غادر الأسد قاعدة حميميم إلى موسكو على متن طائرة "إليوشين إم 62"، مع إطفاء جهاز الإرسال لتجنب رصدها. مرت الطائرة فوق العراق وإيران وبحر قزوين لتفادي المجال الجوي التركي. كانت تلك الرحلة أول مغادرة للأسد خارج سوريا منذ بداية الحرب، وتبعها 5 زيارات علنية أخرى بين 2017 و2024، سواء إلى موسكو أو إلى منتجع سوتشي على البحر الأسود.

"خيانة داخلية" وتوتر عائلي

في خضم هروبه، اتصل ماهر الأسد، شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة المدرعة، بصديق له لينفي شائعة وفاته. قال ماهر: "ما زلت على قيد الحياة"، وأكدت لوفيغارو أن ماهر لم يتم إبلاغه مسبقًا بهروب شقيقه، مما زاد من التوتر داخل الدائرة العائلية.
وفي الساعة 2 صباحًا، غادر ماهر دمشق على متن مروحية متجهة إلى قاعدة حميميم، حيث انضم إلى شقيقه بشار في انتظار موافقة روسية على مغادرة البلاد.
وبعد 36 ساعة من الانتظار في القاعدة، أي إلى يوم الإثنين 9 ديسمبر، حصل الأسد على إذن من الرئيس فلاديمير بوتين بالانتقال إلى روسيا، حيث انضم إلى عائلته، بما في ذلك زوجته أسماء، التي كانت تتلقى العلاج في موسكو.

التخطيط السري

تشير التقارير إلى أن النفق الذي استخدمه الأسد كان جزءًا من خطة أعدت مسبقًا للتعامل مع حالات الطوارئ. كما أظهر تقرير لوموند أن عائلة الأسد نقلت استثمارات وأموالاً كبيرة إلى روسيا خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس الاستعداد لسيناريو مشابه.

الفوضى داخل النظام

خلال الساعات التي سبقت مغادرته، تجنب الأسد الكشف عن نواياه حتى لأقرب المقربين منه. لم يخبر ابن أخيه وابنة أخته، باسل وبشرى شوكت، اللذين استقبلهما في مقر إقامته، ولم يبلغ مستشارته السياسية بثينة شعبان، التي طلب منها التحضير لمداخلة تلفزيونية.
في وقت لاحق، أعرب مسؤول في القصر عن قلقه بسبب انقطاع الاتصال بالرئيس، وأبلغ وزير الداخلية محمد الرحمون بمعلومات تفيد بأن سجن عدرا بدأ يُخلى من المحتجزين. رد الوزير قائلاً: "لا بأس، نحن من يقوم بالإخلاء".

خداع ويأس وهروب

وكانت رويترز أشارت في تقرير سابق إلى أن الأسد لم يطلع أحدا تقريبا على خططه للفرار من سوريا عندما كان حكمه يتداعى، بل تم خداع مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه أو لم يتم إعلامهم بالأمر على الإطلاق، وذلك بحسب ما قاله أكثر من 10 أشخاص على دراية بالأحداث.
وأكد الأسد، قبل ساعات من هروبه إلى موسكو، لنحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع في اجتماع يوم السبت أن الدعم العسكري الروسي قادم في الطريق وحث القوات البرية على الصمود، وفقا لقائد حضر الاجتماع وطلب عدم الكشف عن هويته.
وعلى نحو مماثل، ترك الأسد وراءه ابني خاله إيهاب وإياد مخلوف عندما سقطت دمشق في أيدي قوات المعارضة حسبما قال مساعد سوري ومسؤول أمني لبناني.
وأضافا أن الاثنين حاولا الفرار بسيارة إلى لبنان لكنهما وقعا في كمين على الطريق نصبه مقاتلو المعارضة الذين أطلقوا النار على إيهاب وقتلوه وأصابوا إياد.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة